ليس بعد الانسحاب من منتدى دافوس مثقال حبة من خردل من إيمان
لقد سجل التاريخ لقطة شجاعة لا يمكن أن تنسى أبدا حيث خرج رئيس الوزراء التركي أردوغان غاضبا من منتدى دافوس واضعا حدا لهذا المنتدى بالنسبة لتركيا بعدما منع من حقه في التوقيت المخصص لتدخلات رؤساء الوفود في حين أعطي رئيس الكيان الصهيوني الوقت الكافي ليبرر جرائمه ضد الإنسانية في غزة. ومنتدى دافوس ـ ياحسرتاه ـ تنظمه الدول التي تعلم العالم الحضارة واللياقة في الحوار والتخاطب . فبعدما تحدث كبير القردة الصهاينة كما شاء وبصوت مرتفع مما يؤكد شعوره بالذنب وإقراره بالجريمة كما استنتج ذلك أردوغان ، جاء دور هذا الأخير ليرد عليه بما يفحم من توراته المحرفة ، ومن خلال معطيات لا يرقى إليها شك تدخل رئيس منتدى دافوس ليصادر الكلمة من أردوعان الجسور جسارة الأسود والذي كانت أسنان بيريس تصطك لكلامه وجبينه يتصبب عرقا للمخازي الصهيونية التي سردها أردوغان على مسامع عالم متحضر ـ يا حسرتاه ـ وهو عالم يصفق للجلاد ويدين الضحية ، والساكت على الجريمة مجرم كما قال أردوغان.
والغريب في اللقطة أثناء انسحاب أسد الترك الجسور الواضح الرجولة أن قام ثعلبان العرب الواضح الذلة ليقبله على شجاعته فظننا أنه سيغادر معه ويدخل التاريخ من أبوابه الواسعة عوض القبوع في مزابله المغمورة فإذا به يستجيب لأمر بان غي مون قن الأمريكان والصهاينة فيعود ليجالس مجرم الحرب وكأن الأمر لا يعنيه ولا يخدش كرامة عروبته، وكأن العرب قد فوضوا له النيابة عنهم في الخنوع والاستسلام وتجرع الذل والهوان . لقد أعطى ثعلبان العرب لنفسه هوية مزيفة، وأعطاه الله تعالى هوية حقيقية. إن ثعلبان العرب ينتسب للعروبة وللإسلام كذب وزورا ، والله تعالى نسبه النسب الصحيح فهو من اليهود والنصارى بموجب قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم عن الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو بأمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين )) إن ثعلبان العرب منهم وقد سارع إلى حضور منتدى دافوس مخافة الدائرة فجاء فتح الله وأمر من عنده على يد أردوغان فأصبح الثعلبان على ما أسر في نفسه من النادمين بعدما صار يهوديا ونصرانيا من الدرجة المنحطة .، وليس بعد مغادرة منتدى دافوس مثقال حبة خردل من إيمان .
1 Comment
انه اهتمام بالسياسة الدولية الخاصة بالشرق الأوسط في شقها المتعلق بالقضية العربية والإسلامية،تبعا لتطورات العدوان الهمجي الصهيوني على غزة،هو أمر مطلوب لنصرة الشعب الفلسطيني لفرض حقوقه وتشييد دولته المستقلة وعاصمتها القدس.فشكرا لك على هدا التنوع وعلى هده الجرأة،غير أن المعالجة للقضايا السياسية الشائكة تستوجب استحضار كل المعطيات الظاهر منها والباطن.فلتركيا علاقات متعددة الأوجه ومتميزة ولا يمكن لغضبة على شاكلة دور مسرحي أن تزعزع قيد أنملة هده الروابط التركية الإسرائلية يكون مستقبلها المساس بالمصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة المريكية و حلفائها من الغرب في الوقت الدي تنتظر فيه تركيا الضوء الأخضر للعضوية في الإتحاد الأوروبي.فما رأي الأستاد’