Home»International»السياسة التوسعية لإسرائيل / د. روجي كارودي

السياسة التوسعية لإسرائيل / د. روجي كارودي

1
Shares
PinterestGoogle+

نصوص مترجمة:

السياسة التوسعية إسرائيل /  د. روجي كارودي
تعريب محمد السباعي.

  » أود أن أقترح عليكم العودة من حين لآخر إلى مخطط فلسطين الكبرى) إسرائيل الكبرى) قبل فوات الأوان، إن مخطط بال يجب أن يتضمن الإشارة إلى فلسطين الكبرى(إسرائيل الكبرى) أو فلسطين والمناطق المجاورة، الذي من غيره يصبح بلا معنى : لا يمكنكم استقبال 10 ملايين يهودي في مساحة 25000 كلم2 « .
هذه الرسالة موجهة إلى تيودر هرتزل من طرف أحد أصدقائه ومستشاريه المقربين دافيد ترييتش في 29 أكتوبر 1899 مباشرة بعد عقد المؤتمر الصهيوني العالمي ، وهي تعبر بوضوح كبير المنطق الداخلي للصهيونية في سياستها التوسعية.

إن مبدأ الصهيونية هو الانطلاق من اليهودية ليس كدين ولكن كأمة، كدولة واعتبار كل اليهود في العالم أعضاء في هذه الدولة ثم النضال من أجل استقطابهم إليها. وهذا الأمر يدفع بهذه الدولة إلى خوض سلسلة من الحروب التوسعية. إن تاريخ الاستيطان والاعتداءات التوسعية تنبع من هذا المنطق السياسي الصهيوني. والفرق الوحيد الذي يميز النازية عن الصهيوبية هو أن إسرائيل لا تنطلق فقط من أسطورة عرقية ( كل أرض آهلة بالجنس الآري يجب أن تكون لكم) كما كان يردد هتلر، ولكن تنطلق بصفة خاصة من الأسطورة الدينية (الأرض الموعودة). لقد جاء في كتابهم المقدس  » إني أهدي هذه الأرض لأبنائك من نهر مصر إلى نهر الفرات العظيم « . وهذا يمثل المخطط السياسي والعسكري لدولة إسرائيل، كما لو أن الأمر يتعلق بحقيقة تاريخية أو سند ملكية أو أن نسل إبراهيم يتحدد كاستمرارية عرقية وليس دينية، وبالتالي فإن أبناء إسماعيل ابن إبراهيم مقصون من هذا الحق.
إن يهود الشتات من اليمن وإثيوبيا وإسبانيا يكونون أحق بهذه الأرض المقدسة من سكانها الأصليين من عرب ومسيحيين ومسلمين، رغم أن هؤلاء المهاجرين لم يسبق لهم أن عرفوا هذه الأرض أو ارتبطوا بها ، ولكن الدعاية الصهيونية النازية هي التي جعلت منهم كتلة واحدة وموحدة .إن قادة إسرائيل ما فتئوا يبررون سياساتهم التوسعية بهذه الأسطورة الدينية(إسرائيل الكبرى) واحتكارهم حق تفسير النصوص التوراتية :
 » إذا امتلكنا التوراة -كما قال موشي ديان في غشت 1967-وإذا اعتبرنا أنفسنا شعب التوراة، يجب علينا كذلك امتلاك أرض التوراة،أرض الحكام و البطارقة « .
انطلاقا من هذه المبادئ تصبح الحدود مطاطية خذوا إعلان أمريكا عن استقلالها ، إنه لا يتضمن أية إشارة للحدود الترابية، نخن كذلك لسنا مجبرين لرسم حدود لدولتنا بن غوريون.
يستشهد بن غوريون بالنموذج الأمريكي حيث ظلت الحدود متحركة لمدة قرن من الزمان ختى تمت إبادة الهنود الحمر.
إن الممارسة الفعلية تنطلق تماما من هذه التصريحات : الاستيلاء على الأرض وتهجير السكان الأصليين .إن إسرائيل مارست قانون الغاب ولم تحترم أبدا قرار التقسيم الذي صدر عن الأمم المتحدة ، فقد استولت عصاباتها بعد صدور هذا القرار في 24نوفمبر 1947على عدة أراضي عربية كحيفا وغيرها.
ولما حاولت الدول العربية حماية الفلسطينيين إثر مذبحة دير ياسين في 9أبريل 1948،اغتنمت إسرائيل الفرصة لضم أراضي جديدة :من 56 / من أرض فلسطين التي أعطيت لهم استولى الصهاينة على80/بعد نهاية أول حرب إسرائيلية-عربية.
وبهذه المناسبة ينبغي دحض خرافة أخرى: خلافة داوود إسرائيل الصغير في مقابل جالوت العربي العظيم، والتي من خلالها تحاول إسرائيل كسب تعاطف العالم باعتبارها غير آمنة.ذلك أن إسرائيل تتوفر على جيش متفوق كما وكيفا على جيوش الدول العربية مجتمعة.ففي حرب1948،لم تبلغ جيوش كل من مصر وسوريا والأردن ولبنان وإيران22000جندي بينما كان عدد جنودإسرائيل65000.
رغم ذلك ام تكتف إسرائيل ،فقد نشرت مجلة نيويورك تايمز في 9 مارس 1964حوارا مع بن غوريون قال فيه:(إن تراب إسرائيل كان يمكن أن يكون أكبر لو أن الجنرال موشي ديان كان رئيس أركان الحرب في1948).وقد كان يردد الجنرال آلون الذي كان ينفذ الأوامر:(لما صدرت أوامر بن غوريون بوقف تقدم الجيش الإسرائيلي تحت ضغوط الرئيس الأمريكي ترومان كنا على وشك النصر ، من نهر الليتاني (لبنان) بالشمال إلى صحراء سيناء في الجنوب الغربي، فلو استمرت الحرب أياما قليلة لاستطعنا تحرير البلاد كلها).
إن تأميم قناة السويس من طرف الرئيس عبد الناصر كانت مناسبة لإسرائيل للتوسع من جديد بتحالف مع الإنجليز وبتعاون مع فرنسا(الجنرال شال)،لكن تدخل الأمريكان والسوفيات حال دون هذا الهجوم.ولفد ضل هذا الحلم يراود ميناحيم بيغن الذي صرح وقتها (أرض إسرائيل ستعود لشعب إسرائيل كاملة غير منقوصة وإلى الأبد).
في سنة 1967،قرر قادة إسرائيل القيام بهجوم جديد، فقد كانت الحرب وسيلتهم الوحيدة للخروج من الأزمات الاقتصادية: إذ وصل عدد العاطلين في سنة 1967إلى 96000(من مجموع 950000)وفاقت الهجرة إلى الخارج الهجرة نحو الداخل (10000مواطن غادروا إسرائيل تلك السنة)و انخفضت مداخيل يهود الشتات وخاصة من الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى.فاحتلال أراضي جديدة سوف يخلق مناصب شغل (بناء المستوطنات)ويشجع على الهجرة إلى إسرائيل.كما كانت فكرة الحرب الوقائية في منطق الصهاينة ، فقد صرح ميناحيم بيجن داخل الكنيست في 12أكتوبر1955:(أظن أنه من الضروري شن حرب وقائية ضد العرب من غير تردد، وهكذا سنحقق هدفين أساسيين :
-أولا تحطيم القوة العربية.
-ثانيا توسيع ترابنا).
وقد كانت الحرب الوقائية في 1967( حرب الأيام الستة) شبيهة بالحرب الفاشية المباغتة التي شنها اليابان ببرل هابر (جزر الهاواي) في 7دجنبلر1941من دون إعلان حرب ،فباغتت وحطمت الأسطول الأمريكي في المحيط.ففي 5يونيو 1967، باغتت إسرائيل الطيران المصري فحطمته.وفي 12يونيو 1967، قال رئيس الوزراء ليفي أشكول داخل الكنيست :(كان وجود إسرائيل مرتبطا بخيط رقيق ، أما الآن فقد تحطمت آمال العرب في القضاء على إسرائيل).لم يكن أحد من قادة إسرائيل يصدق هذه الأكذوبة التي كانت تروج للاستهلاك الداخلي والخارجي.فقد عبر عن ذلك صراحة أحد الوزراء السابقين(موردخاي بنوتوف):(كل هذه القصة حول خطر الإبادة كانت مخترعة ومبالغ فيها لتبرير الاستيلاء على أراضي جديدة ).ومن جهة العسكر عبر عنها الجنرال عيزر وايزمان بقوله :(لم يكن في يوم من الأيام خطر بإبادة إسرائيل)أو الجنرال ماتيتيان بيلد :(إن أطروحة خطر الإبادة الذي كان يحلق فوق رؤوسنا في يونيو 1967، وأن إسرائيل كانت تحارب من أجل وجودها كانت مجرد أكذوبة،ولدت وترعرعت بعد الحرب). بل حتى الجنرال رابين كتب :(لا أظن أن ناصر كان يود الحرب ،إن الفيلقين الذين بعث بهما إلى سيناء في 14 ماي لم يكونا كافيين لشن هجوم على إسرائيل،كان يعرف وكنا نعرف ذلك).
لقد ضمت إسرائيل في 67 3أضعاف ما أعطاها قرارا لتقسيم في 47 وفتحت شهيتها لضم أراضي جديدة.فمنذ شهر يوليوز1968 صرح موشي ديان :(طيلة ال 100 سنة الماضية كان شعبنا يبني هذا الوطن ويوسعه،ويجلب إليه اليهود ،فلا نسمح لأي يهودي بأن يقول بأن العملية انتهت ،لا نسمح لأي يهودي بأن يقول بأننا في نهاية الطريق.( أما كولدا مايير فقد ذكرت في إحدى الاستجوابات :
)-ما حجم الوطن الذي تعتقدون أنه كاف لضمان أمنكم ؟
-إذا أردت أن تقول بأنه علينا رسم حدود،فهذا لم نفعله وسنفعله أن اقتصت الضرورة ذلك،لكن من النقط الجوهرية في سياسة إسرائيل أن حدود 4 يونيو1967 لا يمكن الانطلاق منها في أية معاهدة سلام،يجب أن تتغير الحدود ،نحن نريد ذلك من أجل سلامتنا).(معاريف-7يوليوز 1967(.
بعد محطة 73 تصاعدت وتيرة التوسع الإسرائيلية وخاصة بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد في شتنبر 1978، الشيء الذي سهل بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة وإلحاق القدس والجولان وغزو لبناب في1982.
إن عملية غزو لبنان لم تكن مفاجئة،بل كان مخطط لها منذ 10سنوات ، فهي تدخل في المنطق التوسعي الفاشستي لإسرائيل(من أجل خلق مجال حيوي).الجديد هو أن عددا كبيرا من اليهود في العالم وعدد من الغربيين بدؤوا يشعرون بالخدعة التي وقعوا ضحيتها منذ حوالي ثلث قرن : إنه من المخزن إن يتطلب تقتيل عسرات الآلاف من الشيوخ والأطفال والنساء، تحطيم بيروت، بشاعة صبرا وشاتيلا، ليتضح بعد ذلك الوجه العنصري الفاشتي الحقيقي لدولة إسرائيل ولسياستها.
لقد كان الكذب واضحا ورغم كل التمويهات والدعايات التي قام بها اليهود ، لم يستطيعوا إخفاء بشاعة المجزرة. إن أول مبرر تم تقديمه هو مقتل السفير الإسرائيلي في لندن والذي نسب إلى منظمة التحرير الفلسطينية ، لكن رئيسة الوزراء صرحت للجميع أن من الأسماء التي ضبطت لدى منفذي العملية والتي كانوا يعتزمون تصفيتها يوجد ممثل منظمة التحرير في لندن ، مما ينفي مزاعم إسرائيل :(لا أظن أن هجوم لبنان كان انتقاما لهذه العملية ، إن الإسرائيليين وجدوا في الحادث مبررا لاستئناف هجوماتهم (.
لقد مر هذا التكذيب في صمت رغم أنه يفضح بجلاء (أسطورة الدفاع الشرعي) التي تبرر الهجوم.
ثم جاءت بعد ذلك حكاية أهداف عملية السلام في الخليل ، أي تأمين المنطقة على بعد 40كلم ، فتحت قوات الأمم المتحدة الطريق للجيش الإسرائيلي ليهجم على بيروت.
وبعد تدميرها ، أقام بيغن على أنقاضها رئيسا من صنيعة إسرائيل، ثم إن مقتل بشير جمييل أعطى للقوات الإسرائيلية مبررا آخر للسيطرة على لبنان ، رغم أن جريمة القتل تمت على بعد 200متر من قوات إسرائيل وتحت أعينها ومن طرف عملائها.
وقد ختم بيغن تصريحه قائلا :(غير اليهود قتلوا غير اليهود).
إن هذه الأحداث لا تشكل إلا تجليات القضية أم العمق فهو تنفيذ المخطط التوسعي لإسرائيل الكبرى.ولنفهم بأن هذا الأمر ليس له علاقة بحادثة لندن أو بمقتل جمييل ، يجب أن ندرك موقع لبنان في مشروع إسرائيل الكبرى.
إن الهجوم على لبنا كان مخططا منذ سنوات في برنامج إسرائيل : ففي مذكراته ليوم21 مارس1948، كتب بن غوريون :( إن مصدر قوة التحالف العربي هو لبنان، وإن الأغلبية المسلمة في هذا البلد مصطنعة ويمكن قلب المعادلة بسهولة ، يجب إنشاء دولة مسيحية في لبنان، حدودها الجنوبية تكون نهر الليطاني، سنوقع معاهدة مع هذه الدولة ، ثم بعدما نحطم القوة العربية ونقصف عمان، نستولي على قطاع غزة ثم يسهل احتلال سوريا .وإذا أرادت مصر الحرب ،فإننا سوف نحتل بورسعيد، الإسكندرية ثم القاهرة.ساعتها سننتهي من الحرب وسنكون قد انتقمنا لأجدادنا من مصر.

من كتاب « قضية إسرائيل أو الصهيونية السياسية  . » روجي كارودي،. بابيروس/ مارس /1983.الفصل 9 ص.153

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *