حفل الولاء وحفل تربع أوباما على العرش
حفل الولاء وحفل تربع أوباما على العرش
لطالما نجحت بعض المحطات الفضائية العربية في تجييش، بل في تأجيج الكراهية بين الحاكم والمحكوم وجعلت مسألة السلطة العَدُو التاريخي القاطع الطريق أمام النماء والتطور. إنه غسيل دماغ ناجح بكل مقاييسه مدروس لتحقيق غايات جيو سياسية مُحَركَة دوالب القُطرية والجهوية بهدوء وحكمة. يستفيق المواطن المغلوب على أمره ليتناول أول كوب شاي أو قهوة له في بيته أو في مجالس العموم، فتنهش صباحه أخبار من هنا وهناك عن تواطئ وتآمروعقد الصفقات وجمع كل العرب في سلة المتنزه. فيبدأ يومه متجهما بل ومتآمرا على نفسه و أن الكل يكيد له.
حينما كان آباؤنا يهتفون لملوكنا رحمة الله عليهم بالعزة والتمكين وحينما نزلنا لمبايعة الملك وجدنا نفس الإعلام يسخر عن سلوك شعبنا وهو يهتف ويبايع وينشد، زاعما أنه يُضغط علينا وما حاجتنا لمثل تقاليد انصرم عنها دهرٌ وهَلُم مايُنظم من كلام موزون مُقَفى.
إلا أن المحزن في الأمر هو أن نفس المنابر الإعلامية كيف هلهلت لتعيين أوباما بل تحدثت عنه وعن سيرته بفخر أكثر من الأمريكيين وصورت آلاف المجتمعين لتحيته في درجات حرارية أقل من الصفر وكم مكثوا هناك، وتحدثوا عن صرف السيدة « لورا بوش » نصف مليون دولار من ميزانية البيت الأبيض فقط لبضع أوان طلبتها من منغوليا، وكان الوصف كله انبهارا وتمجيدا. ثم انتقلوا للحديث عن القطار التاريخي الذي ركبه الزعيم التاريخي « ابراهام لنكولن » حين حفل تنصيبه هو نفسه الذي امتطاه « أوباما وبايدن » وتحدثوا عن عراقة التقليد بتضخيم قد لاتتجرأ حتى محطة »فوكس نيوز » أو « س أن أن » على ذكره. فحين يحدث عندنا نحن فهي الديكتاتورية والتخلف
على هذا الأساس يحق لنا نحن من ننتمي إلى هذا الوطن أن نفخر بإرث أمتنا الحضاري الذي لا يؤرخ لبضع مئات السنين. ونعم لتقاليدنا الراسخة في القدم والتي ثبت أنها لاتشترى بثمن بل هو الأمر الوحيد الذي يستعصي على مالكي تلك الفضائيات اقتناءه كما فعلوا بالفن والأدب والمتاحف والمعاهد والسياسة.
عبدالقادر فلالي-كندا-
filala71@yahoo.ca
2 Comments
لا مجال للمقارنة والنبش في الماضي والحاضروالأشياء بخواتمها تذكر
علاقات المصالح عند الأمريكان جعلت منهم دولة قوية