الزمن المدرسي… التدبير والتبذير
يتجاوز مفهوم الزمن المدرسي الخريطة الزمنية المنظمة للمواسم الدراسية، إذ يرتبط ارتباطا وثيقا بكل الأحداث والتفاعلات التي تحدث تغييرات في الزمان والمكان دون أن تخضع تلك الخريطة للتحيين، وبالتالي فان كل المعطيات تفيد أن زمنا كبيرا يهدر ويبدر عند كل موسم دراسي لأسباب يمكن مقارباتها من زوايا متعدد مع الاستئناس بأمثلة من الجهة الشرقية.
الخصاص في الموارد البشرية يهدر الزمن
منذ البداية يجب الحسم بأن موعد الدخول المدرسي لم يعد محترما، وهي ظاهرة تثير الانتباه، ولا نتحدث هنا على الدخول المدرسي التلفزيوني الذي عادة ما يريد تجميل الواجهة، لأن العنوان البارز لهذا الدخول هو التعثر بكل أشكاله، فأغلب التلاميذ لايلتحقون بمؤسساتهم إلا في وقت متأخر ، بل وكثيرا منهم لايحترمون مواعيد التسجيل حتى أن الأيام الأولى الخاصة بهذا الاستحقاق تجسد فعلا فراغا في المؤسسات التي تدخل لائحة الانتظار بامتياز، ويتعمق هذا الوضع بالثانوي التأهيلي، بل إن كثيرا من التلاميذ يلتحقون بمؤسساتهم وهو غير مسجلين، وقال أحد الإداريين معلقا على هذا الوضع »إننا في حاجة إلى إدخال التربية على الزمن على غرار التربية على البيئة وحقوق الإنسان وغيرها ».لكن الزمن المدرسي كما يصوغه التلاميذ يتداخل في أبعد مع الزمن المدرسي المهدر بفعل عوامل أخرى تنضاف إلى قائمة المعضلات التي تنخر جسد المنظومة التربوية، ويتأكد ذلك عندما بلتحق التلاميذ ، فيجدون أنفسهم في انتظار أستاذ وقد يكون لمادة أساسية، يقال أنه سيلتحق في موعد لاحق، غير أن الإدارة في كثير من الحالات تعمل على ربح الوقت، لأن المعني أو المعنيين يدخل في إطار الخصاص الذي لم يدبر في إطار المشاكل التي تعرفها الموارد البشرية، ويتعمق هذا الوضع في البوادي كمايمس الاعداديات والثانويات التأهيلية. فالخريجون الجدد لايتم لايتم تعيينهم في الموعد المحدد ولايلتحقون إلا في مراحل متأخرة، الأمر الذي يهدر ويبدر الزمن بطريقة أصبحت تطرح أكثر من سؤال. أما إعادة الانتشار فترتبط باجتماعات اللجان الموسعة المكونة من النقابات والإدارة، وهي لقاءات تتواصل أحيانا بطريقة تنتظر الإدارة حصول الإجماع باسم الشراكة وترسيخ المقاربة الأمنية، وأحيانا تكون نتائجها وخيمة على العملية التعليمية. ولنا أمثلة في ذلك فالمئات من الخريجين الجدد الذين تم تعيينهم بنيابتي الناظور وفكيك ظلوا ينتظرون أماكن تعيينهم وقتا طويلا. بل وعندما عينوا بات أكيدا أن الخصاص مازال واقعا في انتظار تعيينات مباشرة، وهو الذي حدث فعلا لكن الوقت كان متأخرا الأمر الذي فوت في الحالتين معا على التلاميذ زمنا ليس باليسير مع العلم أن البرامج طويلة ولها إيقاع معين عادة ما يعود في خبر كان. وعلى ذكر البرامج فان الحقيقة الماثلة أمام الجميع أنها تحتاج إلى مراجعة زمنية لأنه في السلك الثانوي التأهيلي على سبيل لايمكن الحديث عن انتهاء المقرر بفعل العوامل المذكورة سابقا ، وأيضا بفعل الانقطاع المبكر للتلاميذ في آخر الموسم تحت مبرر الاستعداد للامتحان.
استعمالات الزمن تقلب معطيات الزمن
من جهة أخرى تدخل استعمالات الزمن في قلب مجموعة من المعطيات التي تبني عليها الإدارة نجاح دخول مدرسي ما، ونسوق هنا مثلا من ثانوية الفتخ التأهيلية بتاوريرت، فقد حدث أن قررت الإدارة عدم منح الإقرار للمدير السابق الذي كان قاب قوسين من الانتهاء من انجاز استعمالات الزمن، لتكلف أي الإدارة ناظر المؤسسة بمهمة مدير، الأمر الذي أعاد العملية إلى نقطة الصفر، وعاد أكيدا أن استعمالات الزمن سيطول وقتها وهذا ماحدث فعلا، وفي الوقت الذي حدث ذلك تم تعيين أساتذة بالمؤسسة،، بل وتم تعيين أستاذ لمادة الاجتماعيات أخرى، كما أن أستاذة للأنجليزية تم إلحاقها بثانوية أخرى باسم الفائض، غير أن أستاذا للأنجليزية ولأسباب خاصة لم يلتحق في الوقت المحدد، والآن فان مجموعة من الأقسام بدون أستاذ على المستوى العملي، رغم أن استعمالات الزمن تحمل اسم المادة، وكانت النتيجة أن تدبير الفائض أدى إلى الخصاص وهي مفارقة غريبة مات فيها الزمن المدرسي بالتمام والكمال. هذا وبقدر ماتطرح استعمالات الزمن مشاكل على هذا النحو،فإنها تطرح أيضا معضلات أخرى لاتراعى فيها مصالح التلاميذ باعتبارهم مستهدفين من العملية التعليمية التعلمية. ويقول أخد التلاميذ’ ما كنقدرش نتبع من 4 إلى 6 ‘، إن هذا التلميذ وغيره يشير إلى عملية مستعصية في استعمالات الزمن، إذ ليس غريبا أن تجد مادة أساسية تدرس كاخر حصة وهو ما يشتت أذهان الذين لايقوون على التركيز، والملاحظ أيضا ، أنه بقدر ما أن الإدارة تحاول تطبيق ماجاء في المذكرات المنظمة، بقدر ما تحاول أن تلبي رغبات الأساتذة وهو ما يحدث رجة زمنية لايكتوي بنارها سوى المستهدفين.
هدر الزمن المدرسي بالقرى لايحتسب
من جانب آخر، فلو احتسبنا الزمن المدرسي الذي يهدر لأسباب أخرى، لوجدنا أنفسنا أمام حقائق تتطلب فعلا الجواب على أسئلة التأهيل، فالزمن المدرسي في القرى مازال حبيس معطيات المناخ وتقلباته خاصة في فصل الخريف وفصل الشتاء، فالزمن يهدر في هذه الأمكنة باسم الطبيعة القاسية سواء كانت بردا قارسا أو تساقطات مطرية أو ثلجية، وبالتالي فان الزمن يتكسر على جدار يدركه المسؤولون على الشأن العام التعليمي وغير ذلك إذ لماذا يتم الحديث على تعميم التمدرس وضرورة أجرأته والهدر المدرسي وضرورة مواجهته دون أن ترتبط هذه الإجراءات بتأهيل المؤسسات التعليمية والقرى بشكل عام، ولنا أمثلة كثيرة من ذلك كمدارس العطف بتاوريرت والمجموعات المدرسية بفجيج، ونفس الحالة بالناظور،.بل إن طوارئ تتدخل بقوة لتقتل الزمن المدرسي دون أن تجد من يحصن ذلك الزمن، والمثال يأتي من الفيضانات التي عرفتها الجهة الشرقية، حيث باتت بعض المدارس عبارة عن فضاء معزول بفعل التصدعات والأضرار التي لحقت بها، فأصبح في حكم المؤكد أن عطلة غير مبرمجة في الخريطة الزمنية برمجتها الطبيعة، وهذا الأمر مس 33 مؤسسة تعليمية بنيابة الناظور فقط وقدرت الخسائر بملياري سنتيم، أما خسارة الزمن المدرسي فمازالت لم تحتسب بعد.
3 Comments
نشكر الاخ الرامي على اثارته موضوعا تحملنا نتائجه على مدى سنوات عملنا و مللنا من كثرة المذكرات المنظمة للدخول المدرسي عند صيف كل سنة دون تطبيق ميداني في بداية المواسم الدراسية في اشارة صريحة الى ان هناك دخول مدرسي على الاوراق و اخر في المؤسسات التعليمية و لا ادل على ذلك من المخطط الاستعجالي للاصلاح الذي برمج جدولة زمنية دقيقة للدخول المدرسي و صدقنا ذلك كعادتنا و حزمنا حقائبنا مبكرا للانخراط في عملية الاصلاح لنفاجأ أننا أمام دخول مدرسي الأكثر تعثرا و لمسنا بأن الاتقان في صياغة المذكرات لا تعدو أن تكون محاولة يائسة للتفنن في التملص من المسؤولياااااات
الزمن المدرسي الضائع مظهر مأساوي لأزمة المنظومة التربوية فلبس هناك مؤسسة اقتصادية بمكنها أن تحتمل هدا الهدر المريع دون أن تعلن إفلاسها في غضون شهور معدودة
نشكر السيد الرامي على اثارة الموضوع واقول ان لا المذكرات المنظمة ولا المراقبة و لاالمخططات الاستعجالية او حتى الاستباقية تحل هذا المشكل الحل هو ديمقراطية التعليم وشفافيته النعليم يمول من اموال الشعب يجب على كل موظفي المؤسسات التعليمية من اداريين و اساتذة ومفتشين الحضور الى المؤسسات و الغاء بدعة 2/1 حصة او 4/1 ( عطى الله مايدار)