ملحمة غزة من منظور السيادة والعزة
لو كان للغة المفاوضات فصل الخطاب لما مات الزعيم الراحل ياسر عرفات محاصرا مسموما وهو مهندس المسارات التفاوضية والراعي لعدة محطات من أنشطة الوفد الفلسطيني المفاوض… لو كان للجنوح للسلم مع دولة الحرب يجدي نفعا لما جرى تصفية القضية الفلسطينية خلال مراحل محسوبة وتم نقلها من قضية الأمة الأولى إلى قضية قطرية ثم قزمت إلى شأن فتحاوي تارة وحمساوي تارة أخرى… خلال 17 سنة خضع أصحاب القضية إلى غسيل دماغ شمل البنى الذهنية المتحكمة في أنماط ردود الفعل المختلفة وصناعة مواقف الشرف والعزة…. وتمكن الدهاء الصهيوني من صناعة الرأي العام العالمي والعربي والإسلامي وتشكيل دبلوماسية عربية إما موالية أو مشلولة لإجهاض قضية60 سنة…وماترتب عنه من تغيير لمعالم تاريخ القضية برمته فتحول الجلاد إلى ضحية والغازي إلى طرف مظلوم رخص له المجتمع الدولي على مرأى من الشرعية الدولية ومسمع من حوار الحضارات لشن هجومات شرسة جوا وبحرا وبرا يتولى إنجازها جيش نظامي يعد ثالث جيش في العالم يستخدم أحدث الأسلحة الإسرائيلية والأمريكية والغربية على شعب مسلح بالثبات…لوكان المسار التفاوضي يجدي نفعا فلقد كان أمام مهندسيه ومريديه الوقت الكافي لتحقيق الانجازات لكنه لم يصنع إلا المزيد من الفصل والعزل والحصار والكنتونات والاذلال والإجهاز على قدرة الرد عند قوة الممانعة والمقاومة لأن جوهر الصراع الفلسطيني والعربي والإسلامي مع الصهيونية العالمية صراع وجود لا صراع حدود وما أخذ بالقوة من أرض ومقدرات لايسترجع إلا بالقوة…لكن أين هي قوة الأمة وإعداداتها لعدو تقليدي هل نحن أمام دهاء صهيوني وغباء للمال العربي؟ أين نحن من النموذج الباكستاني والإيراني؟ هل نحن أمام تغيير لجلد الهوية وارتداد عن الانتماء والولاء؟ أين نحن من تحذيرات القرآن وتحليلاته لطوية اليهود؟هل نحن أمام فعل الزمن وتعرية واقع الأيام وفعلها فعل السحر في النفوس والعقول وتكبيل الأيدي؟ أين نحن من دروس التاريخ؟
إن السلم يا عالم يبدأ من غزة والحرب أيضا تبدأ من غزة فلا يمكن للدم أن ينتصر على السيف ولا للعالم أن ينعم بسلم شامل ودائم ولا تستريح المنطقة كلها إلا باستتباب السلم في غزة وعلى كل ربوع أرض فلسطين الحبيبة أرض النشامى والشموخ والإباء أرض الأنبياء والمقدسات أرض القرب من المعابر والطرق والممرات والخلجان والشطئان أرض القرب من مصادر الطاقة والموارد المتنوعة…
فبالأمس جزمة واليوم حزمة من الصواريخ وعزمة وغدا تأتي النصرة لأهل غزة… أهل العزة.
النصر آت
صمود المعجزات
جزاء الثبات
فردوس الخالدات
ولو بعد الممات
دموع التباكي
على
أهل غزة
لم تصنع فستان
نصر الدم على السيف
معاول إبادة
أهل العزة
لم تكسر شوكة الرعد
في عز الصيف
بورصات القيم
تبيع العرب
السلام
في مزادات
الكلام
والهدهد يخطب
ود سلام عرش بلقيس
ومملكة داوود
كلها سلام
الفحم
والأشلاء
والدمار
مفردات الوئام
في
كيان اللئام
والعزل
والحصار
والإذلال
عناوين للتهدئة
في مدونة التنكر للذمام
النصر آت
ولو كثر الحماة
وصار القلب فلاة
وعد الله آت
ووعيده جلد للذات
خسة لقتلة الأنبياء
ومسخ لامبراطورية العصاة
1 Comment
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف في معناه « مايزال قوم من أمتي مرابطين على الحق ظاهربن لايضرهم من خذلهم قالوا أين يا رسول الله قال في بيت المقدس » إن مايعاني منه أهلنا في غزة هو سبب السياسات الفاشلة التي ينهجها حكام هذه الأمة الداعية إلى التطبيع مع العدو الصهيوني والآن أهلنا في غزة هم من يدفعون ثمن هذه السياسات أقول للأهلنا في غزة اصبروا وقاتلوا في سبيل الله فإن ما يأخد بالقوة لايرجع إلا بالقوة والحق ينتزع ولايعطى ولا تلينوا وتذهبوا إلى طاولة المفاوضات فإن أي شيء يوضع على طاولة المفاوضات فهو قابل لتفريط فيه أو في شيء منه وأقول لحكام هذه الأمة هؤلاء الخونة هؤلاء الذين باعوا القضية بأبخس الأثمان بحفنة قمح بكرسي سيسألون عليه يوم القيامة أقول لهم احزموا أمتعتكم وارحلوا إلى البيت الأبيض فلطالما كنتم كلابا حارسة على ماتسمى بإسرائيل وكلابا حارسة لحدودها ومصاحها اغرحلوا قبل أن يصل طوفان الشعوب الغاضبة اليوم الشعوب في الشوارع وغذا عصيان مدني وغدا تشنقون في قصوركم عاشت أمتنا العربية المجيدة عاشت أمتنا الإسلامية المجيدة عاش الشعب الأبي في غزة و النصر للإسلام