الاحد 26 دسمبر 2004

سكان مدينة جرادة ينتقدون طريقة تصفية ممتلكات الشركة ويتهمون جهات نافذة بنهب ماتبقى من خيراتهاوجدة: الأحداث المغربية كشفت مصادر متطابقة عن وجود أياد خفية تنهب ما تبقى من ثروة مدينة جرادة الفحمية من خلال البيع العلني والخفي لمنقولات شركة مناجم ومفاحم جرادة من فحم و محركات ووسائل النقل، والتي تتعدى قيمتها المالية الملاييرمن السنتيمات. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن هذه الأيادي الخفية تقف وراءها شخصيات نافذة في هرم السلطة، غير مبالين بموقع جرادة ولا بالوضع البيئي أو ذاكرة المدينة المنجمية التي يجب أن يحافظ عليها بالنسبة للأجيال اللاحقة، وإنما المتحكم فيهم والذين يلهثون وراءه هو كسب المزيد من الأموال المقدرة بملايير السنتيمات. وقد انتدبت الشركة مصف للقيام بعملية التصفية للشركة والذي قد أمضى أزيد من 17 شهرا، في عملية البيع لأطراف يقف وراءها شخصيات نافذة في إطار مغلف بالقانون. وقد طرح أمر تصفية ممتلكات شركة مفاحم المغرب جرادة مجموعة من ردود الفعل لدى المجتمع المدني بجرادة من جمعيات حقوقية وهيئات سياسية ونقابية. و هو ما أكدته الإطارات السياسية والنقابية والحقوقية في اجتماع لها لتدارس الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية التي تعيشها مدينة جرادة نتيجة مسلسل التفقير والتهميش الذي تعمقت فصوله بعد إغلاق شركة مفاحم المغرب

والوقوف على أشكال النهب الذي تتعرض له ثروات المدينة ومقدراتها وأخرها عملية تصفية تركة مفاحم المغرب التي تستفيد منها جهات نافذة. وقد أدانت الهيئات الموقعة على البيان الذي توصلت «الأحداث المغربية» بنسخة منه «الشكل الذي تتم به عملية تصفية تركة شركة مفاحم المغرب»، وكذا مخطط «محو ذاكرة المدينة المنجمية وطمس هويتها وتاريخها النضالي». كما طالب موقعو البيان من الحكومة تنفيذ التزاماتها التنموية تجاه المدينة والتدخل لإيقاف استنزاف خيراتها ومسلسل تفويتها. وكان المجلس البلدي لجرادة قد عقد دورة استثنائية لدراسة نقطة وحيدة تتعلق بدراسة «مشكلة مخلفات شركة مفاحم المغرب وتطارح المشاكل العالقة بين الشركة والمجلس البلدي مع مصفي الشركة». ومن بين النقط التي تستأثر باهتمام الساكنة، إشكالية نفايات الشركة وتداعياتها على البيئة بصفة عامة، وتسوية الوضعية القانونية للمساكن المتعهد بتفويتها لعمال واطر الشركة، وتسوية الوضعية القانونية للعقارات المسلمة لفائدة البلدية، وملفات قضايا العمال المرتبطة بالشركة ( المرض المهني، التطبيب، التعويضات …)، وكذا استفادة البلدية من عملية بيع عتاد وتجهيزات الشركة من طرف المصفي. وقد خلص أعضاء المجلس البلدي خلال دورتهم الاستثنائية إلى مطالبة مصفي شركة مفاحم المغرب للانخراط الفعلي من خلال عملية تأهيل مدينة جرادة والمساهمة بفعالية في إصلاح مجالها البيئي الذي تم إتلافه من طرف الشركة أثناء عملية الاستغلال المنجمي والتي تعتبر المسؤولة الوحيدة عنه طبقا للقوانين الجاري بها العمل. ومن بين انتظارات السكان تسوية الأراضي المشتملة على نفايات الفحم القابلة لهذه العملية من اجل معرفة مدى إمكانية استعمالها، وكذا القيام بعملية تشجير الأراضي المعنية بالأمر ومعاينتها بصفة مستمرة، ذلك أنه وأمام النقص الكبير الذي تعاني منه مدينة جرادة في تجهيزاتها الأساسية وخاصة الأحياء العمالية، وعموم الطرقات التي كانت الشركة تستعملها سابقا والتي أصبحت تجهيزاتها متجاوزة، يبقى مطلوبا من مصفي الشركة توفير التجهيزات الأساسية بالأحياء العمالية وخاصة شبكة التطهير السائل و تعبيد الطرقات بالأحياء العمالية و كذا الطرقات العامة التي كانت تستعملها الشركة أثناء الاستغلال. وحفاظا على الطابع المنجمي لمدينة جرادة في أفق استغلاله في المجال السياحي، فإن المطالب الأساسية لدى الساكنة هو الإبقاء على التجهيزات الكبرى للشركة، بما فيها وحدة تنقية الفحم ومرافقها لتبقى معلمة شاهدة على المنجم وعلى المدينة ككل التي حظيت بزيارة المغفور له الحسن الثاني سنة 1962، حيث زار هذه المنطقة ومن خلالها تفقد المنجم عبر هذه الوحدة الأمر الذي يجب أن يبقي ساحة الحسن الثاني ذاكرة للمنجميين وأبنائهم، وعدم المساس بكل ما يتعلق بذاكرة المدينة المنجمية. ومن بين المطالب الملحة لساكنة جرادة المنجمية هو إنجاز متحف منجمي بالمنطقة بجميع المقاييس والمواصفات، لتتحول المدينة التي حكم عليها بالموت بعد إغلاق المناجم بها، الى منطقة سياحية، يحج إليها الزوار من داخل وخارج الوطن.

عزالدين لمريني