Home»Débats»تحريرالملك العام بمدينة الألفية يتوقف بالضرورة على إيجاء البدائل المتاحة لمحاصرة استفحال ظاهرتي البطالة المقنعة والكدية

تحريرالملك العام بمدينة الألفية يتوقف بالضرورة على إيجاء البدائل المتاحة لمحاصرة استفحال ظاهرتي البطالة المقنعة والكدية

0
Shares
PinterestGoogle+

تحريرالملك العام بمدينة الألفية  يتوقف بالضرورة على إيجاء البدائل المتاحة لمحاصرة استفحال ظاهرتي البطالة المقنعة والكدية

محمد شركي

بادر موقع وجدة سيتي برفع رسائل مفتوحة إلى السيد الخطيب لهبيل والي جهة الشرق، وعامل عمالة وجدة أنكاد بعضها  كان عبارة عن مقالات ، والبعض الآخر  كان عبارة عن فيديوهات من إعداد وتقديم مدير الموقع الأستاذ السيد الحوسين قدوري تضمنت مطالب تعكس تطلعات ساكنة مدينة الألفية التي ظلت تعبر عنها عدة جهات  غيورة ومهتمة بشؤون هذه المدينة السيئة الحظ بحكم موقعها الجغرافي ، فهي من جهة نائية عن وسط ،و شمال، وغرب البلاد حيث تتمركز معظم الأنشطة الاقتصادية ، وهي من جهة أخرى مجاورة لحدود مغلقة مع الجزائر بسبب السياسة العدائية والمتشنجة والمكابرة للطغمة العسكرية المستبدة بالحكم ،والتي لا تبالي بالأحوال السيئة لمواطنيها  في المناطق المجاورة لمدينة الألفية ، علما بأنها كانت دائما رافدة لهم اقتصاديا .

ولقد جاءت استجابة السيد الوالي مشكورا فورية  ، ولا ندعي أن موقعنا هو المحرك الوحيد لاستجابته ، بل نعتقد أنه  عندما عين بالجهة التي هو من أبنائها، إنما جاء تحدوه إرادة قوية للنهوض بها  في شتى المجالات غيرة عليها ، وقبل ذلك   هي تطبيق  للتوجيهات الملكية السامية ،لأن جلالة الملك يكن لهذه الجهة محبة وعطفا مولويين.

ولقد تمثلت استجابة السيد الوالي  في تحرير بعض الأماكن التي كانت محتلة من طرف ما يسمى بالفراشة ، والباعة المتجولين ، وعلى رأسها ساحة سيدي عبد الوهاب ، وتلاها بعد ذلك إخلاء بعض الفضاءات المحتلة الواقعة  في أحياء سكنية، والتي طالما شكت ساكنتها من الحصار المضروب عليها من طرف الباعة، فضلا عن تعرضها للتهديد المستمر من طرفهم حين يستنكرون احتلالهم لواجهات مساكنهم  ، كما أخليت بعض فضاءات الأسواق سواء الأسبوعية منها  كسوق سيدي يحيى ، وسوق  حي الطوبة الخارجي الذي أخليت مساحات كبيرة  محاذية له ، وحصر فضاء التسوق به  داخل حيز مسور ، و كذا سوق الفلاح  المحاذي لشارع علال الفاسي .

وبينما تلقت ساكنة مدينة الألفية هذه الإجراءات بارتياح كبير ، حاولت بعض الجهات المستفيدة من  سيادة الفوضى المتفشية على نطاق واسع الطعن فيها ، واعتبارها إجراءات  جائرة أو تعسفية  كما سمتها زاعمة أنها استهدفت  فئات اجتماعية هشة بقطع أرزاقها  بالرغم من أنها تلتها إجراءات توفير بدائل منها على سبيل المثال لا الحصر  ما هو قار كما هو الشأن بالنسبة  للبديل عن سوق الفلاح ، ومنها  ما هو مؤقت كسوق سيدي يحيى . وراجت أخبار مفادها  أن سوق اللحوم والأسماك داخل أسوار المدينة القديمة سنقل بدورها  إلى حيز بحي الطوبة الخارجي يحاذي مذبح  المدينة وسوق السمك بالجملة.

والملاحظ أن بعض الفضاءات التي أخليت كليا أو نظمت  بشكل ما  عادت إليها فوضى العربات المدفوعة  والمجرورة من جديد في الآونة الأخيرة ، فضلا عن فوضى الفراشة الشيء الذي عادت معه  ظاهرة عرقلة حركة سير ومرور المركبات بما فيها حافلات وسيارات النقل العمومي، والمركبات الخاصة ، كما هو الحال في شارع طايرت ، وبجوار مسجد الصابوني ، وفي محيط سينما النصر ( سابقا ) ، و في جوارها .

ولا شك أن عملية تحرير الفضاءات المحتلة من طرف الباعة المتجولين أو الفراشة  تتطلب بدائل تكون متاحة من أجل محاصرة معضلة  تفشي البطالة المقنعة ، التي تتجلى في متاجرة شريحة عريضة  هشة بسقط المتاع  الذي لا يعدو في الغالب أشياء متلاشية القمامات أولى بها ، وكذا معضلة الكدية  في الأسواق، وعند أضواء تنظيم المرور في الشوارع  ، وعند بوابات المساجد ، وفي المقاهي …. و في غيرها من المرافق العامة .

وقبل التفكير في إيجاد البدائل لتحرير الفضاءات العامة  المحتلة ، لا بد من عملية إحصاء دقيقة لشريحة الباعة المتجولين ، والفراشة تقوم بها السلطات للتأكد ممن يشملهم  فعلا وصف البطالة المقنعة ، وكذا التأكد ممن يزاولون الكدية والاستجداء ، وبناء على هذا الإحصاء الدقيق توضع مشاريع أنشطة مدرة للعيش  الحافظ للكرامة تمارس في الفضاءات البديلة .

وبمناسبة ذكر الفضاءات البديلة عن الفضاءات العامة  المحتلة  ، نشير إلى فضاءات أعدت سابقا إلا  أن الذين وضعت رهن إشارتهم لم يستقروا بها ،وظلت مهجورة  كما هو الشأن بالنسبة لسويقة حي بولقنادل على سبيل الذكر لا الحصر، علما  بأنه توجد فضاءات أخرى بديلة مهجورة أيضا . ولهذا لا بد من معالجة ظاهرة هجر هذه البدائل ، والتمكين منها من يشغلونها عوضا عما يهجرونها .

أما بالنسبة لشريحة المتسولين ، فلا بد من  إيجاد حلول لهم ، فإن كانوا ممن لهم مساكن تؤويهم ، تخصص لهم مراكز تمدهم  بما يضمن أقواتهم شهريا ، أما من كانوا من المشردين ، فلا بد من إيوائهم في أماكن على غرار دور العجزة . ولا بد أن يطالهم الفرز الدقيق الكاشف عن أوضاعهم الاجتماعية منعا لظاهرة تفشي احتراف الكدية  مع القدرة على السعي والكسب بعرق الجبين . ولا بد من إنشاء صندوق لتمويل معالجة هذه الظاهرة ، مع تشجيع ساكنة المدينة  على المساهمة فيه، خصوصا وأن من دأبها، وعادتها ، وتقاليدها، وثقافتها  أريحية الجود والكرم ، ومساعدة المحاويج إلى درجة أن هؤلاء يحجون إليها من مختلف جهات البلاد رغبة في الاستفادة من الكرم الوجدي .

وفي الأخير نكرر مرة أخرى شكر السيد الوالي على  ما قام به  وننتظر من المزيد إن شاء الله تعالى ، ونحمد  له  كل سعي يسعاه  ، ونتمنى له كل النجاح والتوفيق في مهامه ، كما نرجو من ساكنة مدينة الألفية أن تثمن سعيه ، وتشجعه على ذلك  لقطع الطريق على كل الجهات التي تعادي النهوض بمدينهم ذات التاريخ المشرف . ونأمل أيضا أن يعقد السيد الوالي المزيد من اللقاءات الفعالة والمثمرة مع كل الجهات الغيورة على هذه المدينة ، والمستعدة للمساهمة بالنصح الرشيد ،  وبسخاء البذل . والله المعين ، وهو من وراء القصد

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *