« حركة مغرب الغد » توقع اتفاقية تعاون شراكة مع « جمهورية القبائل » وتتعهد بدعم نضالها والتعريف بقضيتها في العالم
عبدالقادر كتــرة
في خطوة تترجم روح التضامن الإقليمي وتوحيد الجهود في مواجهة الأنظمة الاستبدادية، نظمت « حركة مغرب الغد »، مساء الأربعاء 4 نونبر 2024، اجتماعا تشاوريا في العاصمة الفرنسية باريس، اللقاء جمع شخصيات قيادية بارزة من تيار الشهيد الصحراوي وحركة الماك (الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبائل)، وابنة الرئيس السابق لجنوب إفريقيا « جاكوب زوما » « نتومبي فيليسيا مسيزا » التي وجهت خطابا للمجتمعين أعلنت فيه دعمها لجمهورية القبايل.
– قريبا سيشربون من نفس الكأس….
وبالمناسبة نظمت الحركة حفل استقبال تاريخي بالعاصمة الفرنسية باريس على شرف وفد جمهورية القبائل بقيادة فخامة الرئيس « فرحات مهنى » لتوقيع اتفاقية شراكة وتعاون .
ويعكس اللقاء التاريخي، بصورة واضحة، الدعم القوي والمبدئ لنضال شعب القبائل، ويضع أسسا جديدة للشراكة بين الحركات الداعمة لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها وتعزيز الروابط المشتركة بين الشعوب الطامحة إلى الحرية والعدالة.
في بداية اللقاء رحب الدكتور مصطفى عزيز رئيس « حركة مغرب الغد » بالوفد المرافق لرئيس حكومة القبايل » فرحات مهني »، وشدد على رمزية اللقاء التاريخي معتبرا إياه لحظة حاسمة لشعب القبائل، الذي يطمح إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، وأكد أن هذه القضية ليست شأنا خاصا بشعب القبائل فحسب، بل هي قضية إنسانية تعكس تطلعات الشعوب المضطهدة حول العالم لتحقيق العدالة والحرية والسيادة.
وأشار الدكتور عزيز إلى أن شعب القبائل واجه على مدى عقود قمعا ممنهجا من النظام العسكري الجزائري، الذي يسعى إلى طمس هويته الثقافية والسياسية، ومع ذلك، أبدى الشعب القبائلي صمودا استثنائيا في مواجهة هذا القمع، مما يجعله نموذجا ملهما لكل الشعوب الساعية إلى التحرر.
وخصص الدكتور عزيز جزءا من كلمته للإشادة ب »فرحات إيمازيغن إيمولا »، رئيس الحكومة المؤقتة للقبائل ومؤسس حركة تقرير مصير القبائل (ماك)، وأعرب عن امتنانه وتقديره لدوره البارز في تحويل نضال شعب القبائل إلى حركة جماعية منظمة، كما وصفه بأنه رمز للصمود والأمل، معتبرا تأسيس الحكومة المؤقتة في عام 2010 منعطفا تاريخيا يعكس الرؤية الواضحة لمستقبل شعب القبائل.
رئيس حركة مغرب الغد ، قال: “إننا نعتبر استقلال جمهورية القبائل خطوة مهمة نحو التعريف بحقوق الشعب القبايلي الذي يتعرض للاضطهاد والإقصاء الثقافي والسياسي من طرف الطغمة الحاكمة في الجزائر، وهو قرار من شأنه أن يساهم في إعادة كتابة تاريخ منطقة شمال إفريقيا والتجاوز التدريجي للإرث الاستعماري الذي طمس الهوية الثقافية للشعب الأمازيغي في شمال إفريقيا ».
وأشار رئيس « حركة مغرب الغد » إلى أن مطالب تصاعدت، في السنوات الأخيرة، تدعو إلى استقلال منطقة القبائل ذات الغالبية الأمازيغية، والتي كانت عبر التاريخ منطقة شبه مستقلة عن باقي المناطق الجزائرية الحالية.
وسبق أن أعلن زعيم الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل بالجزائر (الماك) « فرحات مهني » من أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك في أبريل الماضي، عن ولادة دولة القبائل، في خطوة لا تخلو من رمزية تاريخيّة .
ورغم سعي النظام الجزائري لقمع أي دعوات في الداخل تحث على انفصال القبائل، إلا أن ذلك لم يزد المطالبين بحق تقرير المصير، إلا إصرارا على إيصال صوتهم. ويرى متابعون أن الرأي القانوني الصادر عن محامين بارزين من شأنه أن يشكل ضغطا إضافيا على النظام الجزائري، ويعزز موقف دعاة تقرير المصير في القبائل.
و أكد الدكتور مصطفى عزيز على أن « حركة مغرب الغد » تتعهد بتقديم الدعم الغير المشروط لشعب القبائل وحكومته المؤقتة، من خلال، تعزيز العلاقات مع الحكومات والمنظمات الحقوقية والمؤسسات الدولية لتأمين اعتراف دولي بقضية شعب القبائل، وإطلاق حملات إعلامية عالمية واسعة تسلط الضوء على شرعية قضية القبائل وتاريخها العريق، إضافة الى تقديم الدعم الفني والدبلوماسي للحكومة المؤقتة لتطوير قدراتها على إدارة المرحلة الانتقالية.
واعتبر رئيس حركة مغرب الغد أن هذه الخطوة انتصار لشعب القبائل، و علامة بارزة في الكفاح العالمي من أجل حقوق الإنسان وتقرير المصير. ودعا المجتمع الدولي إلى الوقوف معنا لدعم حق شعب القبائل في تقرير مستقبله”.
ووجه الدكتور عزيز نداء واضحا للدول الإفريقية والديمقراطية في العالم لدعم قضية القبائل، معتبرا أن استقلال القبائل يشكل خطوة نحو تحقيق العدالة وحقوق الإنسان في شمال إفريقيا، مشددا على أهمية أن يتخذ المجتمع الدولي موقفا واضحا لدعم حق شعب القبائل في تقرير مصيره.
وثمن رئيس « حركة مغرب الغذ » الدور الحيوي للجالية القبائلية المنتشرة في أوروبا وأمريكا الشمالية، مؤكدا أن تعبئتها وتوحيد جهودها سيكون له تأثير كبير في تعزيز النضال من أجل الاستقلال، كما دعا إلى بناء جسور تواصل قوية بين الجالية والمجتمعات الداعمة لقضية القبائل.
وفي الأخير، جدد الدكتور مصطفى عزيز الالتزام بدعم نضال شعب القبائل حتى تحقيق حلمه في بناء دولة مستقلة ذات سيادة، مؤكدا عل أن حركة مغرب الغد ستظل شريكا استراتيجيا فعالا في هذه القضية العادلة، معربا عن ثقته في قدرة شعب القبائل على تجاوز التحديات وتحقيق أهدافه.
Aucun commentaire