Home»National»مخاطر رواسب العرقية والمعتقدات الضالة المهددة لثوابت دين الإسلام ( الحلقة الثانية )

مخاطر رواسب العرقية والمعتقدات الضالة المهددة لثوابت دين الإسلام ( الحلقة الثانية )

0
Shares
PinterestGoogle+

مخاطر رواسب العرقية والمعتقدات الضالة المهددة لثوابت دين الإسلام ( الحلقة الثانية )

محمد شركي

استكمالا للحلقة الأولى سنواصل الحديث عن رواسب العرقية  كالآتي :

2 ـ أمة الروم أو اليونان  البيزنطيين أو الرومان الشرقيين :  وهم سكان القسطنطينية وآسيا الصغرى ( تركيا حاليا ) ، وقبرص ، والجزر اليونانية ، وأجزاء من  جنوب البلقان ، ومنهم العرق التركي  أو أتراك الأنضول أو الطورانيين . ولقد فقد الروم بلاد الشام بسبب الفتح الإسلامي الذي كان في عهد الخلافة الراشدة ، وفي فترة حكم بني أمية ، ودخلوا  في دين الإسلام كغيرهم من الأمم المفتوحة بلادهم من فرس، وبربر، وقوط .

 و لقد حكمت تركيا أسرة مسلمة يعود أصلها إلى قبيلة قايي ، وهم جماعة من الأوغوز التركمانية مقرها وسط آسيا ، فهاجرت منها إلى منطقة الأنضول إبان الغزو المغولي ،واستقرت بها تحت حكم السلاجقة . ويعتبر عثمان الأول بن أرطغل مؤسس الدولة العثمانية الذي أعلن الاستقلال عن حكم السلاجقة بعد هزيمتهم أمام المغول ، وهو من وحد الأنضول ، وبدأت فتوحات الدولة العثمانية إلى وسط أوروبا . وكانت مرحلة قوتها ما بين فترة حكم محمد الفاتح ، وهو القائد السابع بعد القائد المؤسس إلى غاية حكم سليمان القانوني ، ثم بدأت مرحلة تراجعها منذ فترة حكم سليم الثاني الذي انهزم أمام الجيوش ألأوروبية ، ووقع على معاهدة تخلى بموجبها عن كثير من الأراضي التي كانت خاضعة لحكم الدول العثمانية . واستمر بعد ذلك  التخلي عن باقي المناطق التي كانت خاضعة لها في فترة  حكم  سليم الثالث ، ومحمود الثاني ، إلا أن عبد المجيد الأول استعاد منطقة الشام . وفي فترة حكم عبد الحميد الثاني، قامت الثورة الأرمينية ، وكان  لليهود يد خفية  فيها ،وهم الذين طالبوه بإنشاء وطنهم القومي  في فلسطين التي كانت تحت حكمه . وبمشاركة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى إلى جانب الألمان وانهزامهما أمام الحلفاء بقيادة الإنجليز ، خسرت  كل الدول العربية التي كانت تحت حكمها ، وقد حرض الإنجليز العرب عليهل، ووعدوهم باستقلال بلادهم عنها إلا أنهم حالوا محل العثمانيين هم والفرنسيون، كما حرضوا الشريف  حسين عليهاالذي طرد العثمانيين من الحجاز . واحتل الانجليز تركيا ، فقامت هناك ثورة شعبية عليهم ، تزعمها مصطفى أتاتورك الذي خاض حروبا مع اليونان، واسترد ما اقتطعه اليونانيون من الأرضي التركية ، وأعلن عن قيام جمهورية تركيا سنة 1923 بشروط منها علمنة الدولة التي كانت تحت الحكم العثماني الإسلامي السني طيلة أربعة قرون ، ومنها استبدال كتابة اللغة التركية  بالخط العربي ، ومنها تأييد إنشاء دولة اليهود فوق أرض فلسطين ، ومنها التضييق على ممارسة الشعائر الدينية ،كمنع رفع الأذان باللغة العربية ، وإغلاق  بعض المساجد، وتحويلها إلى أماكن أثرية منها مسجد آية صوفيا الذي حوله الحكام العثمانيون من كنيسة إلى مسجد ، وحوله أتاتورك إلى متحف .

ولا يجب القفز على دور الجالية اليهودية في تركيا ، والتي كان من تأثيرها علمانية أتاتورك ، وكل ما لحق الإسلام من مضايقاته  وعسفه وديكتاتوريته .

وما يعنينا من هذا الاستعراض الموجز لتاريخ الأتراك هو رصد النزعة الشعوبية لدى الأتراك خصوصا في فترة حكم أتاتورك، وما تلاها  إلى اليوم كتلك التي رصدناها عند الفرس في الحلقة الأولى. وتكفي الإشارة إلى أن علمنة تركيا بعد إسلامها لقرون خلت ، تعكس أثر عامل الشعوبية التركية أو الطورانية ، وهو تعصب للعرق التركي ضد العرق العربي ، ذلك أن الطورانينن لم ينسوا هزائم الفتح الإسلامي على يد العرب المسلمين زمن الأمبراطورية البيزنطية  التي كانت على غرار الأمبراطوية الفارسية تحتقرهم لبداوتهم ، ولم تستسغ تخليها عن بلاد الشام لهم، وقد خضعت لها لقرون. وبالرغم من أن الدولة العثمانية كانت سنية فإنها  لم تجرؤ على الإسلام كجرأة الدولة الصفوية التي حولت المذهب السني  الذي كان سائدا في إيران إلى مذهب شيعي أثناعشري ، فإن  الرواسب العرقية للأتراك ظلت ملازمة لهم حتى انكشفت في ظل حكم أتاتورك الذي تمسك بهويته البيزنطية الطورانية ، وارتمى بين أحضان الدول الغربية العلمانية ، وداس على تاريخ الإمبراطورية العثمانية ، ولم يعترف سوى بتاريخ الإمبراطورية البيزنطية، ولم ينس اندحارها أمام  فتح العرب المسلمين  في منطقة الشام .

وينقسم الأتراك اليوم إلى متدينين سنة ، وإلى علمانيين ، وهؤلاء شعوبيتهم مزمنة ، ويلاحظها كل عربي يزور تركيا  حاليا ، حبث يلاحظ أثرها من خلال استنكاف الأتراك عن الحديث باللسان العربي أو كتابة  لغتهم به  كما كان أسلافهم العثمانيون  ، وكذا منع السلطات التركية تعليق اليافطات المكتوبة به على المحال التجارية  وغيرها في بعض الأماكن .

وإذا كان الفرس بدافع شعوبيتهم قد ابتدعوا في دين الإسلام بدعة التشيع ، فإن الأتراك بالرغم من سنيتهم لم يسلموا من  تأثير شعوبيتهم ، فابتدعوا الطرقية التي نذكر منها الطريقة المولوية التي أسسها جلال الدين الرومي وهو من بلخ في أفغانستان، و صاحب كتاب المثنوي  ، وهو شاعر شعره يتلى فيما يسمى حلقات الوجد  الصوفي .ويقول البعض أن طريقته متفرعة عن الطريقة القادرية ، وهو متأثر بأفكار محي الدين بن عربي  صاحب الطريقة الأكبرية ، و بأفكارعبد القادر الجيلاني صاحب الطريقة القادرية . وتعرف المولوية بشطحاتها ورقصاتها الدائرية حول الشيخ  لساعات طوال من أجل بلوغ درجة الصفاء الروحي حسب اعتقادهم  ، وذلك على إيقاع موسيقى حزينة  بواسطة الناي ،والدف، والقانون، والساز، وهو آلة وترية كالعود، ويسمى  ذلك عندهم  سماعا . والمولوية تعتبر كل الأديان خيرة ، لهذا تفتح صدرها لها . والشعر والموسيقى عند جلال الدين الرومي هما وسيلة الوصول إلى الله ـ  تعالى عما يصف علوا كبيرا ـ ، وعنه اقتبست عدة طرق استعمال الشعر  والموسيقى والإيقاع  والرقص في طقوسها  .

 وتغض الحكومة التركية  الطرف عن المولوية لكنها تسمح بطقوسها على أساس أنها من الفلكلور التركي . وكفى بهذه البدعة الطرقية تأثيرا سلبيا في تدين شريحة عريضة من المسلمين السنة  الأتراك ، وكان  من المفروض  أن يكون  تدينه سالما مما يشوب  عقيدة توحيد الله عز وجل عندهم من مظاهر الشرك  حيث  يعتقد في  شيوخ الطرق  أنهم  يملكون ما استأثر به الواحد القهار سبحانه وتعالى من منع أو عطاء ، ويدعون كما يدعى ، ويطلبون كما يطلب جهلا بحقيقة التوحيد الخالص من شوائب الشرك .

ولقد ذاعت وشاعت الطريقة المولوية في البلاد التي كانت تخضع للدولة العثمانية منها منطقة الشام ، وغيرها من المناطق الأخرى . وللرومي شهرة كبيرة  في معظم بلاد الغرب بما فيه الولايات المتحدة ، وقد غنت  مغنية البوب الأمريكية  مادونا بعض قصائده التي نظمها في الحب ، منها قصيدة :  » تعلم كيف تقول وداعا  » . ولا شك أنها بذلك قد قامت بالدعاية لشعره  في بلادها، وفي البلاد الأوروبية ، و في غيرها من بلدان العالم  وربما جر ذلك بعض رعاياها إلى الإقبال على الطريقة المولوية ، وغيرها من الطرق ، وهو إقبال تباهي به هذه الأخيرة حين تحيي مناسبات شطحاتها ، وعندنا أنه مما يضفي عليها مصداقية أنها استطاعت أن تجلب الأجانب  خصوصا من بلاد الغرب .

وخلاصة القول أن الشعوبية الفارسية ، والشعوبية التركية تقتسمان مخاطر التأثير السلبي في  ثوابت  دين الإسلام ، عن طريق التعصب للعرق مع عقدة الشعور بالتفوق فيه على العرق العربي ،  وعن طريق الانحراف عن الإسلام إما بابتداع التشيع أو بابتداع الطرقية ، وهما معا مما دسه اليهود للإسلام كراهية وحقدا عليه.

(يتبع في حقلة قادمة إن شاء الله تعالى ).

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *