بماذا سيجيب من حرروا خطبة الجمعة الفارطة حول الهجرة وقد ورد فيها حديث شريف تضمن أمرا بالنفير ؟؟؟
بماذا سيجيب من حرروا خطبة الجمعة الفارطة حول الهجرة وقد ورد فيها حديث شريف تضمن أمرا بالنفير ؟؟؟
محمد شركي
هذا السؤال موجه إلى من حرروا خطبة الجمعة الفارطة الموحدة ،والتي تناولت موضوع الهجرة ، وقد ألقاها نيابة عنهم جميع خطباء المملكة . والحديث المقصود ، وهو الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان البخاري، ومسلم رحمهما الله تعالى ،رواية عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، وعن ابن عباس رضي الله عنه ، وقد جاء فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الهجرة ، فقال : » لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا » .
وعادة ما يتصل بعض الناس بالخطباء يسألونهم أو يستفسرونهم عما جاء في خطبهم مما يشكل عليهم فهمه . ولنفترض أن بعضهم سأل عن مضمون هذا الحديث الذي لم يرد في الخطبة من شرح شامل له سوى الإشارة إلى أن الهجرة هي هجر ما نهى الله عنه ، علما بأن من تناولوا شرحه من أهل العلم، ذكروا أنه لا هجرة من مكة إلى المدينة بعدما صارت مكة دار إسلام بعد فتحها ، ولكنهم ذكروا أيضا أن الهجرة لا تنقطع أبدا إذا ما اضطر إليها من يُضيّق عليهم في دينهم وهو ببلاد الكفر . وقد يضطر إليها حتى من يكونون في دار الإسلام إذا خشوا على أنفسهم من الجور، كما هو الحال في بعض البلاد الإسلامية التي اضطهد فيها بعض العلماء ، فهاجروا ، وقد مات بعضهم ودفن في غير بلاده .
والعبارة الواردة في هذا الحديث ، و التي قد يسأل عن دلالتها بعض الناس هي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « واذا استنفرتم فانفروا » ، فإذا قيل لهم إن النفير هو قيام المسلمين عامة لقتال عدوهم ، قالوا فما بال ما يجري اليوم في بلاد الإسلام ، وهم يقصدون تحديدا ما يقع في أرض الإسراء والمعراج؟ والمسلمون فيها يبادون إبادة جماعية ، ويجوعون وهم تحت حصار شديد ، وهم يستغيثون بكل المسلمين في العالم من أجل شربة ماء أو لقمة طعام أو جرعة دواء ؟ أليست استغاثتهم في حكم الاستنفار والاستنصار ؟
وهنا نقف لنقول للوزارة الوصية على الشأن الديني إن المغاربة قد استجابوا لنداء واستغاثة إخوانهم في فلسطين ، أو بعبارة الحديث استنفروه ، فاستجابوا ، وخرجوا في مسيرات ومظاهرات حاشدة يندد ون بالعدوان عليهم ، ويطالبون بنصرتهم ، وفك الحصار عنهم ، وفي المقابل لم تتفاعل الوزارة مع إرادة المغاربة ، ولم تصدر لحد الآن الوزارة ولو خطبة واحدة تتناول ما يحدث في فلسطين وهو كرب عظيم . ولقد كان الأجدر بها والمناسبة شرط كما يقال أن تشير خطبتها إلى تهجير الفلسطينيين قسرا كما هجّر المسلمون زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قسرا عوض الاقتصار فقط في بيان معنى الهجرة على هجر ما نهى الله عنه دون الإشارة ما جاء في الحديث الشريف من جهاد ونفير. ومن حق المغاربة أن تساءلوا عن تجاهل الوزارة لمحنة إخوانهم ، ولا شك أنهم ساءهم ألا تشمل الخطب الصادرة عنها مجرد الدعاء لهم وهم في شدة وضيق ، وذلك أقل ما يستوجبه مضمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : « المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يحقره ، ولا يكذبه ، ولا يخذله … « .
ولا شك أنه مع توالي الخطب التي ستصدرها الوزارة تباعا ، والتي سيقرؤها الخطباء نيابة عنها ، سيتوالى استفسار المغاربة عن مدى تناولها لواقعهم ، ولواقع عموم المسلمين ، وستكون آيات الذكر الحكيم والأحاديث النبوية الشريفة الواردة فيها إما حجة لمحرري تلك الخطب أو حجة عليهم ، وهي في كل الأحوال حجة على من يتولى شأن هذه الوزارة .
Aucun commentaire