حدث هذا في بلاد القوة الضاربة …زعيم عصابة يستثني نفسه من عصابة عاثت في الأرض فسادا منذ الاستقلال…!!
سليم الهواري
مفارقة غريبة طرحت أكثر من علامة استفهام لدى المتتبعين، حول تخريجة ال » تبون » المزور، عندما تطرق بمناسبة ذكرى عيد العمال والذي دام لأكثر من ساعة ونصف، الى مواضيع متشابكة، بلغة ركيكة، وبأسلوب شعبوي، لا يرقى – بالمرة- الى مستوى رئيس دولة، وورط بذلك نفسه امام العالم بمحدودية قدراته الخطابية…بل واذل دولته بخرجاته البهلوانية والتي أصبحت مصدر سخرية على وسائل التواصل الاجتماعي في بقاع العالم…
وبغض النظر عما جاء في الخطاب الذي القاه الشيخ ال » تبون » من رسائل مبهمة اثارت فضول المعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي والسياسيين، الذين تساءلوا باستغراب عن هذا الرئيس المزور، الذي أصبح مصرا على عهدة رئاسية جديدة بالرغم من الفشل والرداءة والجمود الذي تشهده جمهورية تندوف الكبرى في كثير من القطاعات …
وتبقى المفارقة الغريبة للرئيس » كذبون » في خطابه امام العمال، عندما تطرق الى مرحلة سماها » بعشرية العصابة المافياوية »، مستحضرا احتقار هذه الطبقة للشعب الجزائري، ولا سيما الطبقة المتوسطة وضعيفة الدخل، وراح يستحضر شعارات ورموز هذه المافيا التي كادت أن ترهن سيادة بلد الشهداء حسب ما جاء في خطابه.
هذا وتصدر موضوع الحديث عن عشرية العصابة في الجزائر، اهتمامات النخب، بالنظر إلى الكيفية التي تم فيها محاكمة وزراء ورؤساء حكومة سابقين، في ظروف مهينة، (بن فليس، اويحيى- سلال…) من طرف عصابة اكلت وشربت مع نفس العصابة التي تحاكم الآن، وهي معادلة لها طابعها الخاص اليوم في بلاد الغرائب والعجائب، الجزائر تحديدا، بعدما تأكد ان رؤوس النظام السابق هم نفسهم النظام الحالي المستبد بالحكم.
ويرى مراقبون ان عمي » تبون » تناسى بان من سيرورة الاحداث ان التاريخ يعيد نفسه آجلا ام عاجلا، علما ان هدا النظام الدي وصل الى الحكم بطرق غير شرعية، ما زال متشبثا بفكرة « الظلم والكذب أساس المرحلة » سواء مع الشعب او الجيران…كما يبدو ان ال » تبون » تناسى أيضا ، في ظل الصراع الذي تشهده البلاد مؤخرا من صراع بلغ أوجه بين اجنحة العسكر، انه ليس مستحيلا ان يجد نفسه بين عشية وضحاها وراء القضبان، باعتباره زعيما لعصابة عاثت في الارض فسادا مند استقلال البلاد…زعيما لعصابة باعت البلاد والعباد، وابتلعت أكثر من 1200 مليار دولار دون حسيب ولا رقيب…
للتذكير فقط، فالرئيس ال » تبون » الذي تم تنصيبه من طرف العسكر، تقلد مواقع ولائية ووزارية في حكومات مختلفة، من مسؤول على مستوى الجماعات المحلية بين عامي 1978 و1992 إلى والٍ للمحافظات، قبل أن يجري تعيينه وزيرا منتدبا بالجماعات المحلية بين عامي 1991 و1992، وتولى تبون حقيبة السكن والعمران عام 1999، ثم حقيبة الاتصال عام 2000، ثم وزيرا للإسكان والعمران للمرة الثانية بين عامي 2001 و2002، بعد ذلك تولى تبون رئاسة الحكومة من يونيو الى شتنبر 2017، خلفا لسلال، لتكون بذلك أقصر حكومة في التاريخ السياسي الجزائري، ولم يظهر تبون طيلة أشهر الحراك، وانتظر لحظة إعلان القائد الأسبق للجيش الراحل أحمد قايد صالح تنظيم انتخابات رئاسية في دجنبر 2019، وبمجرد فتح الباب للترشح أعلن نفسه مرشّحا، ليتم تنصيبه رئيسا بقدرة قادر ممثلا عن العسكر.
Aucun commentaire