معتقل مغربي سابق لدى البوليساريو يكشف خلال تقديمه للترجمة العربية لكتابه «رعب جزائري في تيندوف» عن وجود مقابر جماعية
عبد الله لماني استغرب صمت المنظمات الحقوقية المغربية والدولية
الرباط: أحمد الأرقام
كشف عبد الله لماني، المفرج عنه العام الماضي من قبل جبهة «البوليساريو»، بعد اختطاف واعتقال بمخيمات تيندوف (جنوب غربي الجزائر) دام 23 عاما، عن وجود مقبرة جماعية شاهدة على ما أسماه «التقتيل الممنهج لقيادة جبهة البوليساريو وقادة جهاز الأمن العسكري الجزائري في حق مغاربة مدنيين وعسكريين وآخرين من دول افريقية».
وقال لماني الذي كان يتحدث أمس الى الصحافة بالرباط، بمناسبة ترجمة كتابه «رعب جزائري في تيندوف» من اللغة الفرنسية الى اللغة العربية من قبل منظمة الشباب الليبرالي المنضوية تحت لواء الحزب المغربي الليبرالي (معارضة)، أنه يعرف شخصيا قرابة 45 شخصا دفنوا بالمقبرة المذكورة، التي توجد على مسافة تبعد 4 كيلومترات عن السجن، بعدما تعرضوا للقتل وتشويه جثتهم، وذكر اسم الملازم مصطفى موزون، الذي هشمت جمجمته، وألقي به مع آخرين في حفرة وليس في قبر.
وأوضح لماني، انه تعرف على تلك الجثت، لكونه فرض عليه مثل باقي المختطفين صنوفا من العمل الجائر مثل دفن القتلى ومواراتهم الثرى، مشيرا الى أن عددهم وصل الى قرابة 142 شخصا لقوا حتفهم بنفس الطريقة المرعبة. وأضاف لماني، أن شخصا يدعى «سالازار» مسؤول بجبهة البوليساريو كان يحرق كل من خالفه الرأي، إذ يجمع الحطب ويشعل النار ويلقي بمعارضيه وسط الحطب المتقد بدون رحمة ولا شفقة، مبرزا أن هذه العملية البشعة لم يسلم منها مواطنون من موريتانيا ومالي وغينيا ومواطنو قبائل الطوارق وصحراويو الجزائر وآخرون من أميركا اللاتينية
وأكد لماني أن لدى منظمة «فرانس ليبرتي» (منظمة فرنسية حقوقية غير حكومية) قائمة بأسماء الضحايا الذين سقطوا، واستغرب صمت المنظمات الحقوقية المغربية والدولية لما جرى ويجري هناك من تعذيب وقهر. وأعرب لماني عن رغبته في تدخل دولي عاجل لاطلاق سراح 413 محتجزا يعانون منذ اكثر من ربع قرن من جميع أصناف التعذيب، بل منهم من أصبح يعاني من مشاكل نفسية جد صعبة، وقال إنه ما زال يتصل بمجموعة في مخيمات البوليساريو فضل عدم الكشف عن أسمائهم لضرورة الحفاظ على حياتهم.
وأعلن لماني عن وجود نساء مختطفات مند عام 1975، تاريخ تنظيم المسيرة الخضراء، التي استرجع المغرب من خلالها أقاليمه الجنوبية الصحراوية من الاستعمار الاسباني. مشيرا الى انهن تعرضن لكل أنواع الإهانة والقتل، وتم رمي بعضهم في البحر لاخفاء معالم الجرائم.
ويحكي الكتاب، الذي يقع في 109 صفحات، فصول ومعاناة شخص مدني عاش ويلات القهر والتعذيب من قبل قيادة جبهة البوليساريو، وجهاز الأمن العسكري الجزائري. من جهته، حمل سعد السهلي، أمين عام منظمة شباب الحزب الليبرالي ما جرى ويجري بتيندوف لدول عربية عدة دعمت جبهة البوليساريو «منها ليبيا وسورية والجزائر ومنظمات فلسطينية»، وأشار الى أن مذكرات لماني توضح بالملموس « أن عبدة ماركس ولينين » مارسوا القتل باسم القومية الناصرية والاشتراكية أيام الحرب الباردة.
وانتقد علي رضا زيان عضو المنظمة الليبرالية صمت المجموعة الدولية حيال الممارسات الضارة بحقوق الإنسان في تيندوف، وقال: إن الحرب على العراق التي شنتها أميركا كانت من أجل إقرار الديمقراطية وحقوق الإنسان في هذا البلد، في حين لم تستطع أميركا القيام بأقل من ذلك بالجزائر، التي تؤوي البوليساريو على أراضيها ويمارس فيها أبشع صنوف القهر والذل والتعذيب في حق أبرياء.
ومن جهته، قال اسحاق جاريه، رئيس لجنة التوحيد والنهضة التابعة للمنظمة الشبيبية الليبرالية، إن هذه المسألة «ستبقى وصمة عار على جبين كل من ساهم في صناعة وهم البوليساريو
Aucun commentaire