سليم الهواري
عاد النقاش، مجددا حول تهديدات التنظيمات الإرهابية بمنطقة الساحل، على خلفية الأحداث الجارية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وفشل الحل الدبلوماسي والسياسي، لحد الساعة، وأجمع العديد من المحللين والخبراء على أن المنطقة المغاربية لن تكون في معزل من التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل في حال تدهور الأوضاع الأمنية التي تعقدت أكثر مما هي عليه الآن…
و في خضم الاحداث المتسارعة بالمنطقة، أكد خوان غوميز- المهتم بشؤون المنظمات الإرهابية العالمية- ، في نيويورك أمام أعضاء اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، ان افريقيا بحاجة الى الدعم الثابت لهيئة الأمم المتحدة لمواجهة التهديد الوجودي المتمثل في الحركات الانفصالية، والذي يتجلى في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وأشار إلى أن التهديد الذي يهدد المنطقة، و الذي يتجسد في البوليساريو الإرهابية، باعتبارها ميليشيات مسلحة تم إنشاؤها بهدف وحيد يتمثل في تقويض الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وخدمة الأطماع الجيوسياسية للبلد الحاضن الجزائر، واستنكر المتحدث، في هذا السياق، تجنيد الأطفال والقاصرين وتجنيدهم على التطرف والإرهاب… واعتبر غوميز، في الملتمس الذي قدمه أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، أنه من الضروري التوصل إلى حل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وفي إطار الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للمملكة.

وفي ذات السياق أورد تقرير المركز الأوروبي للاستخبارات الاستراتيجية والأمن، من أن  » جبهة البوليساريو » توجد حاليا في مرحلة متقدمة من التفكك والانحلال، تجعلها تشكل تهديدا جديا للاستقرار الإقليمي، وهو ما يجعل عددا من التحليلات الجيوسياسية ترجح توجه جبهة البوليساريو لأن تصبح حليفا استراتيجيا للجماعات المسلحة …
الى ذلك، تأكد بالملموس مدى صحة المعلومات المرتبطة بالملف الذي يكشف بتقارير موثقة الانحراف المتزايد لميليشيات البوليساريو، والدي يأتي عقب تحذير جدي صادر عن المدير العام للسياسة الخارجية والأمنية بوزارة الخارجية الإسبانية والاتحاد الأوروبي والتعاون، في شأن التهديد الإرهابي الحقيقي الذي تشكله جبهة “البوليساريو” في منطقة الساحل، وبالضبط في المناطق المتاخمة للحدود الموريتانية مع مالي…كما اظهرت التقارير المنجزة ، على ان هناك اذلة دامغة تبين ان ايران و حليفها  » حزب الله » يغديان المخططات المنظمة لميلشيات البوليساريو لزعزعة الاستقرار في شمال افريقيا و منطقة الساحل.
ويرى مراقبون انه حان الوقت في ادراج البوليساريو على القائمة السوداء، كمنظمة إرهابية تسعى الى زعزعة الاستقرار في المنطقة باسرها، وممارسة اقصى درجات الضغط الممكنة على راعيتها الجزائر، والكشف عن أنشطتها الاجرامية…علما ان تقارير دولية اشارت الى إن جبهة بوليساريو، (والتي يتزعمها إرهابي يحمل اسم عدنان أبو الوليد الصحراوي ينحدر من مخيمات تندوف، متزوج من امرأة تحمل الجنسية المالية.) مرتبطة بما يسمى ب « الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى  » الى جانب حركات إرهابية، معروفة بالمنطقة من قبيل  » حركة أنصار الدين » و  » جماعة بوكو حرام » و  » القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي » والتي أصبحت تشكل اليوم التهديد الجهادي الرئيسي في منطقة الساحل حيث قامت بسلسلة من الهجمات في الأشهر الأخيرة ضد جيوش بوركينا فاسو ومالي والنيجر…