بدر المقري

-3-

ممَّا ابْتُليَ به المجتمع المغربي في زماننا هذا، في خضَمِّ عَدَم تَوْفيَة العنايَة بشؤون العلم والمعرفة والفكر والثقافة، تَبْخيسُ الرجال وعَطاءاتهم.
فَمَنْ يَذْكُر على سبيل المثال شيخ عُلَماء مدينة وجدة، الفقيه العلامة المفتي المُحَدث، الحاج العَرْبي بن الحبيب سِّيناصَرْ الحُسَيْني (1867-1932) ؟
وَمَنْ يَذْكُر فَتاواهُ التي بَعُدَ صيتُها في تونس ؟
وَمَنْ يَذْكُر خزانَتَهُ العامرة، التي تَفَرَّقَتْ شَذَرَ مَذَرَ ؟
وَمَنْ يَذْكُر اشْتراكَهُ في مجلة (المنار) التي كان يُصْدرها بالقاهرة، الشيخ محمد رشيد رضا (1865-1935) ؟
وَمَنْ يَذْكُر أن مجلة (الشهاب) التي كان يصدرها الشيخ عبد الحميد بن باديس (1889-1940) بمدينة قُسَنْطينة في الجزائر، كانت تصلُ إلى داره في (درب السَّانية) المُوازي لطريق مراكش بمدينة وجدة ؟
وَمَنْ يَذْكُر كتابَهُ المَوْسومَ ب: (التَّوَصُّل إلى حُكْمِ التَّوَسُّل)، وهو في أَصْله مناظرة علمية بين الإمام محمد عبده (1849-1905) والمُفْتي محمد المهدي الوزاني الفاسي (1850-1923)، في موضوع التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذْ زَكَّى الحاج العَرْبي سِّيناصَرْ بالدليل والبرهان رَأْيَ الوزاني ؟
يَرْحَم الله الفقيه العلامة المفتي المُحَدث، الحاج العَرْبي سِّيناصَرْ.