أحمد عصيد يجاهر بإنكار البعث والآخرة والقدر في مقال يتجاسرفيه على دين الله عز وجل في شهر الصيام
أحمد عصيد يجاهر بإنكار البعث والآخرة والقدر في مقال له مع غياب الرقابة ومساءلته ومحاسبته على التجاسر على دين الله عز وجل في شهر الصيام والمساس بمشاعر الأمة الدينية
محمد شركي
جريا على عادته في تجاسره على دين الله عز وجل ، واستهدافه للمشاعر الدينية للأمة ، و اتخاذه النيل من العلماء والدعاة والخطباء ذريعة للنيل من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، نشر المدعو أحمد عصيد مقالا تحت عمود في موقع دأب على نشر مقالاته فيه مقالا بعنوان » إلاهيات « ، وذلك بتاريخ 04 /04 / 2023 ، وقد ضمنه عبارات شاهدة عليه بإنكار البعث والآخرة والقدر ،والتجاسر على الذات الإلهية نذكر منها ما يلي مع التعقيب عليها فقرة فقرة :
يقول في مقاله :
: » السؤال الميتافيزيقي الخالد لا جواب له في الحياة، إذ لا أحد عاد من الماوراء ليخبرنا بما رأى، لكنه السؤال الوحيد الذي نجح في أن يؤدي إلى بناء أنساق فكرية عظيمة، بجوار أجوبة بئيسة تعود بالعقل البشري إلى طفولته الأولى » .
واضح من هذه الفقرة التي افتتح بها مقاله أنه ينكر بوضوح وجلاء الآخرة التي سماها الماوراء ، ومقابل الإشادة بما سماه أنساق فكرية عظيمة ، وهو بقصد بها تلك المنكرة للبعث ، يعرّض بما سماه أجوبة بئيسة تعود في نظره بالعقل البشري إلى طفولته الأولى ، وهو يقصد بتلك الأجوبة البئيسة ما أخبر به الوحي عبر الرسالات السماوية من نهاية للعالم ،وقيام الساعة، وبعث الناس ليحاسبوا على ما كسبت أيديهم في دنياهم .
وبقول :
» كان الفلاسفة مزهوين برياضتهم العقلية التي تجعلهم بتساؤلاتهم القلقة يسمون على المرئي إلى ما وراءه من خبايا قال البعض إنه لا ينبغي السؤال عنها، وكان الفقهاء الذين يتقنون فن الأجوبة الجاهزة فخورين بعمائمهم الضخمة ولحاهم المُرسلة، وقدرتهم على تحريض العامة وتهييج الغوغاء، أما الصوفيون فكانوا في غمرة الاتحاد والفناء ينظرون إلى الجميع من فوق بابتسامة عريضة « .
وفي هذه الفقرة تحدث عن ثلاثة فئات ممن بحثوا في ما سماه الماورائيات ،وهم فئة الفلاسفة وقد نسبهم إلى العقل ، وفئة الفقهاء ، وقد عرّض بهم حيث وصفهم بما سماه اتقانهم فن الأجوبة الجاهزة ، وهو يقصد بذلك النقل ، وسخر من عمائمهم ولحاهم المرسلة ، وعرّض أيضا بمن سماهم العامة والغوغاء الذين زعم أن الفقهاء يحرضونهم من خلال ما سماه الأجوبة الجاهزة ، وفئة المتصوفة وهم أهل ذوق ، وسخر منهم أيضا لأنهم في نظره كانوا في غمرة الاتحاد والفناء ، وأنهم كانوا يعتبرون أنفسهم فوق الجميع فلاسفة، وفقهاء، وعامة وغوغاء.
ويقول :
. » تخلى الفلاسفة عن رياضة الماوراء وجعلوا همّهم سعادة الإنسان على الأرض، وتحول الفقهاء إلى صُناع للأحزمة الناسفة بعد أن فقدوا مكانهم بجوار السلطان، أما الصوفيون فظلوا على حالهم، لأن أحوال العالم لا تطال أحوالهم ما داموا في حضرة المطلق » .
وفي هذه الفقرة امتدح الفلاسفة الذين تخلوا عما سماه رياضة الماورائيات ، وعرّض في المقابل بالفقهاء ، واتهمهم بالإرهاب بعدما تخلى عنهم أصحاب السلطان ، وسخر أيضا من المتصوفة الغارقين في أحوالهم في حضرة المطلق بعيدا عن أحوال العالم من حولهم .
ويقول :
« أكثر الناس وضاعة وخسّة هم أولئك الذين يعبثون بمنطقة الضعف في النفس البشرية، لكي يجنوا منها مكاسب وكراسي لا يستطيعون أن يصلوا إليها بجهود شريفة..
ومن قال “لولا فكرة الإله لكان كل شيء مباحا”، يقصد في الحقيقة أن لا ثقة في العقل البشري، لكن التاريخ كذبه بعد ذلك بقيام الدولة المدنية الراقية التي أظهرت بالملموس بأن الأخلاق لا تنزل من السماء جاهزة، بل تأتي من حاجة الناس لبعضهم البعض ».
وفي هذه الفقرة ، وبكل وقاحة يصف الفقهاء بالوضاعة والخسة ، ويتهمهم باستغلال ضعف الناس النفسي من أجل مصالحهم مكاسب وكراس لا يستطيعون الحصول عليه بالجهود الشريفة ، وزعم أن التاريخ كذبهم ، وأنكر أن تكون الأخلاق قد نزلت جاهزة من السماء إشارة إلى الوحي ، وأنها من وضع البشر . وفي هذا إنكار صريح للمضمون الأخلاقي للوحي كتابا وسنة.
ويقول :
« أول جريمة يتم اقترافها في حق الأطفال هي الأجوبة القاسية عن سؤال ما بعد الموت، بسرد ملحمة العقاب الأخروي بمناظرها المرعبة، مع صورة إله قاس وسادي يقضي وقته في إعداد النيران المستعرة لإحراق البشر.
يتمّ إفساد وعي الطفل في اللحظة التي يُقال له فيها إن عليه أن يكون صالحا خوفا من عقاب أو طلبا لجزاء، هنا بالذات يضيع معنى الفضيلة وتنهدم الأخلاق… ولكنهم لا يعلمون « .
وفي هذه الفقرة يستمر في التعريض بالدين حيث يعتبر أن تلقين الأطفال البعث بعد الموت ، وما في الآخرة مما جاء به الوحي جريمة في حقهم تفسد عقولهم . وقد عرّض هنا بالذات الإلهية، وتجاسر عليها من خلال وصف الله تعالى علوا كبيرا عن وصفه بأنه إله قاس وساد، يقضي وقته في إعداد النيران المسعرة لإحراق البشر .
ويقول :
« عندما قال المعتزلة إن الإنسان حُرّ صانع لأفعاله بإرادته، لم يكونوا ينتبهون إلى أن الدولة وقواعد الحُكم بحاجة إلى كثير من الطاعة وقليل من الحرية، ولهذا كان من السهل أن يتبنى الخليفة الخطاب الكاريكاتوري المتناقض حول “اللوح المحفوظ”، لأنه الذي يسمح له بأن يُمثل الله على الأرض، ويجعل إرادته محل إرادة الجميع ».
وفي هذه الفقرة تجاسر وتعريض واضح بنظام الحكم في الإسلام ، وتحديدا إمارة المؤمنين .
ويقول :
« عندما وُلدتُ لم يسألني أحد إن كنت أقبل بالخروج إلى هذا العالم، وعندما سأموت لن يكون ذلك مطلقا بإرادتي، يبقى المجال الوحيد الذي أملك فيه حرية الاختيار هو المسافة الفاصلة بين البداية والنهاية: أن أختار نمط حياتي، حتى لا يمُرّ بي العمرُ فارغا من أي معنى، وفي ذلك فقط أثبت وجودي، في الوقت الذي يسعى فيه غيري إلى بذل جهود مضنية لإقناع نفسه بأن الحقيقة الأهم هي وجود قوة خفية قررت خروجه إلى العالم ثم قررت استعادته في يوم ما، دون أن يعرف الحكمة من ذلك سوى العبودية الإرادية.
إن من يُضيع وقته في التفكير في الموت، ينتهي إلى عدم فهم حكمة الحياة، ولهذا عندما سُئل كونفوشيوس عن معنى الموت أجاب: “وهل فهمتم قبل ذلك معنى الحياة ؟ »
وفي هذه الفقرة واضح إنكاره للبعث والآخرة، وإيمانه فقط بالحياة الدنيا ، وهو يصرح بتوجه علماني الوجودي ، كما أنه يرى أن التفكير في الآخرة والإعداد بها كما ينص على ذلك الوحي قرآنا وسنة عبارة عن جهود مضنية لإقناع النفس بوجود قوة خفية تقرر خروج الإنسان إلى العالم ، وهو بهذا يشكك في الإرادة الإلهية ، ويعتبر التفكير في الموت مضيعة للوقت، لأنه لا يؤمن إلا بالحياة الدنيا على طريقة الدهريين أو الزنادقة كما كانوا يسمون قديما ، وهذه التسمية فارسية تعني الدهريين، وقد انتقلت إلى اللسان العربي .
ويقول :
« أسهل الأجوبة تلك التي يقدمها المؤمنون: ما يحدُث من أمور جميلة كرمٌ من الله، وما يحدث من أمور سيئة غضب وانتقام من الله، أو في أحسن الأحوال “امتحان” للمؤمن، وما نسعى إليه وندركه توفيق من الله، وما لا ندركه قرار من الله. الله يقرر النجاح والفشل بحكمته دون أن نعلم السبب، لأنه لا يخبرنا به، والأغرب من ذلك كله أن المسلمين كثيرو التوجه إلى الله بالدعاء، ورغم أنه يحدُث دائما عكس ما يريدون (والذي يتحقق في الغالب لدى الأمم التي لا تمارس الدعاء كثيرا) إلا أنهم لا يتساءلون أبدا عن جدوى ذلك ».
وفي هذه الفقرة إنكار وجحود لركن من أركان الإيمان، وهو الإيمان بالقدر خيره وشره مع السخرية من التوجه بالدعاء إلى الله عز وجل، وهما أمران أمر بهما سبحانه وتعالى في محكم التنزيل كما أمر بهما رسوله صلى الله عليه وسلم.
ويقول :
« رغم أن الإيمان ليس بحاجة إلى تبرير، لأنه اقتناع شخصي محض، إلا أن الكثير من الناس يجتهدون في البحث عن مبرر لسلوكهم التعبدي، ولهذا يصوم غالبية الناس دون أن يعرفوا لماذا، والجواب الذي يقدمه الدين لا يبدو مقنعا لهم وهو أنّ الصوم لله، ولهذا يجتهدون في البحث عن أجوبة “طبية” للصيام معظمها غير صحيح. نفس الشيء فعلوا في الصلاة، التي هي عبادة لله، لكن البعض وجد فيها رياضة بدنية والبعض الآخر اعتبر أنها تطهره من ذنوبه الناتجة عن أفعاله الشريرة، بينما رأى فيها البعض وسيلة للاستقامة الأخلاقية، وهي كلها محاولات للتبرير الخاطئ لأفعال شخصية لا تحتاج إلى تبرير ».
وفي هذه الفقرة الأخيرة، يعرض بالعبادة ساخرا ممن يمارسونها ، ويصفهم بجهلهم بالحكمة منها صلاة وصياما ،لأن الدين بزعمه لا يقدم لهم أجوبة مقنعة ، ويرى أنهم في عبادتهم إما ممارسون لرياضة بدنية أو راغبون في التخلص من أفعالهم الشريرة أو ملتمسون الاستقامة الأخلاقية ، ويعتبر كل ذلك محاولات لتبرير خاطىء لأفعال شخصية لا تحتاج إلى تبرير في نظره .
خلاصة التعليق :
لقد استوفى عصيد في مقاله هذا كل شروط التجاسر على الدين الذي أنكر منه ما أنكر مما هو منصوص عليه في الكتاب والسنة ، وقد مس في الصميم أهم ثابت من ثوابت الأمة المنصوص عليها في دستورها مستخفا به وبكل جسارة ووقاحة ، والسؤال المطروح : أين ما يقتضيه واجب حماية الملة والدين من مساءلته ومحاسبته خصوصا وأنه يستهدف بالدرجة الأولى المغرر بهم من الأغرار لتكريس توجهه العلماني في بلد الإسلام وبلد إمارة المؤمنين مستغلا مقولة حرية التعبير وحرية الرأي على حساب مشاعر الأمة الدينية .
ولا يفوتني أن أسأل الوزارة الوصية على الشأن الديني ابتداء من وزيرها إلى رؤساء مجالسها عليا ومحلية ، ومندوبياتها الجهوية والمحلية ما الذي يمكنها فعله مع هذا المجاهر بإنكار مضامين الكتاب والسنة ، والترويج لذلك في هذا الشهر الفضيل ؟
وأذكر هذه الوزارة بما دأبت على اتخاذه من قرارات العزل والتوقيف الجائرة في حق أئمة ،ووعاظ ،وخطباء أنكروا منكرات ينكرها الدين كتابا وسنة ، وهي التي لا تحرك في المقابل ساكنا عندما يصول ويجول أصحاب التيار العلماني في التعريض بالدين دون مساءلة أو محاسبة ، وإنها لمسؤولة عن ذلك أمام الخالق سبحانه وتعالى يوم الوقوف بين يديه .
1 Comment
ايها الاخ الكريم
قلناها لكم اكثر من مرة
لا تعطوا اي أهمية لا لعصيد و لا لعصابته الصغيرة
التي لا تمثل الا نفسها و تلعب بقضية
خالف تعرف.
فكلما تكلمتم عن هذا السيد الذي يعاني من امراض نفسانية
و يعاني من عنف داخلي هو و عصابته التي تعد على انامل الاصابع
لا تعطوه اي أهمية و لا تذكروه و لا تجيبوه
بل تجاهلوه لكي ينطفأ ضوؤه قريبا.
ايها الاخ الكريم و كل ما يؤرقه هذا المريض النفساني
هل تعلم انت و كل الاخوان الكرام بان عداد القراء لكتابات
هذا المريض النفساني لما كان عدد القراء يظهر فوق المقالات سابقا
كان لا يتعدى عشر قراء.
فمن الذي قام باعطائه يد المساعدة و جعل له اشهارا كبيرا
فهم كل الاحرار الذين توصلوا بمقالاته و هم ارسلوها الى اصدقائهم
و اصدقائهم ارسلوها الى اصدقائهم. و هكذا اصبح يحسب له حساب.
لكن لو تعلموا كم تخلى عنه من شخص و جمعية و اناس احرار
لفوجئتم و لفهمتم بانه انتهى أمره
و سيبقى في بيته وحيدا و
تستريح منه المدينة
انشروا هذا النداء بينك من فضلكم