!!! المستشفى الإقليمي بجرادة : عندما يكون الموت أقرب من العلاج
كتب للمستشفى الإقليمي أن يولد معاقا تنقصه ضروريات بدونها لا يمكن له أن يؤدي وظيفته على الوجه الأكمل ، فقد وجد المستشفى بدون ماء وبدون واد حار . وتعسفا رغم هذه الاحتياجات فتحت أبوابه لاستقبال المرضى . وكانت الفرحة كبيرة لكل الذين انتقلوا لاستقبال صاحب الجلالة والاحتفال بهذا المولود الإقليمي الجديد ، فالشروحات التي قدمت لصاحب الجلالة عن طاقته الايوائية والتخصصات والآلات ظهرت وكأنها مجرد تمثيلية رائعة الإخراج من خلال ما سمعوه عن المستشفى على شاشة التلفزة وذلك عندما استفاق المواطنون عن عجزه ، وكان الاعتقاد انه سيرفع من معاناة المواطنين وسينهي الارتباط بمستشفى الفارابي ، لكن مع مرور الأيام ومن خلال تعامل المواطنين مع هذا المستشفى تبين انه غير جاهر بما يضمن خدماته الاستشفائية على الوجه الأكمل كما كان مأمولا إلا من بعض الفحوصات والعلاجات الأولية ، كما ظلت التجهيزات التي قيل أنها متوفرة تقف صماء مشلولة في انتظار من يعطيها الحياة ويجعلها في خدمة المرضى ، فتاتي الاستعانة والاستنجاد بمستشفى الفارابي الذي لا يوفق أمام بيروقراطية وإجراءات إدارية وتبريرات لا تأخذ بعين الاعتبار » العلاج أولا للحالات الاستعجالية والإجراءات الإدارية ثانيا » كما هو متعارف عليه في جميع دول العالم التي تقدر حرمة النفس البشرية وتعترف بحقوق المريض علما أن المغرب يروج لتغطية صحية ربما لا يوجد لها صدى في قواميس المؤسسات الاستشفائية .
أما بعض الاختصاصات خصوصا الجراحة فهذا حلم يحتاج إلى سنوات من الانتظار نفس الأمر بالنسبة للممرضين المتوفرين على تخصص استعمال بعض الأجهزة الطبية .
وأمام هذا الوضع تضطر العديد من الأسر إلى إخراج المريض بين الموت والحياة كلما احتاج لتدخل علاجي غير متوفر بالمستشفى لنقله إلى مستشفى الفارابي أو إحدى المصحات بمدينة وجدة ، فالأطباء لا يملكون التخصص وما يقدرون عليه هو الترخيص لدوي المريض لنقله إلى جهة بها أطباء مختصون ومع هذا الانتقال تزيد المعاناة وترتفع التكاليف خصوصا عندما يجد المريض ودويه أنفسهم في طواف لا نهاية له فكل جهة تقذف بهم إلى جهة أخرى .
وأكثر هذه الحالات تتعلق بالولادات الحرجة التي تحتاج إلى تدخل جراحي سريع عندما تكون حياة الأم والجنين في خطر ، ينضاف إلى هذا حالات الأطفال الذين يولدون قبل الأوان ويحتاجون إلى رعاية خاصة داخل الحضانات ، ورغم وجودها بالمستشفى الإقليمي إلا أن الأطباء يطالبون أب الوليد بنقله إلى مستشفى الفارابي لعدم وجود طبيب مختص دائم وممرضين مختصين في السهر على الحضانات التي تحتاج إلى مراقبة خاصة ، وحين الانتقال بالمولود إلى مستشفى الفارابي يرفض قبوله ومطالبة الأب بإرجاعه إلى المستشفى الإقليمي بجرادة لأن به حضانات !!! . وفي مثل هذه الظروف لقي مواليد حتفهم ، ترى من يتحمل المسؤولية في مثل هذه الحالات ؟؟ وكيف يستهان بحياة أطفال أبرياء ؟؟؟ ونتساءل إلى متى يستمر الوضع على هذا الحال ؟؟؟ والى متى تصبح حياة المواطنين اقرب إلى الموت من العلاج ؟؟؟ …
فهل ستعمل السلطات الإقليمية إلى جانب كل من المجلس الإقليمي والجهوي على إخراج هذا المستشفى من الإعاقة التي يوجد عليها ؟؟ وهل ستعمل الجهات المسؤولة بوزارة الصحةعلى توفير الموارد البشرية المتخصصة لأجل توفير الشروط الملائمة ليصبح المستشفى قادرا على توفير الخدمات الاستشفائية ؟؟؟
جرادة : م-ج
3 Comments
صورة وابتسامة جميلة لوزيرة الصحة لكن صورة الواقع الصحي بئيسة جدا ، فقد صنفت وزارة الصحة في الرتبة الثانية فيما يخص الرشوة بعد الامن حسب تقرير عرض على شاشة التلفزة مما يعني ان هذه الوزارة معلولة وفي حاجة الى علاج من هذا المرض المعدي والخطير ، فهل يوجد للوزارة مصل ضده ، اما تلك المهدئات فلم تعد تنفع في شيء .
بسم الله الرحمن الرحيم و تحية خاصة و ارجو النشر : من اجل تصحيح بعض المغالطات اورد الحقائق التالية
ـ ان المستشفى الاقليمي مجهز باحسن التجهيزات و التي هي افضل من تجهيزات الفارابي و يمكن للجنة ان تتاكد من هدا الكلام ثم ان هده التجهيزات لاتزال في مكانها فقط تنتظر الاطباء لتشغيلها
ـ ان ما جرى هو ان السيد مندوب وزارة الصحة اراد ان يقوم بواجبه و اخبر الاطباء ان من واجبهم البقاء في عين المكان و القيان بالمداوة و ادعى الاطباء ان المستشفى تنقص المياه مع العلم ان المستشفى صهريجه الخاص دائما ممتليء كما ادعى الاطباء ان المستشفى خال من كميات الدم و هده القضية سهلة الحل
ـ ان الاطباء بهدا يريدون التنقل من جرادة الى وجدة و العكس في رحجلة يومية او اسبوعية كما يفعل الان طبيب الاطفال , و هدفهم واضح و به وجب التدكير و الله على ما اقول شهيد و السلام
ابن البلد
لا يعرف من اورد بيان الحقيقة . رغم ان هذا البيان لم يذهب بعيدا عما اكده المقال . ربما صاحب البيان لا بعرف ان هناك نساء أردن الولادة بالمستشفى طلب منهن إحضار الماء معهن وهناك من ذهب لإحضاره من المنازل المجاورة … لم ينفي المقال وجود تجهيزات الا ان هذه التجهيزات لا تتوفر على اختصاصيين لتحريكها . ما يواجه به المرضى عند دخولهم المستشفى ليس هو ما يمكن التصريح به . ما يسمعه المريض هو » ما عندناش ليدير هاد الشي » » ما زال ما عطوناش …. » » الطبيب ماكاينش ديال … » وهكذا …
طبيب الاطفال لا ياتي الا يوم الاربعاء ولا يستقبل الحالات الاستعجالية الملحة الا بعد مرور عبر المستوصفات فهل يمكن للأب في بعض الحالات انتظار اسبوع لعرض ابنه على الطبيب المختص ودرجة حرارته في مستوى الخطر وهل يعقل الا يتوفر مستشفى على طبيب دائم للاطفال خصوصا وانهم الاكثر عرضة للمرض وهل طبيب واحد كاف لاقليم عدد سكانه ليس بسيطا .
لقد لقي المولود ( ابن ب . خ) حتفه بمستشفى الفارابي لأن الاب انتقل به في ظروف صعبة إلى مستشفى الفارابي ليوضع في الحضانة وبقي هناك عدة ايام الى ان توفي نفس الأمر بالنسبة للمولودة – ابنة شخص من القوات المساعدة – التي طلب من الأب أخذها الى مستشفى الفارابي ولم يتم قبولها فذهب بها الى طبيب مختص للأطفال . المولودة لم تكن قادرة على الرضاعة لأنها كانت صغيرة جدا وكانت تحتاج إلى قضاء أسابيع داخل الحضانة . ويمكن للمستشفى التأكد من هذه النماذج من خلال السجلات المتوفرة لديه . …
سكان جرادة وخصوصا المرضى يعرفون حقيقة المستشفى ويعرفون حقيقة التغني بالتجهيزات التي تحولت إلى ديكور يزين حجراته بدون حركة وبدون استفادة ولا يمكن إخفاء الحقائق بالغربال . سكان جرادة كانوا ينتظرون مستشفى للعلاج والاستشفاء لا مستشفى يلقون فيه حتفهم على أسرته ….
مار بالمستشفى