الوكالة الوطنية للمياه و الغابات تخلد اليوم العالمي للمناطق الرطبة في المغرب بمدينة إفران،
بقلم محمد الدريهم
احتفلت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، بشراكة مع عمالة إقليم إفران وجمعية Living Planet Morocco ،يوم الخميس 02 فبراير 2023 الفارط باليوم العالمي للمناطق الرطبة المنطتم هذه السنة تحت شعار: « حان الوقت لاستعادة الأراضي الرطبة » و ذلك بمدينة بإفران، أول مدينة في المغرب تمنح لها شارة « مدينة االمناطق الرطبة ».
تميز هذا الحدث بتوقيع اتفاقية تعاون إطار بين الوكالة الوطنية للمياه والغابات و جمعية Living Planet Morocco تهدف إلى تعزيز التعاون بين الطرفين من أجل تعميم وتنفيذ مشاريع ومبادرات مشتركة في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجي والأراضي الرطبة وتدبيرها المستدام في المغرب.
في تصريح للجريدة, أكد عبد الرحيم هومي المدير العام للوكالة الوطنية للمياه و الغابات
بأن الاحتفال باليوم العالمي للأراضي الرطبة بإفران يعتبر فرصة لرفع مستوى الوعي لذى جميع الشركاء حول أهمية المناطق الرطبة في المغرب بشكل عام وبإقليم إفران بشكل خاص. مضيفا أن هذا الوعي يحدث على جميع المستويات حيث يجب إشراك جميع الشركاء وجميع الجهات الفاعلة ، لا سيما في التدبير المستدام لهذه المناطق الرطبة ، والتي تعد أفضل مؤشر على حالة نظمنا البيئية. لأنه ، كما قال ، إذا كانت هذه المناطق الرطبة تعمل بشكل جيد ، فهذا يعني أن أنظمتنا البيئية تعمل بشكل جيد أيضًا.
بالنسبة للمدير العام للوكالة الوطنية للمياه و الغابات ،إنه لمن الأهمية بمكان أن يعمل جميع الشركاء وجميع أصحاب المصلحة معًا لحماية هذه المناطق الرطبة ، والحفاظ عليها ، ولكن أيضًا لتعزيزها ، خاصة أنه في منطقة إقليم إفران على سبيل المثال ، لدينا تنوع بيولوجي كبير ، لدينا منتزه وطني يوفر أيضًا فرصة كبيرة لتعزيز هذه المناطق الرطبة و ؛ نأمل قريبا جدا.في الوصول إلى إدارة هذا الأخير بشكل أفضل وتعزيز المنتزه الوطني لإفران أيضًا.
من جهتها ، صرحت يسرى مدني مديرة Living Planet Morocco أن هذه الاتفاقية الموقعة على هامش هذا اليوم العالمي للمناطق الرطبة مع الوكالة الوطنية للمياه و الغابات ترمي الى تنفيذ برنامج مشترك لتطوير وتنفيذ المشاريع المتعلقة بالتدبي المستدام للتنوع البيولوجي. والمحافظة على المناطق الرطبة في المغرب.
مضيفة أن الهدف الرئيسي لهذه الاتفاقية هو تطوير برنامج وطني مشترك لتنفيذ مشاريع جديدة واسعة النطاق في مجال تدبير التنوع البيولوجي و المحافظة على المناطق الرطبة في بلادنا.
هذا و قد عرفت التظاهرة تنظيم خرجة ميدانية لمدخل منتجع وادي إفران حيث قدمت للمدير العام للوكالة الوطنية للمياه و الغابات عبد الرحيم جومي الذي ترأس الجلسة الافتتاحية لهذا اليوم رفقة الكاتب العام لعمالة إقليم إفران مختلف الشروحات الخاصة بمشروع إعادة تهيئة منتجع وادي إفران قبل الانتقال للمسطح المائي زروقة 1 حيث تم إطلاق طوفين للتعشيش للطيور المائية المتوافدة على المسطح المائي.ليختتم الحفل بإعطاء الانطلاقة من طرف عامل اإقليم عبد الحميد المزيد و مدير الوكالة الوطنية عبد الرحيم هومي لاستعراض الكارنفال الذي جاب شارع محمد الخامس و شارع الحسن الثاني بمدينة إفران إحتفالا بمنح مدينة إفران شارة « مدينة الأراضي الرطبة » المعتمدة من طرف اتفاقية رامسار،والتي بفضلها، أصبحت إفران ثاني مدينة عربية وشمال أفريقية على قائمة رامسار للمدن المعتمدة. وهو اعتراف بالتزام المدينة بحماية أراضيها الرطبة الحضرية لفائدة ساكنتها ومرتاديها والطبيعة.
بخصوص إطلاق طوفين للتعشيش للطيور المائية(Radeaux de nidification) بالسطح المائي لزروقة, صرح الأستاذ الباحث المختص في ايكولوجية المناطق الرطبة لحسن شيلاص بأن هذه المبادرة الأولى من نوعها في المغرب الخاصة بإطلاق طوافي تعشيش في زروكة 1 ، تعتبر حدثا متميزا ورائدا ابلمغرب. مضيفا ن هذه الأطواف تتكيف مع أسلوب تكاثر بعض الطيور التي تبني أعشاشها العائمة على سطح الماء وهذه الأطواف ، بالنظر لمواجهة التغيرات التي تشهدها المناطق الرطبة اليوم من تقلص الأسطح واضطرابات ناجمة عن توافد الزوا, ستوفر هدوءًا كبيرًالضمان التكاثر الناجح للأنواع الرائعة مثل الغرة القرناء و الغرة السوداء و الغطاس المتوج الكبير ، وهي ثلاثة أنواع تبني أعشاشها على سطح الماء.
هذا ووجب التذكير بهذه المناسبة على أنه تم إدراج 38 موقعا في قائمة الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية منذ مصادقة المغرب على اتفاقية رامسار في سنة1980. وتعمل الوكالة الوطنية للمياه والغابات، بصفتها نقطة محورية لاتفاقية رامسار، بالتعاون مع شركائها، على الحفاظ على هذه النظم الإيكولوجية، والتعريف بها، والكشف عن إمكاناتها، والعمل في اتجاه الاستخدام الرشيد الذي يحترم توازنها.
وبهدف الحفاظ على الأراضي الرطبة، تؤكد الوكالة على نهج تشاركي مع الجهات الفاعلة المحلية وتشجع الحلول المبتكرة لتعزيز مرونة هذه النظم الإيكولوجية على النحو المنصوص عليه في استراتيجية « غابات المغرب 2020-2030″، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في 13 فبراير 2020.
وتحقيقا لهذه الغاية، وضعت الوكالة الوطنية للمياه والغابات خطة عمل وطنية للحفاظ على المناطق الرطبة تشمل تعزيز النهج التشاركي بإشراك الشركاء المؤسساتيين وفعاليات المجتمع المدني في تنفيذ خطة العمل الوطنية للمناطق الرطبة، ومشاركة السلطات المحلية في خلق لجان للتدبير المحلي, تطوير واستعادة شبكة المناطق الرطبة مع تسجيل 10 مواقع جديدة في لائحة رامسار، ووضع خطط استراتيجية جهوية وتنفيذ خطط عمل محلية مندمجة للمناطق الرطبة ذات الأولوية, تطوير وتحديث تدبير المناطق الرطبة وخلق شبكة من مديري مواقع رامسار وتقوية قدراتهم في مهن الطبيعة والهندسة البيئية و أخيرا, تثمين المناطق الرطبة عبر تطوير السياحة البيئية من خلال تهيئة باحات لاستقبال الزوار وتطوير منتجات السياحة البيئية كمراقبة الطيور.
Aucun commentaire