الافتخار والاعتزاز بما حققه المنتخب الوطني بكأس العالم قطر 2022، والتسليم بأن مباراة نصف النهاية التي جمعته بمنتخب فرنسا، حسمتها تفاصيل من صميم تدبير مباريات كرة القدم
الافتخار والاعتزاز بما حققه المنتخب الوطني بكأس العالم قطر 2022، والتسليم بأن مباراة نصف النهاية التي جمعته بمنتخب فرنسا، حسمتها تفاصيل من صميم تدبير مباريات كرة القدم، لا يعني الغاء تحليل باقي المعطيات التي أحاطت بهذه المباراة.
ذلك أن المشاركة في كأس العالم لكرة القدم، ليست مجرد مشاركة رياضية محضة، وانما تتجاوز ذلك الى مجالات مرتبطة بالرياضة من الاقتصاد والسياسة، بل كشفت نسخة قطر أن الأبعاد الرمزية والحضارية حاضرة بقوة في مثل هذه المنافسات والمحافل.
وبالتالي فإن مختلف المعنيين بالصراع في هذه المجالات، يتدخلون ويستعملون ما بأيديهم من أسلحة لتحصيل مكاسب أو تأمينها، أو منع المنافسين من تحصيل المكاسب ذاتها.
في هذا السياق، لاشك أن الكثير من « الفاعلين الكبار » رصدوا أن أثر ما حققه المنتخب الوطني سيكون كبيرا على المغرب، وعلى الشعوب التي ساندته وناصرته واعتبرته ممثلا لها، فطبيعي أن يتحرك هؤلاء « الفاعلون » لمحاصرة هذا الأثر.
وآليات هذه التحركات ستظهر قريبا وجب فقط الانتباه والتركيز لاكتشافها، على الرغم من أن ارهاصاتها بدت واضحة خلال الأيام التي سبقت مباراة منتخبنا مع فرنسا.
فمثلا وخلال الندوتين الصحفيتين للمدرب البطل وليد الرگراگي، تابعنا كيف أنه لم يتحدث بالعربية الدارجة كما عودنا على ذلك، واستعمل سماعة الترجمة خلال طرح اسئلة بالعربية، وتابعنا كيف تم تدبير موضوع التذاكر والغاء رحلات جوية الى قطر سبق الإعلان عنها، وتابعنا كيف أن علم فلسطين لم يظهر في أيدي اللاعبين بعد مباراة البرتغال ومباراة فرنسا، وتابعنا التعليق المستفز لأحد معلقي قناة BEIN SPORTS المعروف ولاؤه لمن، وكيف بدأ منذ بداية المباراة يهيء المستمعين لتقبل توقف مسيرة أسود الأطلس في نصف النهاية، وتابعنا كيف تحامل بأسلوب صلف على بعض لاعب دخل احتياطي معروفة قصته مع المنتخب…
هناك شعور عام عند نخبة من المغاربة أن مباراة منتخبنا مع منتخب فرنسا، أحاطت بها أمور لا علاقة لها بكرة القدم فقط، وأن هناك مؤشرات على أن شيئا ما دخل على الخط واقتحم الدائرة الضيقة للمنتخب، لم يكن يتواجد بها خلال بداية كأس العالم، ربما لأن الواقفين وراء ذلك لم يكونوا يراهنون على ما حققه لاعبو المنتخب ومدربهم، ولم يضعوا في حسبانهم كل هذه الانتصارات التي حققها المغاربة على مساحة القيم والتدين، أو ربما أرادوا منع استثمار ذلك من طرف جهة ما لصالح المجتمع والشعب بمحاولتها اسقاط عوامل نجاح المنتخب ومدربه على مجالات أخرى سياسية وغيرها!
على كل حال من الواجب تجديد الشكر لوليد الرگراگي وكتيبته على لحظات الفرح والاعتزاز والحلم والثقة التي عاشها المغاربة في هذه الفترة، أما أعداء نجاحات المغاربة ومعاونيهم، وسراق فرحة المغاربة، فظلوا دائما يتحركون وسيستمرون في تحركاتهم، ومع ذلك ديما مغرب.. عاش المغرب!
منقول
Aucun commentaire