محمد شحلال

تعتبر فاكهة التين الشوكي او الصبار،من أشهر الفواكه،،الشعبية،،التي ظلت تؤثث مؤائد الفقراء خلال فصل الصيف.
ولعل الصبار من أشد النباتات مقاومة لتقلبات الطبيعة،حيث تنبت في كل مكان ولا تنال منها حرارة الشمس، الى درجة أنها ونبتة الحرمل ،من أبرز المخلوقات الصامدة التي تتحدى ظاهرة الجفاف،بل ان الصبار لا يجود بألذ ثماره الا اذا نبت في الحجارة والصخور !
لقد شاء القدر أن أرى النور على بعد أمتار من نبات الصبار الذي كان يغطي عشرات الهكتارات المتصلة على ضفة نهر ،،زا،،وهو الأمر الذي سمح لي بأن أعرف هذا النبات منذ القدم،وكان الى جانب التين، يشكل ثنائيا غذائيا طيلة أيام فصل الصيف،حيث تحولت هاتان الفاكهتان الى صنوين لا يكادان ينفصلان.
وهكذا،لم يكن من الغريب أن ننتقل من اكل التين منسما ب،،الزميطة،،الى فاكهة الصبار، قبل أن نعرج على انواع أخرى من الفواكه والخضر التي كانت تزخر بها الجنان.
كنا بحاجة الى عقود من التراخي لندرك أخيرا بأن فاكهة الصبار، ليست رهينة ضفة النهر الذي انقطعت علاقتنا به منذ سنوات طويلة ، وان هذه الفاكهة مستعدة لتقدم لنا ثمارها حيثما هيأنا لها مكانا تنتعش فيه.
نما نبات الصبار بجوار بيت العائلة بمسقط الرأس سريعا،وراح يجود بمنتوج وفير يفوق الحاجة،وكأني به ينافس اشجار التين التي تعمدت غرسها بالجوار، تيمنا بتقاليد الأجداد،وأصبح البستان الصغير يغري بما يوفره من منتوجات مختلفة،الى أن حلت الكارثة فجأة.
لم يكن أحد يتوقع بأن الجائحة التي أصابت صبار منطقة ،،الرحامنة،، ستتجشم كل هذه المسافة لتحل بمنطقتنا حتى تنال نصيبها من الخراب الذي لا تفيد معه حيلة.
هجمت الحشرة القرمزية على بستاني الصغير،واختارت أظلاف الصبار لتجهز عليها بوحشية !
قمت بقطع الأجزاء العلوية من النبات،وما هي الا ايام حتى ترعرع الصبار مجددا كالعنقاء،وجاد بمنتوج لافت هذه السنة،مما جعلني اتحين الفرصة لانتزاع أولى الحبات بعد طول صبر،لكن الخيبة كانت في الانتظار،ذلك ان الحشرة اللعينة ما لبثت أن هاجمت الأغصان قبل ان تعلق بالثمار لتحول دون المساس بها !
لم يصب التين بأذى،لذلك استوفيت حاجتي منه،لكن منظر الصبار على خطوات منه،أثار في النفس حسرة ومرارة،ذلك ان هذه الجائحة قد تجرات على الفصل القسري بين ،،أختين،،تتعايشان منذ الأزل،فهل هي أحدى صور الشؤم التي تتربص بالطبيعة والتي يحذر منها العلماء منذ سنوات عديدة ؟
أليس الجفاف القاتل الذي لم يستثن بلدا،مؤشرا اخر على غد مليء بالمفاجات غير السارة؟
الم تجد الحشرة القرمزية غير فاكهة،،المزالط،، لتجهز عليها وتعفي،،لافوكا وليكيوي،،؟
هل نعزي النفس بترديد ما قاله صاحب الرباعيات :
ان لم أكن قد اخلصت في طاعتك
فانني اطمع في رحمتك
وانما يشفع لي أنني عشت لا اشرك في وحدتك