هاتفي الوَفي
هاتفي الذّكي جَمع الذّكاءَ و الوفاء بحفظِه ودّ الأهل و الأصدقاء. مذ اقتنيته و قيّدت فيه معطياتهم لم ينس منهم أحدا لا من الأموات و لا من الأحياء. مازال يحتفظ بأرقامهم و الأسماء حسب ترتيب حروف الهجاء
.
لولاه صارت الأسماء نسيا منسياّ و بفضل ذاكرته بقيَت ذكراهم حاضرة حتى و إن انقطعت الٱصِرة.
لعلنا كلّنا نعيش نفس التجربة عندما نريد الاتصال بقريب أو قريبة. كم مرة ظهر إسم و رقم المتوفي صدفة. كم مرة إنتابنا الشعور بعدم جدوى المحافظة على تسجيل إسمه في الدليل. كم مرة هممنا بمحو الأرقام لاستحالة الاتصال ثم تراجعنا في الحال .
هل ٱن الأوان أن نتعلم من الهواتف حفظ عهد المعارف؟ إن كان ربّما للتكنولوجيا و العولمة من مكرُمة فهي مساعدة الإنسان على مغالبة النسيان؟
صحيح أن التّواصل مع من رحلوا مُحال لكنّ بقاء أرقامهم في سجّل الجوّال يبقيهم في البال.
هم الأهل و الأصدقاء و أقل عربون وفاء أن إذا بدت لنا أرقامهم ، و نحن نهمّ بالنّداء، بادرنا بالدعاء لهم بظهر الغيب رافعين الأكف بمأثور الدعاء.
و الرجاء أن نعامل بالمثل من أحبابنا و الخلان إذا لفّتنا الأكفان و رحلنا إلى دار ابقاء.
وجدة،ماي 2022.
Aucun commentaire