Home»International»محق الله ربا الرأسمالية العالمية فهل من متعظ ؟؟؟.

محق الله ربا الرأسمالية العالمية فهل من متعظ ؟؟؟.

0
Shares
PinterestGoogle+

لا حديث اليوم إلا على الأزمة الاقتصادية العالمية الخانقة. واختلفت التحليلات لشرح الأزمة باختلاف الجهات المحللة. وركز الكثيرون على تحليلات أهل الاختصاص في مجال المال والاقتصاد دون سواهم . ولم يحفل الكثيرون بالتحليلات الأخلاقية باستثناء ملاحظة عابرة للزعيم الروسي السابق فلادمير بوتين الذي عاب على الرأسمالية جشعها نكاية بها بحكم انتمائه الشيوعي الذي لا زال حلما يراوده.
والحقيقة أن الأزمة في حد ذاتها تفرض التحليلات الأخلاقية رغم أنوف أصحابها إذ لو كان الاقتصاد الرأسمالي تحكمه الأخلاق لما آلت حاله إلى ما آلت إليه من الانهيار حتى أن الشركات المالية العملاقة تهاوت بين عشية وضحاها وعلى حين غرة.
إن الاقتصاد الرأسمالي عبارة عن اقتصاد عديم الأخلاق كل همه هو الربح بأقصر طريق وبأسرع وقت ممكن، كما أنه اقتصاد يقوم على أساس مصلحة القلة القليلة من أصحاب رؤوس الأموال ضد مصلحة الكثرة الكاثرة من أصحاب الدخول المحدودة .
لقد تزعمت الولايات المتحدة الأمريكية الاقتصاد العالمي ، وبالأمس فقط كان رئيسها وهو يمتدح خطة الإنقاذ التي تقدم بها للهيئات التشريعية يصرح بأن بلاده تقود الاقتصاد العالمي كما قادت العالم عسكريا بقوة تتحرك دون إرادة المجتمع الدولي كيفما شاءت. والدولة القائدة للاقتصاد الرأسمالي العالمي رفعت من قيمة العقار بسبب القروض المغرية التي جعلت الطبقات الوسطى تقبل على شراء العقار عن طريق المعاملات الربوية الفاحشة . وبازدياد الإقبال على شراء العقار بالربا ازداد جشع المؤسسات الرأسمالية الربوية وتوسعت في إقراض من يطيق ومن لا يطيق تسديد القروض، فحدث أن عجز المقبلون على اقتناء العقار عن التسديد ، فصار العقار سلعة كاسدة بيد المؤسسات الربوية ، وفقد قيمته المنفوخ فيها ، وانقلب السحر على الساحر وبدأت هذه المؤسسات تتهاوى كما تتهاوى البنايات الشامخة بالهزات الأرضية الضاربة. واستنجدت المؤسسات الربوية بأصنامها استنجاد الغريق بالغريق وكانت النتيجة أزمة خانقة سببها غياب البعد الأخلاقي في التعامل المالي ، وهو ما حذر منه دين الإسلام ، وهو دين قيم أخلاقية حيث قال الله عز وجل : [ يمحق الله الربا ويربي الصدقات ] فمحق الشيء هو إزالته والذهاب به وإهلاكه. وإذا ما كانت غاية الربا هي الزيادة والفائدة كما تعني كلمة ربا فالمحق هو نقيض الزيادة ليس بمعنى النقصان فقط وإنما بمعنى الزوال.
والله عز وجل لما حرم الربا كان ذلك من أجل تخليق المعاملات المالية بحيث يكبح جماع جشع فئة قليلة تريد الربح السريع دون جهد أو عناء أو استحقاق على حساب فئات طويلة عريضة معسرة. ويكون بذلك المشكل أخلاقيا حيث تزول المشاعر الإنسانية من قبيل الرحمة والرأفة بين الموسرين والمعسرين.
لقد غلظت مشاعر أرباب المؤسسات الربوية الأمريكية ولم تحفل بالطبقات المحدودة الدخل وكانت بليدة الحس وهي تغامر بقدرات هذه الطبقات التي تعد في الحقيقة مصدر وجودها ، وبزوالها تزول المؤسسات الربوية.لقد ارتفع سعر العقار في الولايات المتحدة الأمريكية ، وكان ذلك سببا في ارتفاع سعره في كل من يدور في فلك اقتصادها الرأسمالي ، وفجأة جاءه المحق من رب العزة جل جلاله فهبطت أسعاره بعد عجز الضحايا من المستقرضين عن سداد فوائد فاحشة. وبدأت الأزمة في الظهور بشكل جلي في البلدان الرأسمالية التي كانت تراهن على ربا العقار بشكل رئيسي كإسبانيا التي كسد عقارها ككساد عقار الولايات المتحدة الأمريكية ، وسرعان ما تبين أن الأزمة مصدرة من الولايات المتحدة التي تقود اقتصاد العالم قيادة خرقاء حمقاء إلى بلاد العالم .
وإن الربا ليعود أول ما يعود بالمحق على من يمارسه كجلاد قبل أن يمحق الضحية، لأن في محق الضحية محقا للجلاد.
لقد عمد خبراء الاقتصاد الرأسمالي إلى ضخ الأموال للمؤسسات الربوية المفلسة رغبة في إنقاذها ، أو بالأحرى رغبة في إنقاذ النظام الرأسمالي الذي يقوم على أساس المعاملات الظالمة الجائرة اللاخلاقية. ولم يفكر أحد في حل الأزمة أخلاقيا كما ينص على ذلك ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحرص على تخليق المعاملات الدينية حيث تشيع المودة بين الموسر والمعسر، فيبدو الموسر رحيما بالمعسر يقرضه قرض الصدقة حيث يمهله مهلة تمكنه من سداد دينه دون استغلاله بالزيادة والفائدة ، فيكون وجه الصدقة ههناهو التساهل في إمهال المقترض لقوله تعالى : [وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون] فخبراء الاقتصاد الرأسمالي لا يعلمون أن إمهال المعسر وعدم استغلاله خير لهم من التعسير عليه واستغلاله بالفوائد الثقيلة التي لا يستطيع سدادها فيفلس من أقرضه بإفلاسه.
إن الاقتصاد الرأسمالي بني على باطل ، وما بني على باطل بطل بالضرورة. وما أصاب الدولة الزعيمة للاقتصاد الرأسمالي في العالم مصيب من سار في ركبها لا محالة ، فهل من متعظ يتعظ خاصة في بلاد الإسلام التي تدين بالولاء للرأسمالية الربوية ،وهي تلهث وراء الربا وتقتفي أثر الدول الزعيمة لهذ الاقتصاد المفلس أخلاقيا قبل أن يفلس ماديا ؟ لقد صدق الله تعالى وعده ووقع المحق وزهق باطل الربا إن الباطل كان زهوقا.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. ذ حسن العمال
    06/10/2008 at 12:39

    ان الانهيار المالي الذي تعيشه الراسمالية العلمية بزعامة الولايات المتحدة حاليا هو بالمقاربة الاسلامية عقاب من الله و كل من عصي الله لا بد ان ياخذ جزاءه كما وقع للامم السابقة التي ذكرها القران و هكذا بدا الطغيان ينهار واحدا تلو الاخر بالامس الاتعاد السوفياتي واليوم او غدا امريكا و بعدها اوروبا و يبقي البقاء للاصلح و هو الاسلام و العاقبة للمتقين

  2. متتبع
    06/10/2008 at 19:58

    سمعنا ان كثيرا من الدول العربية تتدخر اموالها في البنوك الامريكية التي تشتغل بالرباوهي اموال بالملايير الممليرة تحت اغراء الربح الفاحش لكن كانت الاستفاقة على خسارة فاحشة بالملايير وجل العلماء الاجلاء لهذه الدول يحرمون التعامل بالربا . بينما هناك ادعاء بتطبيق الشريعة الاسلامية السمحة التي تحرم الربا بالمطلق .اموال باهضة تضيع سدا ولو ان الفائض من مداخيل تلك الدول استثمرت في الدول العربية – التي تعيش الفقر والحاجة – في الفلاحة او الصناعة وغيرها لكانت الفائدة افضل واعم . فليت بعض هذه الدول تأخذ العبرة وتكون لها الثقة في كلام الله عز وجل وحتى لا يقع لها كما وقع لقارون …

  3. yahya
    07/10/2008 at 21:12

    le défi maintenant est sur les épaules des musulmans.c est à eux de montrer aux autres les principes économique de l islam .surtout les oulamas et les états DITE iSLAMIQUE .si non Dieu les puniront tOUS….est ce que j ai dis ce qu il faut dire .O DIEU SOIT TEMOIN…

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *