Home»National»الصورة هاهي .. التاريخ والإبداع فيناهو؟؟؟

الصورة هاهي .. التاريخ والإبداع فيناهو؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

                                   الصورة  هاهي .. التاريخ   والإبداع فيناهو؟؟؟

عزيز باكوش 

         كنت ,وما أزال , ميالا إلى الاعتقاد بان هناك أنظمة شمولية وغير ديمقراطية في الحكم , تتنكر لتاريخها , وتحتقر أبطالها , وتحاول تحطيمهم وتبخيسهم , وتشوش على بطولاتهم بالتجاهل المطلق او الصمت المطبق  , وهي بكل أسف ,تنتسب خطأ إلى الشهامة والنبل والروح العربية الأصيلة .

        عند ما ننادي بحاجتنا إلى استعادة الذاكرة في صفائها وطهارتها, نكون كمن يحاول يائسا ,أن يفتح بوابة صدئة , « وضع عليه ألف قفل وسلسال. » كي  لا صل ما بداخلها إلى قطاع واسع من الجمهور ، وهي بذلك  تظل حكرا على نخبة هشة ومنخورة تقود المجتمع عبر تجاهل تاريخه إلى الهاوية.

    على التلفزيون  مثلا ،  وفي تزامن مع الإفطار   يكفينا فخرا أن نقرأ في نهاية الجينيريك أو بدايته  » الفيلم عن قصة للكاتب المغربي  محمد زفزاف…أو نقرأ الفيلم مأخوذ عنن قصة للاديب المغربي أحمد بوزفور ..او ..  عن رواية للأديب المغربي  ..أو عن فكرة للمفكر المغربي ….ويكفي ذلك حتى يقتنع عدد كبير من المشاهدين بجدوى المتابعة.

تاريخنا وطننا ..
      ألسنا , كمغاربة وعرب , أحوج ما نكون اليوم  إلى رجال مثل أولئك الفدائيين الأبطال, الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الاستقلال , ليس لإقامة حفلات التكريم البئيسة المرتبطة بالملصقات الاشهارية , والبكاء السينمائي على أطلالهم , وإنما لإظهارهم بصورة تليق بتضحياتهم من اجل الوطن. بالصورة والصوت. وفي عز رمضان , وأوقات ذروته لنجتر الهم  مرة أخرى ، .

إلى جانب كل هذا، فالمغرب أيضا وجد هامشا للخائنين , و العملاء , البياعين ,و المندسين المتآمرين .أسماء كثيرة قال عنها الاستعمار بعظمة لسانه « لقد كان  » السيد » متعاونا, نافعا , ووفيا للقضية الفرنسية , في كل الأنشطة التي زاولها ,الخيانة, والتبليغ برموز الكفاح الوطني » أين كل هذا من الإنتاج التلفزيوني الرمضاني ؟

لقد أسدى الخونة   خدمات ثمينة جدا للمستعمر  عبر تاريخنا المجيد الحافل بالانتكاسات والانتصارات المزعومة  ضدا على تطلعات شعبنا المشروعة نحو التحرر والانعتاق, على امتداد سنوات الحرب ,التي ظللنا  نخوضها كفدائيين ومقاوميين  نيابة عن أبناء شعبنا الأحرار في الجبال والسهول ..  , من اجل حرية الشعب  وكرامته  ,وإنقاذه من الجهل والتخلف .   الم يسد  » بن عرفة  بصفته عنصرا متواطئا ومشبوها و »استخباراتيا » , وعنصر دعاية,  خدمات جليلة للمحتل …, ويمكن استحضار أسماء كثيرة مثل الخائن »المهاوي  » الكتاني » الكلاوي  » بن عرفة….. »هل نجد لهذا صدى في التلفزيون خلال رمضان؟

في هذا السياق ,تحضرني قصة غريبة بطلها , ذاك المتعاون مع الاستعمار , الخائن لبلده .

لقد تقدم « الجبان » خلال استعراض عسكري , أقيم بمناسبة مرور شهر على احتلال جزء من منطقة عربية  . وكان مناسبة أيضا , لإبراز القدرات العسكرية والتفوق الميداني للجيش الفرنسي , كان الهدف منه بالدرجة الأولى , إرهاب المغاربة , وحثهم على الاستسلام , وإشعارهم بخطورة ينتظرهم من وسائل قتل ودمار , غاية في الفتك والإبادة ,أن هم واصلوا عنادهم ومقاومتهم.

لحظتها , كان « الخائن » قد ابلغ سلطات الحماية , وأعطى حاكم المنطقة معلومات دقيقة , ساعدته على كسب معركة اعتقال احد الفدائيين . كانت العملية على وشك أن تحقق ضربة موجعة للمحتل , كانت التحضير للعملية قد اشرف على نهايته . لكن المستعمر وبناء على الوشاية , اعد خطة محكمة ,بدأت بتطويق المنطقة وإخراج الأهالي بالقوة من ديارهم ,وإمعانا في الانتصار اصدر الحاكم أمرا بإحراق و إبادة الباقي , من بينهم الشهيد الوطني المذكور .

لقد كان الفدائي المغربي قد اعد العدة لتفجير عربة قطار يحمل » الجنرال الحديدي » . وحين طلب منه الحاكم العسكري الانتظار إلى حين تهيئ مراسيم الاستقبال . ظل الخائن يقدم فروض الولاء والطاعة عبر انحناءات متتالية , بينما كانت جموع المواطنين تردد « الله اكبر العاقبة للخائنين »

ولان الحاكم المتغطرس يرى في الحدث انتصارا نادرا للاحتلال, فقد أراد له أن يكون عبرة لكل المغاربة . ,

طلب « الجبان » من الجنرال الفرنسي أن يصافحه أمام الحشد الكبير من المواطنين الذين جاءوا ليحضروا مراسيم الاستعراض.

فكان منن الجنرال إلا أن رمى له صرة مال قائلا له:

الجنرال لا يصافح الخونة, خد المال لأمثالك اما يدي فلا تصافح رجلا يخون وطنه..

ألا يصلح هذا كي يكون أرضية لمشروع سينمائي  يحبس أنفاس المغاربة لحظة الإفطار ، ويمنحهم بصيصا من كنز أصيل ناذر  بات مغيبا لأسباب ملتبسة تتداخل فيها  مختلف أشكال السمسرة والمضاربات  والعلاقات القبلية ضمن إطار إقليمي   دكالة عبدة  والشاوية  وبس…؟؟؟؟؟؟

عزيز باكوش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *