عن روسيا و أوكرانيا…
محمد كنون
قلت في وقت سابق أن روسيا مصممة على استرداد الإرث الترابي للاتحاد السوفياتي الذي تعتبره من حقوقها التاريخية، بعد عملية تفكك بموجب عملية (كلاستنوخت) على عهد الرئيس السوفياتي بوريس إلتسن في نهاية القرن الماضي… و بقدر ما تعرضت له الأراضي السوفياتية من قضم، بقدر ما يستدرج الغرب الجمهوريات السوفياتية المنفصلة، بالتأهيل و الالتحاق بالاتحاد الأوروبي…
الأزمة الروسية-الأوكرانية-الأممية ستنتهي إذن إلى خلاصتين أساسيتين : أولهما، فرض الأمر الواقع من طرف روسيا على العالم، الذي سيبقى متفرجا على الأحداث من شرفة مقر الأمم المتحدة، بدون القدرة على استصدار قرار أممي ملزم لروسيا (مسألة الفيتو الروسي)، و لن يستطيع مجلس الأمن الدولي استصدار قرار أممي لحشد الدعم السياسي و لا العسكري ضد روسيا. و في غياب القرار الأممي، سيكون تحرك حلف الناتو محصورا، و غير ذي أهمية، ما دام أن أوكرانيا ليست بعضو في الحلف الأطلسي، و يتبقى للدول الغربية فرض عقوبات اقتصادية و سياسية على مستوى العلاقات الثنائية بينها و بين روسيا من باب التضامن.
أما الخلاصة الثانية، فالأزمة الروسية/ الأوكرانية قد تعجل بإعادة النظر في هيكلة مجلس الأمن الدولي، لإدماج قوى العالم الثالث لخلق توازن دولي في الأمم المتحدة، و هذا ما قد لا تتحمس له الدول الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن…
و في انتظار ما ستؤول إليه الأحداث، يجب التذكير بأن الغرب لن يحارب من أجل أوكرانيا خارج التغطية الأممية، كما لن تعلن حرب شاملة بين روسيا و الغرب ما دام هناك توازن في أسلحة الدمار الشامل.
محمد كنون
محلل سياسي
Aucun commentaire