رسائل القاهرة 11 – الجيزة – الأهرامات ( يرسلها عزيز باكوش )
القاهرة / عزيز باكوش
رسائل القاهرة 11 – الجيزة – الأهرامات : سأكون صادقا ، وألتحف بالموضوعية ، بعيدا عن أي تجاذب سياسي أو إيديولوجي ،وأنا أتحدث عن محافظة الجيزة، هذه المدينة التي قمت بزيارتها الجمعة 3 نونبر الجاري في رحلة اسكتشاف للأهرامات الثلاث الشهيرة ، فضلا عن كنوزها التاريخية السحيقة. زيارة الأولى من نوعها في تاريخ أسفاري ورحلاتي خارج الحدود
تعتبر مدينة الجيزة حاضنة الأهرامات الثلاث الشهيرة ،و أهرامات أخرى وهي حاملة 50 بالمائة من المردود السياحي بالعملة الصعبة لدولة عريقة كمصر ارتقى سكانها فوق المائة مليون نسمة . ومدينة الجيزة ، واحدة من أهم مدن مصر ،وأقدمها من حيث النشأة. من هنا ، وجب التنبيه إلى أن حديثي عنها كزائر عاشق لجمهورية مصر العربية ،سيكون بالضرورة غيرة على المدينة ، ورغبة في تطويرها وليس تشفيا فيها ، بل هو في جوهره ترافع حول تطوير شكل ومنهجية وإدارة الوجه السياحي للجيزة ،انطلاقا من تنظيم وضبط عملية ولوج الزوار عرب وأجانب وتلاميذ مدارس إلى البوابة الرئسية للأهرامات ، ومنع تدفقهم وتكدسهم جميعا في ساعة واحدة ،مرورا بضبط الولوجيات ، ومنع الكثير من الشوائب والطفيليات ، لا سيما الإزعاج الذي يسببه طوافي الجمال والخيول داخل الأهرامات لجذب السواح ، وصولا إلى الحد من فوضى الحناطير التي تتحرك بلا ضوابط والتي تعكر صفو الزائرين داخل وخارج المزارات السياحية الخالدة
إن تطوير الوجه السياحي ، وتدبير مشكل النظافة ، داخل المزارات وخارجها لمدينة الجيزة أمر بالغ الأهمية . هذه المدينة التي اكتسبت مكانة متميزة منذ قدم التاريخ، ليس بسبب قُربها من نهر النيل العظيم فحسب ،بل لكونها عاصمة فرعونية في التاريخ يمتد إلى 7 آلاف سنة ، فضلا عن كونها معبرا بين عواصم الدولة الإسلامية من خلال نهر النيل، ومقرا لأول وأكبر جامعة مصرية.
في زاوية » هوامش حرة » من جريدة الأهرام ليوم الثلاثاء 30 نونبر 2021 لفاروق جويدة . كتب لواء الشرطة بالمعاش إسماعيل أحمد سليم مقالا بعنوان » النظافة مسؤولية مجتمع » أشار فيه إلى فشل تجربة الشركات الأجنبية في مواجهة أزمة النظافة في مصر ، مؤكدا في السياق ذاته على أهمية الشركات المصرية الخاصة في تدبير هذا المشكل الحيوي ،معتبرا أنها الحل المركزي مع دعم من الدولة وتشجيع من المواطن »
وبعيدا عن السياسة ، تمثل مشكلة النظافة وجمع القمامة في محافظات مصر وفي مناطقها السياحية الحساسة مثل الجيزة ، وحتى داخل الأهرامات والمدافن قضية حيوية ، ليس لكونها تشكل عبئا ماديا كبيرا على الدولة وأجهزتها التنفيذية وعلى المواطنين كذلك . بل لأنها تستهدف تغيير سلوك وثقافة جمع القمامة ومنع تناثرها في شوارع المدينة من طرف الأهالي والزوار على حد سواء . وهي استراتيجية رهينة بالبحث عن مشاريع تتوافق وسياسة الدولة في ضرورة وجود منظومة متقدمة لمواجهة مشكلة النظافة في جميع محافظات مصر بموارد بشرية وأجهزة محلية ولم لا ، يمكن أن تتحول التجربة إلى مصدر رزق ودخل إضافي، وتنمية مجتمعية صاعدة . فالقمامة والنفايات الخفيفة والصلبة مادة خام يمكن تحويلها والاستفادة منها .
وتشمل السياحة في الجيزة أهم المعالم التاريخية من حدائق وأماكن ترفيهية كما تضم أهم المناطق الطبيعية كالأسواق التجارية الكبرى والمولات . وفضلا عن كل ذلك ، تشتهر الجيزة بضمها لتمثال أبي الهول ، والأهرامات المصرية وبعض المناطق الأثرية الفرعونية العريقة، فالسياحة في الجيزة هي سياحة تاريخية ثقافية، ترفيهية لا تخلو من الجمال ، لكنها تحتاج للهدوء، وصفاء الرؤيا ، فالصورة الأولى في ذهن السائح الأجنبي ،قد تكون مؤثرة إما بالتفكير بالعودة ، أو العزوف النهائي ، وقد يكون سلوك السائق أو صاحب الحنطور ، أو مشهد مقزز لمتسول سببا في هذه العزوف ،مما يؤثر سلبا على المردودية السياحية للجيزة والبلد ككل
تشتهر محافظة الجيزة بتعدد وتنوع معالمها السياحية، سواء بالنسبة للسائح المحب للآثار والتاريخ والمناحي الثقافية ، أو المحب للمناظر الطبيعية والنماذج المعمارية العجيبة من الأهرامات المصرية التي سيندهش لها الزائر، وسيكتشف أنها أكثر من الثلاث أهرامات الشهيرة، وإلى جانب ذلك هناك المدافن والمتاحف التاريخية » الفرعوني والإسلامي والقبطي والعصور الحديثة » إلى ذلك تضم محافظة الجيزة مجموعة من المباني الأثرية الخالدة التي يتدفق عليها السياح اليوم من جميع مناطق العالم بشكل كثيف كما على مر الأزمنة لرؤية عظمة الإبداع الفرعوني المصري الخالد
وتعتبر أهرامات الجيزة الثلاثة من عجائب الدنيا السبع التي تضع السياحة في مصر بوجه عام أو السياحة في الجيزة بالتحديد على رأس أولويات أي سائح وافد إلى مصر خاصةً ، إن كانت تلك هي زيارته الأولى. وتنقسم اهرامات الجيزة التي يعود تاريخها إلى نحو 25 قرن قبل الميلاد إلى 3 أهرامات رئيسية لثلاث ملوك من ملوك الدولة الفرعونية القديمة وهم: هرم خوفو » أبو الهول « يقع على مسافة 13 فدان من جنوبه الغربي . هرم خفرع، وفي نفس الاتجاه يقع أصغرهم وهو هرم الملك منقرع، » منكورع » حسب باحثة الآثار ولاء إسماعيل ، ويحيط بهم ثلاث أهرامات أخرى صغيرة.
« وتعتمد اهرامات الجيزة في بنائها على الحجر الجيري، الجرانيت الأسواني، حجر جيري أبيض مصقول وعاكس لأشعة الشمس كالمرآة ولكنه لم يعد موجودًا الآن. أما تصميم الاهرامات من الداخل فينقسم إلى مدخل مائل يُعرف باسم المعرض الكبير، 3 غرف دفن منهم غرفة تُمثل قاعدة صخرية تقود إلى غرفة تُدعى غرفة الملك أي مدفنه، وأخرى تُدعى غرفة الملكة رغم أنها ليست مدفنًا لها. » وهذه أسعار تذاكر الدخول كما هي مثبتة في موقع أهرامات الجيزة الرسمي
– أسعار تذاكر الدخول إلى منطقة الهرم: 20 جنيه للمصريين والعرب/ 160 جنيه للجنسيات الأخرى
– أسعار تذاكر الدخول إلى الهرم الأكبر: 60 جنيه للمصريين/ 360 جنيه للجنسيات الأخرى
– أسعار تذاكر الدخول إلى الهرم الثاني: 20 جنيه للمصريين/ 100 جنيه للجنسيات الأخرى
– أسعار تذاكر الدخول إلى الهرم الثالث: 20 جنيه للمصريين/ 100 جنيه للجنسيات الأخرى
– تذكرة شاملة منطقة الهرم والهرم الأكبر ومراكب الشمس: 500 جنيه للجنسيات الأخرى
ملاحظة بالغة الأهمية : لابد من تخصيص بوابة لدخول أفواج المدارس لتلافي الازدحامات والفوضى في الولوج ، لا سيما أيام نهاية الأسبوع . وأخرى للسياح الأجانب بمواصفات عالية الجودة ، واستقبال للزوار يليق بتاريخ مصر العريق ، مع فرض شرطة خاصة فاعلة ومتفاعلة مع تجاوزات الزوار وفرض الاحترام اللازم ، لا سيما الشباب المتهور والعابث، وبعض السلوكيات الطائشة ، للذين يرغبون في تخليد أثر زياراتهم سواء بالحفر أو النبش في الأحجار ،أو التسلق فوق الأهرامات، مع ما يسببه ذلك من خطورة على صحتهم وسلامتهم .
Aucun commentaire