الجزائر « القوة الضاربة » تبني لمواطنيها قبورا سكنية
عبدالقادر كتــرة
لم يستوعب أحد من المواطنين الجزائريين ولا من هؤلاء الذين تناقلوا الصور أو الفيديوهات، موقع العمارة التي تمّ تشييدها على حافة جرف على عُلوّ أكثر من عشرين مترا ببئر مراد رايس بالعاصمة الجزائرية تُطلّ على طريق رئيسي يرتاده ، بكثرة، أصحاب السيارات والدراجات وحتى المارة من المواطنين الجزائريين القاطنين بمحاذاة الأحياء المجاورة الآهلة بسكان العاصمة.
كما صدم المشهد المواقع العالمية التي تناقلت المشهد والصور وتساءلت كيف لنظام غني ببتروله وغازه وعائداته النفطية بمئات الملايير من الدولارات منذ الاستقلال، أن يضع حياة مواطنين من البسطاء والمساكين « الزوالي » في خطر الموت بالجملة ويغامر بأسر متعددة الأفراد أن يمنحهم سكنات هي بمثابة قبور مؤكدة، في عمارة مهددة بالانهيار بسبب موقعها المعلق في الفضاء، بحيث لا تتوفر على أسس صلبة ومتينة ومُجرَّد قطرات من الأمطار قد تنخر قاعدتها وتهوى بمن فيها.
كما تساءل المتتبعون لهذه الفضيحة والمصدومون، كيف لدولة تدعي أنها « القوة الضاربة » و »القوة الإقليمية » و »البلد القارة » و »البلد الكوكب » والتي قال عنها رئيسها عبدالمجيد تبون أن العالم معترف بها و »كلمتها مسموعة » ولولاها لم تم قبول الصين في الأمم المتحدة والبلد الذي تخرج سنويا 250 ألف جامعي، (تساءلوا كيف) تسمح ببناء عمارة من سبع طوابق علوية وأربع إلى خمس طوابق اخرى أرضية، فوق جرف وكيف رخصت للمقاول بالبناء ومن تكلف بالمراقبة والمتابعة بيع الشقق و…و…
وبعد فوات الأوان، أوصى رئيس نادي المخاطر الكبرى عبد الكريم شلغوم الأحد 21 نونبر 2021 بالجزائر بضرورة تهديم البناية الجاري إنجازها فوق منحدر شهد سقوط جزء منه ببئر مراد رايس عقب الأمطار الغزيرة الأخيرة.
وفي مداخلة له على أمواج الاذاعة الوطنية الجزائرية، حسب مصادر إعلامية، صرح السيد رئيس نادي المخاطر الكبرى أن « هذه البناية التي انجزت فوق منحدر لا يمكنها أن تقاوم لأن انزلاقات التربة متزايدة وليس هناك خيار آخر سوى تدميرها ».
كما أوضح أن الترقية العقارية الجاري إنجازها والمكونة من سبع طوابق علوية وأربع الى خمس طوابق أخرى أرضية كان من المستحيل تشييدها على هذا الموقع وأنه كان لا يجب منح رخصة البناء، مطالبا في نفس الوقت من السلطات العمومية الشروع في « تفكيك » البناية ب « طريقة تقنية و ذكية من أجل عدم المساس بالبيئة والمحيط ».
وتابع ذات المتحدث: « حان الوقت لإعادة النظر في مسؤوليات البعض والبعض الآخر ووصاية المؤسسات التي يتعين عليها تسيير الكوارث الطبيعية والتكنولوجية الكبرى ».
يذكر أنه سجل يوم الثلاثاء الماضي انهيار صخري لمنحدر على مستوى محطة نقل المسافرين ببلدية بئر مراد رايس بالجزائر العاصمة، قبل أن تقوم مصالح ولاية الجزائر بالغلق المؤقت للمحطة حفاظا على سلامة المواطنين.
Aucun commentaire