هل يشارك الاستقلال في الحكومة المقبلة؟
سفيان بوشقور
مباشرة بعد صدور النتائج النهائية للانتخابات التشريعية ل8 شتتبر الماضي والتي منحت الصدارة لحزب الأحرار بقيادة السيد عزيز أخنوش متبوعا بحزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال وبفارق كبير عن الأحزاب الأخرى، ارتفعت وثيرة النقاش المجتمعي والتحليل السياسي للمعطيات والارقام.
رسميا عين جلالة الملك حفظه الله السيد عزيز أخنوش رئيسا للحكومة وكلفه بتشكيل الحكومة. ومن تم بدأت التكهنات في صالونات المقاهي وفي صفحات التواصل الاجتماعي بعد التحالف الثلاثي المشكل من الاحزاب الأولى السالفة الذكر في تشكيل مجالس الجماعات الترابية، وتساءل الجميع هل سيسري هذا التحالف على تشكيل الحكومة؟
لا يمكن لأي أحد أن يجيب عن هذا السؤال لسبب بسيط كون السياسية فن الممكن ولا توجد خطوط حمراء او اعراف سياسية متبعة، بل التحالف وتشكيل الحكومة تفرضها معطيات اخرى أحيانا نجهلها جميعنا ويعلمها فقط رئيس الحكومة.
يقول قائل أن الحكومة ستشكل من الاحزاب الثلاث الاولى حسب النتائج، ويقول اخر لا جرى العرف أن يخرج أحد الاحزاب الكبرى للمعارضة اي الاصالة والمعاصرة أو الاستقلال إذ لا يصح ترك المعارضة ضعيفة وهجينة وهو سؤال جوابه واضح كون المعارضة اختفت بوفاة الزعماء السياسيين أمثال عبد الرحيم بوعبيد وعلي يعتة وسي محمد بوستة وعبد الرحمان اليوسفي رحمة الله عليهم. أما اليوم فلا الاغلبية أغلبية ولا المعارضة معارضة. لذلك لا مجال لوضع الأعراف في صلب التخمينات والتكنهات.
شخصيا أحبد العقلانية رغم كوني غير معني بالمشاورات ولست مسؤولا حزبيا مفاوضا، بل استحضر الظرفية الاقتصادية للبلد والوضعية الوبائية وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية وتكالب الاعداء على مصلحة الوطن. ولهذا أنا مع تشكيل حكومة من ثلاث احزاب ومهما كان الحزبين المرافقين للأحرار بهدف تشكيل حكومة أقلية بكفاءات عالية. كفانا من حكومة بازيد من 25 وزير وكاتب دولة. كثرة احزاب التحالف تؤدي حتما لكثرة الوزارات وهذا غير مجدي في زمن كورونا.
السيد رئيس الحكومة يباشر مشاوراته مع جميع الاحزاب خلال الجولة الأولى وسيعمق المشاورات خلال جولة ثانية وستتحد بعد ذلك معالم تشكيلته وتركيبة حلفاءه.
أما السؤال هل التحالف مه البام او الاستقلال او احزاب اخرى؟ فالامر ليس رهين حتى برئيس الحكومة بل بمعطيات اخرى كبيرة جدا، منها ما هو موضوعي ومنها ما هو ذاتي.
وبخصوص حزب الاستقلال، وخاصة في عهد نزار بركة ، يتشرف أي حزب وأي رئيس حكومة إشراكه في الحكومة لان الاستقلال يتوفر اليوم على برنامج مهم وواقعي لاخراج البلد من أزمته. الحزب الوحيد في المغرب الذي قفز قفزة كبيرة من حيث النتائج وفاز بثقة الناخبين ليس لانه حزب الاستقلال وفقط، بل لأنه اليوم يتوفر على تصور واضح وكفاءات على رأسها الاخ نزار بركة، اعتبرها الناخب المغربي ضرورية لاخراج المغرب من الوضعية الاقتصادية والاجتماعية وقادرة على تنزيل النموذج التنموي البديل واعادة الثقة للمواطن.
داخل حزب الاستقلال مستعدون لخذمة الوطن من أي موقع وسبق لنا إثبات ذلك في عهد حكومة العثماني بعدما قدمنا بدائل وبرامج وافكار بديلة رغم تموقعنا في المعارضة. نحن حزب نقترح ونقدم الوطن اولا على المصالح الحزبية الضيقة. لسنا ملائكة جميعا ونؤمن بالمصلحة الخاصة للفرد ولكن نحققها داخل المصلحة العامة للوطن.
الاستقلال اليوم يفرض نفسه على الساحة السياسية وشرف لأي رئيس حكومة أن يجاوره كما شهد التاريخ على ذلك. أما اليوم فالحزب بنزار بركة يصعب تجاهله لان برنامج حزب الاستقلال من أقوى البرامج ويمكنه ان يكون مكملا ومخرجا حقيقيا لبرنامج الاحرار لان البرنامجين قريبين من حيث دعم الطبقة المتوسطة والمسنين والاسر الفقيرة وتنزبل الحماية الاجتماعية مع تميز ليرنامج الاستقلال في الشق الاقتصادي.
الاستقلال كان جاهزا ليس ليكون حليفا، بل ليسير ويترأس الحكومة وهو اليوم قوي بنخبه وببرنامجه مستعد لخذمة الوطن،كيف لا وهو ضمير الأمة.
نعم وكما يقال الاستقلال خلق ليسير لان جل رؤساء الحكومة السابقين لم يستطيعوا تجاهل الحزب وشارك في مجموعة من الحكومات وتميز وأبلى البلاء الحسن. واليوم الحزب جاهز للتسيير ولكن مستعد للتضحية والمشاركة في بناء مغرب 2035 من أي موقع كان فيه. نجيد التسيير ونجيد المعارضة ولكن هل يجيد الاخرون من دون استقلال نزار بركة؟
سؤال نتركه للتاريخ….
Aucun commentaire