شهر رمضان المبارك حفاوة به في الظاهر وعداوة له في الباطن
أقبل شهر الصيام والأمة الإسلامية في أسوأ حال لوجود أجزاء كبيرة من أراضيها تحت نير الاحتلال الصليبي والصهيوني ، ولمعاناة معظم شعوبها من أسوء حكام صيرهم هذا العدو ملوكا بعدما كانوا مجرد رؤساء عبثوا بصناديق الاقتراع ، فلما أعيتهم حيل العبث بهذه الصناديق ابتدعوا بدعة الترشح لكراسي الحكم مدى الحياة ليظلوا أشباحا جاثمة على صدور شعوب تئن من كل الويلات. وأمام هذا الوضع المزري تزعق أبواق إعلامهم في كل بلاد العروبة والإسلام متظاهرة بالاحتفاء بشهر الصيام، مظهرة له الحفاوة وهي تبطن له العداوة التي يمليها عليها العدو الصليبي الصهيوني. فما من فضائية عربستانية أو إسلامستانية إلا وحضرت البرامج الدسمة من المسلسلات والمسرحيات والمسابقات والفوازير والخنازير…. والعبث من كل صنف.
وإذا ما تحدثت عن الاستعداد لرمضان جالت بنا عدساتها في الأسواق لاستعراض أصناف المأكولات والمشروبات ونسبتها لهذا القطر أو ذاك والإسهاب في وصفها حتى يظن من يسمع أوصافها أنها من طعام جنة عدن التي وعد المتقون. والمستحضر للتاريخ يجد أن العدو الصليبي بالأمس كان يحرك سفهاء أمة الإسلام للتقليل من شأن شهر الصيام عن طريق حيل إظهار الحفاوة وإبطان العداوة. ولا زال التاريخ يذكر أن المحتل نابليون كان شديد الحرص على مشاركة السفهاء والسذج في مصر لإحياء ليالي رمضان باللهو واللعب ، وكان يشجع على ذلك حتى لا تحيى ليالي رمضان بالقرآن الذي يعلم المؤمنين العزة والكرامة ، ويجعلهم أشواكا في حلوق المحتلين. ومضى المحتل الصليبي الغربي في طول الوطن العربي والإسلامي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين على سنة نابليون يشارك السفهاء من المحسوبين على الإسلام في إحياء ليالي رمضان بالعبث لمواجهة من يحيها بالقيام والذكر. وكان المحتل الصليبي بكل أشكاله يشجع هؤلاء السفهاء على تحويل أيام رمضان إلى تهالك على اشتهاء أصناف الطعام والشراب، وتحويل ليالي رمضان إلى سهرات لإفراغ الشهر العظيم من محتواه الروحي الذي ليس في صالح المحتل الصليبي. ويسير اليوم حكامنا الذين أقرهم المحتل في مناصبهم على نهجه فيستقبل وسائل إعلامهم رمضان بحفاوة كاذبة لا تعدو الحديث عن الطعام والشراب والسهرات، وهي عداوة مبطنة غير خافية على أحد.
وإذا ما أثار المخلصون من أبناء هذه الأمة الحديث عن حقيقة رمضان المفضية بالضرورة إلى مراجعة الذات ومحاسبتها أمام ضياع بلاد الإسلام والحديث عن ضرورة استرجاعها شرعا نعتوا بأبشع النعوت ، وجعلهم أعداؤنا ومعهم حكامنا أعداء وسطروا في حقهم القوانين المستأصلة لشأفتهم ، وخوفوا منهم الأمة وجعلوهم شر عدو يتقى.أما من حولوا رمضان إلى استعراض للأكل والشرب واللهو فهم أهل اعتدال واتزان ، إليهم يعود الأمر في توجيه الأمة حتى لا تنفض عنها غبار الاحتلال والعدوان ، ولا تقلق عدوا من الصليبيين والصهاينة يعيث في أراضيها فسادا. فهل ستستفيق الأمة من سبات طال، فتحسن الحفاوة برمضان من خلال صيام أيامه وقيام لياليه لاسترجاع مجد ضاع، مع الإعراض عن حفاوة السفهاء التي لا تعدو التهالك على المأكولات والمشروبات والسهرات؟
1 Comment
ثربت يداك ولا فض فوك ولله الامر من قبل ومن بعد.