في شهر رمضان تركت الدخان
قريبا سيهل علينا شهر رمضان ، شهر اليمن والبركات، شهر أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار.وبهذه المناسبة سأروي لقراء هذه الجريدة الكريمة قصة شاب مع التدخين، وأرجوا من الإخوة القراء وخاصة الذين ابتلوا بعادة التدخين منهم أن يأخذوا العبر والعظات من هذه القصة فيجعلوا من رمضان فرصة لترك هذه العادة القبيحة. لاأطيل عليكم وأترككم مع هذا الشاب يروي لكم بنفسه قصته مع التدخين .
الــقــصــة :
=== …لفضل هذا الشهر علي أنا العبد الفقير إلى الله أحببت أن أنوه بما حدث معي في أحد الرمضانات منتصف الثمانينات من القرن الماضي. كنت ممن تعرف الى عادة التدخين القبيحة مبكرا، وفي أيام الجامعة الدراسية كنت أتمنى أن أجد طريقة أتخلص بها من هذا الداء العضال لكنني لم افلح وقتها في تركه. استمر الحال بي إلى أن حصلت على عمل، فكان التحول الأهم والأبرز في حياتي حيث انتقلت من دنيا اللادين إلى عالم اليقين وبدأت مسيرة التغيير في حياتي تأخذ مأخذها بدءا من الالتزام بالصلاة وانتهاءا بترك العادات السيئة كالتدخين . ومع أول رمضان عام 1985 كانت النهاية السعيدة وغير المتوقعة والتي عادلت عندي فرحة التوبة حينها، وتخلصت بقرار بطولي من عادة نغصت علي حياتي وألبستني لبوس المرض في سن مبكرة. في أول يوم قررت التوقف عن التدخين، كان يوما شاقا جدا على النفس، فالصيام والإرهاق والتعب كانت سببا لي في البدء بالعمل الجبار حيث دافعت شيطاني في اليوم الأول من الإفطار حتى صلاة التراويح لأعود للبيت لأنام حتى السحور. وقبيل أذان الإمساك(صلاة الفجر) لليوم الثاني كان الشيطان ينازعني أشد المنازعة على أن أعود لعادتي القديمة لا سيما أن علب السجائر ما زالت في الخزانة وكنت أيامها اشتري السجائر بـ « الكرطونات » إلا أن الله أعانني على هوى نفسي وعلى شيطاني حتى مطلع الفجر فأمسكت عن المنازعة لبدء يوم الصوم الثاني.
وعندما حان موعد الإفطار بدأت المنازعة من جديد إلا أن الله أعانني في الانتصار على شهوة التدخين من جديد. وكان هذا الأمر غير كاف للاستمرار في تنفيذ قرار الإقلاع عن التدخين فألحقته بقرار آخر وهو عدم التواصل مع أي من الأصدقاء الذين يدخنون وقد كان. ثم قررت عدم الجلوس في الأماكن التي فيها مدخنون وقد نجحت. ثم عملت برنامجا أشغل فيه نفسي فأخذت أمضي أوقاتا جيدة في المسجد أستمع للدروس أو أبحث عنها أينما كانت، واصطحبت معي صديقا مسجديا واعيا لم يدخن قط في حياته، وكنا نتناوب على البحث عن بدائل مفيدة وعن جلسات لا تدخين فيها،فوجدت في مجالس الذكر مع المؤمنين وفي تلاوة القرآن الكريم والقراءة في أمهات الكتب والمراجع المعتمدة سلوى ما بعدها سلوى. وحتى أكون صادقا معكم فقد كنت أعاني الأمرين من ذلك إلا أنها إرادة الله أولا ثم إرادة النفس البشرية حين تعزم وتصمم ثانيا، وكانت المفاجأة عندما ذهبت لإجراء فحوصات طبية في إحدى المستشفيات حيث ابلغني البروفيسور الذي كنت أزوره من قبل أن صدري نقي مائة بالمائة وأن الفحص على جهاز الحاسوب للنفـَس أفاد بان وضعي الصحي أفضل من الوضع المثالي المتعارف عليه وان المجاري التنفسية ووضع الرئتين عندي في أحسن أحوالها ولم يصدق الدكتور أنني أمضيت نحوا من عشرين سنة من عمري مدخنا محترفا.
درس للعبرة
: ==== لقد كان ترك التدخين أول ثمرة يقطفها هذا الشاب من ثمرات شهر الصوم العظيم بعد أن من الله علية بالتوبة النصوح وفتح قلبه لتلاوة القرآن الكريم ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه. كل ذلك بفضل وبركة هذا الشهر العظيم الذي لو عرف فضله غير المسلمين لما توانوا لحظة عن الدخول في دين الله أفواجا ، فما بال إخوتنا من المسلمين الصائمين لا ينتهزون هذه المحطة الإيمانية الفريدة ويطهرون أرواحهم وأجسادهم من الخبائث المادية والمعنوية ؟ اللهم بلغنا رمضان وأنت راض عنا وزدنا فيك حبا ويقينا، اللهم آمين.
1 Comment
féllicitations…moi aussi j’ai passé par cette expérience , c’est une audace…!!! j’éspère que d’autres peuvent suivent le meme chemin , aretter de fumer c’est trés facile , il suffit de prendre une décision ferme..
merci