تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه (18)

                                             الأستاذ: الفيلالي عبد الكريم

ذاكـرة الأمــكـنة

4 – قصر أمراء بني يزناسن (قصر الزناتي خليفة):

  وإن كان قصر الزناتي خليفة يوجد بجبال بني يزناسن، فقد ذكرتُه في هذا المقام نظرا لارتباطه بالقائد الأمازيغي الزناتي خليفة أحد أهم أبطال التغريبة الهلالية[1]، وإن أشار ابن خلدون إلى أن الزناتي خليفة توفي بأرض الزاب، فهذا لا يبعد فرضية أنه كان أميرا بجبال بني يزناسن وتدرّج في الرتب العسكرية ليوكل إليه أمر مواجهة الهلاليين، نظرا لخضوع المنطقة بكاملها لقيادة سياسية واحدة.

 ولعل هذا القصر هو الذي قصده حسن الوزان في مرحلة لاحقة (ق 16 الميلادي، ق العاشر الميلادي)، حين وَصَفَ جبال بني يزناسن وأهلَها، يقول الوزان: «ويضمّ هذا الجبل مداشر عديدة يسكنها قوم ذوو بأس شديد. وفي أعلى الجبل قلعة حصينة يقيم بها أمراء البلاد، ولو أنهم غالبا ما يتحاربون بينهم تنافسا على الحكم»[2]. فمما جعل نفترض أن القصر هو الذي قصده حسن الوزان هو التحصين المحكم، إضافة لتواجده بمنطقة شاهقة، وكما نلاحظ في الصور، فجانب من القصر كان مسورا ببناء وجانب آخر تم الاعتماد فيه على الانحدار الشديد للجبل، والمدخل للقصر يوجد بين صخرتين ضخمتين وقبل الوصول إليه لابد من اجتياز ممرّ ضيق  بين الصخور الشيء الذي كان ييسر مراقبة الدخول والخروج

[1]  ـ لمزيد من التفصيل ينظر فصل: « أصداء التغريبة الهلالية » من كتابنا هذا.

[2]  ـ وصف إفريقيا. الحسن الوزان. (م س). 2/43.