الجيش الموريتاني يفكك شبكة للاتجار في الأسلحة والمخدرات يقودها عناصر من « بوليساريو »
عبدالقادر كتــرة
تمكن الجيش الموريتاني، يوم السبت 11 أبريل 2020، من تفكيك شبكة متخصصة في تهريب والاتجار في الأسلحة والمخدرات شرق البلاد بالساحل الإفريقي، واعتقال 7 من المهربين من بينهم عناصر ينتمون إلى عصابة « بوليساريو » الانفصالية، ومصادرة الأسلحة والمخدرات.
وأفاد بيان للجيش الموريتاني، بثته الإذاعة الموريتانية، بأن الجيش نفذ عملية مشتركة بين القوات البرية والجوية تمكنت من اعتراض مجموعة من المهربين وتدمير آلياتهم ومصادرة عتادهم.
وأضاف أنه بعد رصد مجموعة من المهربين تتحرك على الشريط الحدودي الشرقي تم تنفيذ عملية أسفرت عن القبض على 7 مهربين وإحراق شحنة من المخدرات تبلغ 800 كجم من المخدرات مع السيارات التي كانت على متنها وتدمير سيارات رباعيات الدفع ومصادرة مخازن أسلحة وهواتف.
وتعود تفاصيل العملية إلى يوم السبت 10 أبريل 2020، حين باشرت القوات المسلحة وقوات الأمن الموريتانية ، حسب وكالة الأنباء الموريتانية، مراقبة مجموعة من العناصر تتحرك على طول الحدود الموريتانية مع جمهورية مالي، وتدخلت القوات البرية بتنسيق مع القوات الجوية التي تمكنت من تحديد موقع عناصر الشبكة، حيث نجحت في تدمير المركبات وحجز الآليات والأسلحة والمخدرات.
العملية مكنت من اعتقال 7 عناصر من الشبكة وتدمير سيارتين من نوع « تويوتا » رباعية الدفع ومصادرة سيارة أخرى، وحجز أسلحة تتمثل في بندقية كلاشنكوف و4 شواحن معبأة بالذخيرة الحية وهاتف « ثريا » و3 هواتف محمولة و700 كيلوغرام ما المخدرات، وإحراق سيارتين كانتا محملتين ب1800 كيلوغرام من المخدرات .
مصادر صحفية أفادت أن تورط عناصر من « بوليساريو » تمّ تأكيده من طرف مقربين من العناصر الموقوفة، منهم عنصرين من مخيمات تندوف، فيما الأخرون من جنسيات إفريقية تنشط بمنطقة التراب الجزائري تحت حماية وبمباركة قيادة ما يسمى بالجمهورية الصحراوية الوهمية.
لا بد من التذكير بأن قياديين في جبهة « بوليساريو » الانفصالية، قد امتهنوا تجارة المخدرات وتأمين طريقها نحو موريتانيا والدول الإفريقية عبر المنطقة العازلة، وذلك بعد التراجع في كميات المساعدات الإنسانية الموجهة لمخيمات تندوف، والتي كانت توجه للبيع في الأسواق الإفريقية.
وسبق لوسائل إعلام إسبانية، نقلا عن مصادر استخباراتية، أن أكدت الأخبار المتداولة بشأن تورط قيادة جبهة « بوليساريو » الانفصالية في عملية تهريب الكوكايين بمنطقة الساحل جنوب الصحراء.
كما سبق للسلطات الأمنية الموريتانية أن أعلنت عن قيامها بإجراء عمليات واسعة للتتبع والرصد بمنطقتها الحدودية الشمالية الشرقية، في العديد من المرات، أفضت إلى ضبط حوالي طن ونصف من مخدر الكوكايين، وحجز سيارات رباعية الدفع، ووسائل لوجستيكية، وأسلحة خفيفة، إضافة إلى اعتقال العديد من المتورطين غالبيتهم ينتمون إلى البوليساريو.
كما كشفت السلطات الأمنية الموريتانية عن وقوع مواجهات مسلحة بين قوات الحدود وعناصر محسوبة على مافيا تهريب المخدرات، من بينهم موالين ل »بوليساريو »، وذلك بمنطقة » تيرس زمور » (شمال موريتانيا)، لكنها لم تكشف عن وجود ضحايا أو إصابات في صفوف الجانبين.
يشار إلى ان مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للتحليلات والدراسات الاستراتيجية، أصدرت تقريرا مطولا، كشفت من خلاله تورط قيادة « بوليساريو » في تهريب المخدرات وتحويل عائداتها إلى شراء واقتناء الأسلحة وتجهيز المليشيات والجماعات الإرهابية المسلحة، التي تنشط بمنطقة الساحل جنوب الصحراء
كما كشف ذات التقرير عن وجود علاقة قوية بين قيادة « بوليساريو » وأباطرة المخدرات بدول أمريكا اللاتينية.
ودعت المؤسسة في ختام تقريرها المنتظم الدولي إلى التدخل العاجل للحد من انتشار الجماعات المسلحة الإرهابية والمتطرفة المدعمة من طرف تجار وأباطرة المخدرات الموالين لقياديين في جبهة « بوليساريو »، راكموا خلال السنوات الأخيرة ثروات.
Aucun commentaire