Home»National»تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه (3)

تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه (3)

13
Shares
PinterestGoogle+

            تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه (3)

                                             الأستاذ: الفيلالي عبد الكريم

2- المجموعة العربية:

  تنمني المجموعة العربية التي تسكن قفر أنـﯕاد لبني معقل، ويقول عبد الوهاب بنمنصور عن المعقل: «نسب هؤلاء الشعب من العرب الداخلين إلى المغرب خفي مجهول عند الجمهور، ويعدهم نسابو العرب من بطون هلال وليس ذلك بصحيح، أما هم فيدّعون أنهم من آل البيت من ذرية جعفر بن أبي طالب، وهو ادعاء غير مسلم به لأن الطالبيين والهاشميين أهل إقامة وحضر وليسوا أهل بادية وانتجاع، ورجح ابن خلدون أن يكونوا يمنيين، لأن من هؤلاء بطنين يسمى كل واحد منها بالمعقل على ما ذكره ابن الكلبي وغيره، احدهما من قضاعة والآخر من مذحج، والغالب أنهم من هذا البطن الأخير.

  وقد كان عرب المعقل يسكنون قرب البحرين مع القرامطة قبل دخولهم المغرب، ولما دخلوه لم يكن عددهم يتجاوز المائتين، فاعترضهم سليم فتحيزوا إلى الهلاليين ونزلوا بآخر مواطنهم مما يلي ملوية ورمال تافيلالت، وجاوروا زناتة في القفار فعفُّوا وكثروا وانتشروا في صحراء المغرب الأقصى فعمروا أطرافها وتغلبوا على فيافيها وحالفوا زناتة بها في جميع الأوقات، ولم يبق منهم بإفريقية إلا جمع قليل اندرج في جملة بني كعب بن سليم وصاروا أعوانهم المخلصين»[1].

  وينتمي سكان البسيط لذوي عبيد الله إذ يقول عبد الوهاب بنمنصور: «كانت مواطنهم ما بين تلمسان ووجدة إلى مصب ملوية بالبحر ومنبع واد زا (صاع) بالجنوب، وتنتهي رحلتهم في القفار إلى قصور توات وتمنطيت، وربما عاجوا شمالا إلى تسابيت وكوارة»[2]. وسنتحدث بتفصيل عن عرب المنطقة في الفصل الموالي.

  • المهاية:

      يقول فوانو: «المهاية قوم رحّل تمتدّ مضاربُ خيامهم من النعيمة، بسهل أنـﯕاد وسيدي موسى على وادي إيسلي، إلى بركنت حيث يمتلكون سويا مع بني مطهر قصبة»[3].

   والمهايا ثلاث فخذات كبرى: أولاد بركة والوساطة والعشاش[4].

  • أهل أنـﯕـاد:

  يقول فوانو: «ينقسم أهل أنـﯕـاد إلى المزاوير وأولاد أحمد بن إبراهيم وأولاد على بنطلحة، ويزعمون أن المزاوير هم آخر متن وصل إلى السهل:

المزاوير: يمكن أن نعد فيهم ثلاث فخذات تكون عددا من الدواوير:

      1- المزاوير: ويكونون دواوير أولاد الهواري وأولاد مسعود والهمال والذوبا وأولاد شليح.

      2- مخيس: ويكونون دواوير الدرافيف والفراريح وأولاد   السيدة وساحلات والعساكرية والسناينة وأولاد الميساوي.

      3- ويكونون دواوير: المعاريف وبعض خيام حداشات وانتقل الآخرون من أصحاب الخيام إلى تريفة.

  • أولاد أحمد بن إبراهيم: ولأولاد أحمد بن إبراهيم أيضا ثلاث فخذات:

      1- هوارة: وليس ما يجمعهم قط مع القبيلة التي تحمل نفس الاسم بواد ملوية، وتتكون هوارة من دواوير أولاد عامر وأولاد ميمون والبرارشة وأولاد الرميلي وأولاد الحاج والزغاميم والـﯕياطين.

      2الـﯕنافدة: ويسمون كذلك لأن أحد أجدادهم، كانت أمه قد تركته وحيدا لفترة في مهده، وكان صبيا صغيرا، فرأت بعد عودتها أن أفعى تريد لدغه، لكن قنفدا ظهر لتوه ليقضي على الأفعى؛ وتتكون دواويرهم من الدواهي وأولاد ابن مسعود و الـﯕنافدة.

     3- بني حسان: ويكونون دواوير أولاد عياد وأولاد حمدون وأولاد الملحة وأولاد ناصر وأولاد سيدي الطالب.

  • أولاد علي بن طلحة: وينقسم هؤلاء ثلاث فخذات كسابقيهم:

     1- الجعاونة ربّما كانوا أول من نزل بأنـﯕاد، وربما استقروا بعد ذلك حول عين سيدي يحيى ويكونون دواوير: الغلاليس والمحاميد والمراحيل وأولاد ميرة والجوادرة وأولاد بوعرفة والحواوصة وأولاد برغيوة.

     2-أولاد العباس: ويكونون دواوير: مـﯕرا والغمارة وأولاد السايح والعجرة، ولا يوجد لهذا الدوار الأخير غير بعض الخيمات.

     3-أولاد عزوز: ويكونون دواوير: أولاد السعيدي وأولاد النوالي وأولاد ﯕـزين وأولاد الحجاجي»[5].

وقد ذكر فوانو أن مجموعة من أهل أنـﯕـاد انتقلت إلى الجزائر بعد صراع داخلي، إذ يقول: «فحوالي سنة 1780، تم غزو مجموعة منهم (أهل أنـﯕـاد) من طرف إخوان لهم  وطاردوهم في اتجاه سيدي زهار، كما وقعت معركة حوالي تافنة، ولا يزال التعساء المغزوون مغلوبين إلى الآن. وعقب هذه الأحداث احتموا في سهل الـﯕور وأقاموا بشرق العريشة، ويعرفون اليوم بأهل أنـﯕـاد الـﯕـور»[6].

  وحين تحدّث فوانو عن عرب تريفة أشار إلى أنّ أولاد الصغير والعثامنة  ينتميان لأهل أنـﯕـاد[7]، وأنّهما انتقلا إلى تريفة نتيجة صراع قبلي حوالي 1830م، أما مجموعة هوارة فقد أشار إلى أنها من هوراة مسون  المقيمين  بغرب ملوية[8].

  وقد نبّه عكاشة برحاب إلى ما في الكتابات الفرنسية من تهافت من خلال تركيزها على الصراع القبلي، بينما يعود السبب الحقيقي لهذه التنقلات إلى انحصار المجال الرعوي واقتطاع أراضي القبائل من طرف المستعمر الفرنسي الذي كان يوسع نشاطاته بالمنطقة: «إن بداية نزوح بعض فصائل أنـﯕـاد إلى تريفة تمّ في منتصف القرن الماضي، وتفسير هذا النزوح يكمن في المضايقات التي مارستها السلطات الفرنسية على أهل أنـﯕـاد، وغيرهم من القبائل المغربية، الذين ظلوا يمتلكون أراضي شرق الحدود المصطنعة، وقد تحقق هذا النزوح على مراحل طيلة النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وبالإضافة إلى مضايقات السلطات الفرنسية بالحدود، فإن زحف المهايا نحو الشمال، بعد أن سقطت مراعيهم تحت النفوذ الفرنسي، ساعد بدوره على تفكيك قبيلة أهل أنـﯕـاد. أما تفسيرات المصادر الفرنسية المرتكزة على النزاعات الداخلية أو على صراع القبائل فيما بينها، فهي محاولة لتغطية انعكاسات الاحتلال الفرنسي للجزائر على القبائل المغربية المجاورة للحدود، وهذه النزاعات نفسها ناتجة في غالب الأحيان عن ضيق المجال الرعوي والزراعي إثر ذلك الاحتلال»[9]. 

  • بنو وكيل:

  تقيم مجموعة من بني وكيل غرب وجدة بأنـﯕـاد، وهم أشراف أدارسة، وقد أشار يوسف بن عابد الفاسي في رحلته[10] إلى انتقال مجموعة منهم إلى وادي اللبن قرب فاس سنة 1580م بسبب كارثة طبيعية.

وكان للأشراف دور حيادي في الصراعات المحلية، إذ يقول بونجون: «فمن بين كل قبائل المنطقة توجد قبيلة واحدة لا تشارك في المعارك، ونعني بذلك قبيلة بني وكيل التي تحظى ببعض الاحترام لخصوصيتها الدينية وبسبب فقرها الذي جنبها الأطماع»[11].

وتضم مجموعة بني وكيل المقيمة ببسيط أنـﯕـاد أربعة دواوير: أولاد سيدي عبد الله والسرارجة وبوحريات وشطابة[12].

  • بنو حمدون:

  من الأشراف وخيامهم قليلة، يقول فوانو: «يقيم أولاد بوحمدون بخيامهم شمال سهل مسيوين بين جبال بني سنوس (الجزائر) وجبال بني يعلى، ويتكلمون العربية ويتشابهون مع أهل مع أهل أنـﯕـاد(…)

  ويكونون دواوير: أولاد عمر وأولاد بلقاسم وأولاد العقباني وأولاد عثمان وأولاد سعيد وأولاد موسى بن أحمد»[13].

  • بنو حمليل:

  يعدون من أشراف المنطقة، يقول عنهم فوانو: «وتقيم هذه القبيلة الصغيرة خيامها قرب بني حمدون بسهل مسيون، ويتكلم أهلها العربية، ويتبع بنو حمليل، كسابقيهم، أهل أنـﯕـاد»[14].

 

  • السجع:

    السجع من القبائل العربية المقيمة بالمنطقة، يقول فوانو: «أقام السجع في ما مضى بمنطقة سيدي ملوك، ويتنقلون في ترحالهم حتى مشارف دبدو. ومنذ أحداث الروﯕي انقسمت القبيلة إلى مجموعتين: سجع المخزن الذين سكنوا تافرطا في ما وراء نهر وادي زا فوق أراضيهم القديمة، وسجع الروﯕي»[15].

ويقول بونجون:

«ليس للسجع أصل واحد، ولكنهم يتحدثون في القبيلة على أن أصلهم هو أصل متميز:

     1- فخذة أولاد جاه الرحيم: وكانت تسمى قديما أولاد معلا، وأولاد معلا هؤلاء وفدوا من منطقة جيريفيل، وما تزال منهم بقية، وربما انحازوا إلى السجع قبل مجيئهم إلى أنـﯕـاد بمدة.

    2- دوار أولاد يوب: وأصلهم من بني ﯕـيل وربما اختلطوا بالسجع عندما كانوا في ترحالهم من الصحراء إلى التل.

   3- دوار أولاد النابت: وصلوا إلى العيون منذ قرنين أو ثلاثة فقط (…).

    4 – دويوير أولاد بوعقلاين (9 خيام): وأصلهم من البربر (بني يزناسن – بني موسي). ربما جاؤوا منذ خمسة أجيال إلى أولاد جاه الرحيم»[16].

  • أولاد سيدي الشيخ:

 هم جزء من أولاد السيد الشيخ الذين خاضوا الجهاد ضد المستعمر الفرنسي بالجزائر وكانوا ضحية لاتفاقية لالّة مغنية، حيث انتزعت منهم الأرض، وقد تفرقت بهم السبل، وانتشرت الكثير من الفرق منهم بمناطق مختلفة من المغرب، يقول محمد ابن الطيب البوشيخي عما سببته اتفاقية لالّة مغنية من مشاكل لأولاد سيدي الشيخ: «وبجرّة قلم اقتلع أولاد سيدي الشيخ الغرابة من أرضهم، إذ تنازل المغرب عن الأرض واحتفظ بالقبيلة التي أصبحت قبيلة بدون أرض، وهو ما يعني التهجير القسري، وبعد الاتفاقية المذكورة، طفت معضلة أولاد سيدي الشيخ الغرابة على سطح الأحداث، وطرحت مشاكل شائكة على المخزن المغربي والسلطات الفرنسية طيلة نصف قرن (من 1845 إلى 1894)»[17].

  لقد وضعتُ الكتَاب على خمسة فصول: ففي الفصل الأول تطرّقتُ لأصول عرب المغرب وأنـﯕاد فأوضحتُ الجانب السياسي القسري لتهجير هذه القبائل، وفي الفصل الثاني تتبّعتُ أصداء السيرة الهلالية بالبسيط، وهذه السيرة ما تزال تتردّدُ حكاياتها في الشمال الإفريقي ومن بينها قبائل أنـﯕاد العربية والأمازيغية، وقد لاحظنا التّكريم الذي يحظى به الزّناتي خليفة في تغريبة بني هلال الكبرى (الشامية الأصلية)، بخلاف ما تَوَهَّمَه ابن خلدون في ما أورده في مقدمته من أشعار بدوية في رثاء الزناتي خليفة. وفي فصل ثالث رصدتُ صورة عرب أنـﯕاد عند الرّحّالة الذين مرّوا بالمنطقة، وهي صورة بئيسة تكوّنت بسبب عدّة عوامل. ولمّا رأيتُ أن مجموعةً من الأمكنة قد أصابها الإهمال حاولتُ التعريف بها إذ خصصتُ لها الفصل الرابع، وتطرّقتُ في الفصل الخامس للعامية العربية المتداولة بالبسيط، وقد بيّنتُ مدى ارتباطها بالفصحى كما ناقشتُ فيه قضية الإيهام بالتمايز بين العامية والفصحى وخلق صراع بينهما يبعدنا عن ضرورة التقريب بينهما. 

[1]  ـ قبائل المغرب. عبد الوهاب بنمنصور. المطبعة الملكية. الرباط. 1968. 1/414.

[2]  ـ قبائل المغرب. عبد الوهاب بنمنصور. 1/426.

[3]  ـ وجدة والعمالة. فوانو. ترجمة محمد لغرايب. 1/290.

[4]  ـ  م ن. 1/290.

[5]  ـ  وجدة والعمالة. فوانو. (م س).1/287-288.

[6]  ـ وجدة والعمالة. فوانو. 1/287.

[7]  ـ  م ن. 1/313 – 314.

[8]  ـ م ن. 1/214.

[9]  ـ شمال المغرب الشرقي قبل الاحتلال الفرنسي. 1873 – 1907. عكاشة برحاب. (م س). ص: 75.

ـ ينظر فصل « ذاكرة الأمكنة » من كتابنا هذا، فسبب تسمية النقطة الحدودية بـ « زوج بغال » يعود إلى اقتطاع أراض في ملك بني حسان.

[10]  ـ ملتقط الرحلة من من المغرب إلى حضرموت. يوسف بن عابد الإدريسي الحسني الفاسي. تحقيق أمين توفيق الطيبي. المدارس. الدار البيضاء. ط: 1. 1988. ص: 51.

[11]  ـ السجع قبيلة بدوية بين البربر. بوجون. ترجمة محمد الغرايب. (م س). ص: 42.

[12]  ـ وجدة والعمالة: فوانو. (م س). 1/315.

[13]  ـ وجدة والعمالة: فوانو. 1/289.

[14]  ـ م ن. 1/289.

[15]  ـ م ن.1/287.

[16]  ـ السجع. بونجون. ترجمة: محمد الغرايب. (م س). 40.

[17]  ـ أولاد سيدي الشيخ الغرابة والشراقة. التصوف والجهاد والسياسة. محمد ابن الطيب البوشيخي. ط: 2. 2011. ص: 235.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *