بعد تواصل الحراك في الجزائر لسنة كاملة : التحضير » لاعلان 22 فبراير » العزيمة الجماهيرية باستمرار الحراك بقوة خلال 2020 حتى سقوط النظام العسكري
بدر سنوسي- صحفي متخصص في الشؤون المغاربية
انتهى المخاض العسير طيلة 12 شهرا من مرحلة مفصلية في تاريخ الجزائر ، شهدت خلالها ثورة سلمية غير مسبوقة، أطاحت بنظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد عشرين عاما من الحكم، وزج بأقوى رموز عهده من مسؤولين أمنيين وحكوميين ورجال مال وراء القضبان، الا ان السكوت المريب للسلطات، و في ظل عدم اللامبالاة لمطالب الحراك الشعبي، قررت عدة فعاليات من المجتمع المدني – نشأت في أعقاب الحراك- عقد « مؤتمر موحد » الخميس 20 فبراير الجاري ، في الجزائر العاصمة للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لهذه الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة، وفق ما نقلت وسائل اعلام عالمية، وسيشارك ممثلو الحراك من 22 ولاية وكذلك نشطاء من اوربا في هذا الاجتماع، حيث سيعرض على المشاركين « إعلان 22 فبراير » نسبة إلى مرور سنة كاملة على الحراك الشعبي…و ينتظر ان يكون إعلان 22 فبراير عبارة عن نص توافقي سيتم عرضه خلال هذا المؤتمر، وهو يستند بالدرجة الاولى إلى مطالب الحراك وشعاراته، بل ويعكس رغبة قوية في القطيعة مع نظام » التيون » وبناء نظام جديد.
ويرى مراقبون للشأن السياسي في الجزائر انه كان للرئيس » التبون » فرصة تاريخية لحل أزمة الشرعية والمشروعية، بالتفاوض مع الفعاليات والشخصيات الحراكية على الاقل، و الاستماع الى المطالب الملحة، الا ان استمرار الرئيس ومن وراءه في إدارة الحوار وفق المسار السلطوي وحده ، لن ينجح أبدا، وسوف يكون لحظة تاريخية فارقة أخرى تضيعها السلطة على الشعب، كما ان الرئيس الجديد بحكم سنه ونشأته لأربعين سنة في كواليس مؤسسات السلطة ، لا يمكنه أن يقدم أي حلول إبداعية جديدة، وسيكرر نفس سلوك الرؤساء السابقين ، بطريقة قد تصدم الشعب …علما أن شعار « يتنحاو قاع » هو « أحد المطالب الرئيسية للحركة الاحتجاجية، بل ويعكس رغبة قوية في القطيعةمع الماضي، وبناء نظام جديد خصوصا و ان الحراك الشعبي لا يزال يطالب بـ »قطيعة حقيقية مع النظام السياسي الحاكم منذ استقلال البلاد في عام 1962 ».
هدا ويتوقع استمرار الحراك وبقوة خلال 2020، ويظهر دلك من خلال الدعوة التي وجهها متظاهرون اليوم في حراك الطلبة في الثلاثاء الـ52 ، بالتظاهر دون انقطاع يومي 21 و22 فبراير بالجزائر العاصمة، في الذكرى الأولى لانطلاق الحراك الشعبي خاصة بعدما تبين بالملموس أن العصابة تجدد جلدها فقط، في ظل تنامي الفساد والاستبداد والمسخ السياسي الدي بلغ دروته في عهد رئيس انتخب بطريقة غير شرعية…
Aucun commentaire