أهمية التعليم الابتدائي في المنظومة التعليمية والتربوية
يحيى عيساوي
يعتبر التعليم الإبتدائي المرحلة الحاسمة في بناء متعلمين قادرين على الإبداع و الإبتكار …و لهذا نجد أغلب الدول المصنعة منها و النامية تعتبره من الأولويات في التخطيط لأي مشروع تنموي…هذا ما يدفع بالساهرين على هذا القطاع إعتماد المقاربات العلمية في بناء المنهاج الدراسي الخاص بهذه المرحلة.منها أساسا الغلاف الزمني…المضامين ..الطرائق
…تكوين المدرسين….مثلا فيما يتعلق بالغلاف الزمني يتطلب الأمر دراسة دقيقة لمراحل النمو و علاقتها بالتحصيل و الإكتساب و لإنجاح هذا البعد البيداغوجي في العملية التعليمية التعلمية يعتمد الخبراء على الإيقاعات المدرسية …نتيجة لهذه الدراسة تبنت أغلب المنظومات التربوية في العالم… خاصة منها الدول المتقدمة… أسبوع الأربعة أيام …من منطلق أن الإيقاع في بداية الأسبوع يبدأ جيدا و مع مرور الوقت و في آخر يوم الثلاثاء يبدأ العياء ظاهرا على المتعلمين…و لهذا يخصص يوم الأربعاء للأنشطة فقط…و كذلك يوم السبت…في المغرب نجد أن الغلاف الزمني المخصص للإبتدائي هو الأكثر عددا من الساعات مقارنة مع باقي الأسلاك (30 ساعة)…و في أغلب المدارس تبدأ الدراسة من الإثنين صباحا و تنتهي يوم السبت مساء….لاحظوا معي كيف تكون نفسية التلميذ و المدرس معا … و هل يتمكن التلميذ مسايرة الإيقاع طيلة الأسبوع.. . و لهذا أرى شخصيا بأن هذا العامل يعتبر من الأسباب الجوهرية للهدر المدرسي….ناهيك عن المضامين التي تغيب فيها المقاربة السوسيو ثقافية بحيث نجد الكتب المدرسية المتعددة لكن هذا التعدد لا يعالج بشكل علمي و جهوي حاجيات المتعلمين…نجد عناوين مختلفة لكن تقريبا هناك تشابه كبير في المضامين …و لهذا نقترح دراسات سوسيولوجية فعلية لواقع التلميذ المغربي في الجهات المختلفة و من ثمة نقوم ببناء برامج تستجيب لطبيعة المتعلمين …..و المسألة التي أصبحت تفرض نفسها …هي وضعية المدرس الذي تحول من موظف إلى متعاقد… إذا أهملنا هذا العنصر/المدرس.. فأي إصلاح في المنظومة التربية سيكون مآلها الفشل…
عيساوي يحي…
Aucun commentaire