الى من يقتات على حساب الوطن
إلى من يقتات على حساب الوطن
ذة.سليمة فراجي
، الوطن بثوابته يعلو ولا يعلا عليه ، هو مزيج من دماء الأجداد وامانة سلمها الخلف للسلف ، تاج يرصع جبين المواطن على مر السنين والأجيال ، ولا يدنس قداسته سوى الأهوج عديم الأصول ، ما قيمة الانسان بدون وطن ؟ وبدون تاريخ ؟ ما قيمة الانسان بدون ثروته البشرية وحضارته وموروثه الثقافي النضالي ؟ ما قيمة الانسان المستلب الرافض للمصالحة مع الذات ؟ بل ما قيمة مأجوري الخارج وخونة الأوطان وكل من يقتات ويتسول احيانا لاكتساب فتات الأجانب على حساب سمعة الوطن ؟ قد نحتج ضد الأوضاع المزرية وننتقد سياسة احزاب مترهلة ،ونواجه بسياسات حكومية وقرارات لا شعبية ، ونحمل المسؤولية للناخب والمنتخب ، ونطلق صرخات مدوية ضد كل من فشل في تخطي الأزمات وكان السبب في ضرب القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة ، نطالب بالتوزيع العادل للثروات وإيجاد فرص الشغل للشباب ، نطالب بمنظومة تعليمية ترفع الحيف عن المعلم والتلميذ وتكون السبيل الوحيد لاستعادة منظومة القيم الضائعة وحجر الأساس لنموذج تنموي ناجح ، نطالب بتحسين ظروف الاستشفاء ورفع الحيف عن الأطباء ، نصرخ و نولول لهروب الأدمغة من ابنائنا الذين يسيرون اكبر المشاريع في العالم وعجزوا عن العيش الكريم في الوطن ، نتألم وننتفض ضد الفوارق الاجتماعية وانعدام العدالة المجالية ، وترك جهات منكوبة دون تحفيزات ضريبية ، من حقنا ان نشخص ونحلل ، من حقنا توجيه اللوم لمن يبيع صوته لتجار الضمائر اباطرة المال الحرام ، وتذكيره بان التصويت على من يستعمل المال لاستمالة الناخبين لم يحقق سوى المصالح الشخصية لمشتري الضمائر ،من حقنا المطالبة بتدخل المشرع لتطبيق مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة وتجريم الاغتناء غير المشروع ، كل ذلك يدخل في إطار حرية التعبير وإبداء الرأي ،ولكن شتان بين حرية التعبير وبين التسيب وفوضى الأفكار وإطلاق العنان للقدح والتمادي في التطاول على ثوابت الوطن ومؤسساته والتبجح والانتصار لإسهال لفظي دنيء موثق بالصوت والصورة للنيل من سمعة الوطن واعتباره ، شتان بين الحكومات والوطن ، بين الأحزاب والوطن ، بين مسؤولين فاسدين او منعدمي الكفاءة والوطن ، الوطن يبقى شامخا ولا يستقيم الا بثوابته الأربعة المنصوص عليها دستوريًا على مر العصور والأجيال ، تاج ابدي أزلي ناوله الأجداد للأحفاد ومسؤولية متوارثة بين الأجيال ، ثوابته هي معيار استقراره ،ووحدته تكمن في الالتفاف على هذه الثوابت والتمسك بها
Aucun commentaire