عندما يتصف موظف الحالة المدنية بالصدق والأمانة
محمد بربوش
في الساعة العاشرة والنصف من يوم الاثنين 19 شتنبر 2019، تقدم مواطن مغربي يقطن بفرنسا عمره سبع وسبعون سنة إلى مكتب الحالة المدنية المركزبة بوجدة للحصول على نسخة كاملة من عقد الازدياد.
قدم كناش الحالة المدنية لموظف الاستقبال فوزي الإدريسي الذي بدوره سلم الكناش للموظف إبراهيم جامعي لينجز المهمة ويحرر نسخة كاملة من عقد السيد برحيلي الميلود، وبينما هما قيد تنفيذ المهمة لاحظ الموظف فوزي الإدريسي مبلغا قدره ألف أورو في الصفحة الأولى من كناش الحالة المدنية ورأى إبراهيم جامعي الألف أورو الثانية في الصفحة الأخيرة من الكناش أي ما مجموعه ألفا أورو في ملكية صاحب الكناش والتي كان يحتفظ بها لتقديمها كصداق لزوجته الثانية، فتقدم الموظفان إلى السيد الميلود وأخبراه بالمبلغ الموجود في صفحات الدفتر العائلي، فاندهش السيد برحيلي لهذا السلوك وهذه الأمانة التي اتصف بها الموظفان وقال لهما: لقد أنقذتماني من الوحل، إنه صداق زوجتي الثانية بعد موافقة جميع أبنائي ووالدتهم المقعدة.
سأل الموظف إبراهيم الشيخَ مازحا: ماذا كنت ستفعل لو فقدت هذا المبلغ الكبير؟ وبإيمان الواثق في الله قال السيد الميلود: يا بني الأمور كلها بيد الله، وهو الذي سخركما كموظفين نزيهين لأحافظ على مالي هذا ويبدو أن الزوجة التي أزمع على عقد قراني بها بنت الحلال لأن الله تعالى حافظ لها على رزقها.
وقبل أن يغادر السيد إبراهيم دعا مع الموظفين بأن يكثر الله من أمثالهما ويصلح أبناءهما ويرزقهما حجة في مقام النبي الكريم.
Aucun commentaire