Home»National»تنوع الأساليب القتالية لا يدمر العزائم والهمم

تنوع الأساليب القتالية لا يدمر العزائم والهمم

1
Shares
PinterestGoogle+

لا نجادل في كون اختلاف وجهات النظر لا يعتبر منقصة ، صحيح انه قد يؤدي الى أزمات صعبة الانفراج ، وان الازمات ان لم تكن قاتلة ومؤدية الى الموت الزؤام او الموت البطيء ، تكون مقوية ومدعاة لرفع التحديات ، لان الازمات تلد الهمم ، لكن عندما نفتقد الى سياسيين من الطراز الرفيع ، و تكون السياسة مهنة من لا مهنة له ، وملاذا لكل من ادعى مسارات حقوقية نضالية مزيفة ، ويكون الرقص على أشلاء المواطن هو السائد من طرف كائنات غريبة تدعي إتقان البوليميك السياسي والخطابات الجوفاء وتعظيم البعض عن طريق الأقلام المأجورة ، في الوقت الذي اثبت سقوط الاقنعة انها تقاتل وتستقتل وتمكر وتنسج الخطط رغبة في الصمود واعتلاء الكراسي والمزيد من حصد المنافع والمكتسبات ، انذاك نصاب بالاحباط وندرك ان الإرادة الجماعية لمناضلي الحزب من جميع الجهات وبانخراط مختلف الاطياف هي وحدها القمينة بايقاف النزيف وإبعاد شبح تفجير الحزب وهياكله وشرعيته ، اذا تشبت المناضلون بمشروع الحزب بعيدا عن الشخصنة وفي الوقت نفسه التحم المؤسسون بالملتحقين ،ويكون المعيار هو الجدية والانتصار للمصلحة العامة ، فان الحروب الوسخة مهما تعددت اساليبها القتالية ومهما استعملت الأسلحة الثقيلة الظاهرة والخفية فانها لن تتمكن من تدمير العزائم والهمم ،وكل من اقتنع بكون العمل السياسي هو انخراط إرادي مسؤول هدفه بالأساس خدمة الشأن المحلي والجهوي والوطني ، والارتقاء به يعني بالأساس تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة في اطار الاحترام المتبادل، والتقيد بالقوانين والأنظمة، والقطيعة مع مرحلة تقديس الزعيم والشخصنة والاغتناء اللامشروع وقضاء المصالح الخاصة ، وعوض ذلك الانتصار لأبجديات الحداثة والديموقراطية والفكر المتنور الراجح والايديولوجية التي سطرها مؤسسون من اجل مغرب القيم والمبادئ، ومجتمع ديموقراطي منفتح يضمن التنمية والعدالة الاجتماعية والجمالية ، ويصون كرامة الانسان ،علما ان الصراعات الشخصية و السباق المحموم نحو الكراسي والتصدي ولو بالعنف والحيل لكل من حاول الاقتراب منها يجعل المواطن يستنتج انه خارج اي مشروع يعنى به وما في ذلك الا إثبات واقعة الاستماتة من اجل قضاء المصالح الخاصة، الشيء الذي يؤجج الاحتقان ويذكي نار الحقد والضغينة ويدفع المواطن الى تبخيس كل ما له علاقة بالعمل السياسي والحزبي وما يستتبع ذلك من عزوف وتصويت عقابي في المحطات المقبلة ،
صحيح ان الحزب اصبح كالجمعية السرية كما قال برنارد شو، عن الزواج ، الخارج عنها لا يعلم عنها شيئا والداخل فيها لا يقول عنها شيئا ، في ظل دستور يخول حق الوصول الى المعلومة ، ولكن هذا لا يعني ان يصبح في مهب الريح وضحية المكائد والتبخيس ، واذا كانت الاحزاب تساهم في بناء الأنظمة الديموقراطية ، بل تعتبر ضامنا رئيسيا لتعميق وتقوية الديموقراطية ، فهل يعقل في ظل دستور قيل عنه انه ثوري في مجال الحقوق والحريات وفصل السلط ان نفترض ان تتعرض الاحزاب لأساليب قتالية اقتتالية متمثلة في الترغيب والترهيب والاختراق والتهديد بالانشقاق ؟؟ أكيد ان الضمائر الحية لن ترضى بتلك الممارسات
ولعل جروح الكبار بلسع النار تلتئم !
سليمة فراجي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *