دار،،بيار،،(Pierre)
عندما شرعت السلطات الاستعمارية في استغلال معادن منجم،،سيدي لحسن،،التابع لشركة استغلال مناجم بوبكر/تويسيت،حرصت على اقامة البنية التحتية الضرورية لضمان استقرار وراحة موظفيها واطرها المشرفين على الانتاج والادارة.
وهكذا ،بنت هذه السلطات مجموعة من المرافق والمساكن الموزعة حسب الحاجة. وكان الحي الرئيسي يقع في مرتفع غير بعيد عن المنجم.
كان هذا الحي يتوفر على مساكن ومتاجر ومخبزة ،ويرتبط بباقي المرافق بمسالك لازال اثرها باديا للعيان.
غير أن أهم معلمة ظلت شامخة الى حدود التسعينات من القرن الماضي،هي ،،فيلا Pierre،،التي اجتمعت فيها أهم عناصر المعمار المعاصر.
لقد اختير لها مكان مناسب محاذ للطريق المؤدية الى السوق الاسبوعي،وكانت تتزود بالماء من عين،،ملكونة،،الاسطورية،بينما خصصت جوانب منها للحديقة وخم للدجاج وحيز اخر لتربية الارانب،وبالجملة ،فقد توفرت فيها كل وسائل السكن المريح.
سميت الفيلا باسم ساكنهاPierre الذي كان مسؤولا بالشركة.
بنيت هذه المعلمة بالاجر والقرميد اللذين كانا يجلبان من معمل ،،مرس السلطان،،بوهران،وهو ما وقفت عليه شخصيا حين خلت من ساكنها ،وراحت قطع القرميد تتهاوى تدريجيا،فلما التقطت احداها،اذا مكتوب عليها:Mers Sultan,Oran1925.
توقف استغلال المنجم،وامتدت الايدي الاثمة الى المباني لتخربها عن اخرها،بينما استثنت الفيلا الشهيرة التي كان شيخ القبيلة،،الحاج محمد ايناو،،امد الله في عمره اخر من اقام بها لسنين عديدة.
حين ترك ج محمد البلدة،بدأ لعاب ،،ممثلي الساكنة،،يسيل لاقتسام هذه الغنيمة !
وهكذا،بدأ هؤلاء ينتزعون من البناية الشامخة ما وصلت اليه ايديهم لتتساقط تدريجيا من غير ان تتحرك الجهات المعنية !
نهب القرميد وبقايا الاجر،ثم بيع خشب السقف الثمين بدراهم معدودات بعدما أجهز على كل شيء.
ان من يمر بالمكان اليوم،لن يصدق أن حياة بذخ قد عمرت هناك ما شاء الله لها،لكن الخراب تم على يد من يفترض فيهم ان يحموا تراث بلادهم.
لم تلتقط الصورة بشكل جيد،لذلك فانه يصعب الوقوف على مرافق البناية بدقة.
لن يعرف جيل كامل بأن،، دار بيار،،كانت ذات يوم واحدة من اشهر معالم البلدة،وحسبه الخلف ان يجد العزاء في المدرسة الجماعاتية التي اقيمت على بعد امتار منها والتي شرعت في استقبال التلاميذ.
Aucun commentaire