في الجنوب الشرقي من المغرب ، سمعت نكتة يتسلى بها الناس هناك . نكتة ذات مدلول عميق للغاية ، تشخص بعض الحالات المتلبسة في وضعيات مريحة ، داخل جماعة ما ، وتدفع من كان في الخطوط الحمراء ، في فم الأفعى بالتضحية ، معلنا أنه ليس من المهم الموت ، لأن غيره من سيموت ويبقى هو متفرجا . تقول النكتة :
كانت جماعة تجوب إحدى الصحاري ، فصادف الرجال أمامهم أفعى كبيرة ، ودرجة الحرارة مرتفعة جدا . لما همُّوا بقتلها دخلت في غار غير ذي عمق كبير ، واستدارت برأسها تواجه الخطر . والجماعة تحاول إخراجها من الغار وقتلها . كان من في الواجهة يحاول بأعواد ضعيفة أن يستفزها للخروج ، دون جدوى . نطق أحدهم من الخلف ، وهو بعيد كل البعد عن الخطر ، مخاطبا الرجل الذي يحاول إخراج الأفعى ، وقال له :
–  » دْخّْلْ يْدّْكْ فالغار وِذا مُتْنا خْلاهْ . ( خْلاهْ = لا يهم ، بلهجة أهل تاندرارة وبني جيل بإقليم فجيج ) .
انتهت النكتة .
أسباب النزول :
يعيش بعض أشباه المناضلين في المهجر ، في بحبوحة ، وفي ظروف عيش رائعة ، هم وذويهم . ويجتهدون في خرجات فيسبوكية أو غيرها ، خرجاتهم غريبة ، تحكي أقصى درجات الثورية ، وتشجع من في الداخل بالتضحية والثورة الشاملة والجذرية وإعلان الرفض والعصيان المدني ، ويدعوننا أن نتحلَّى بالشجاعة ونثور ………..، وماذا سنخسر إذا متنا . ويشجعنا هؤلاء  » الخلاهيون  » ( من خلاه ) أن نثور أيضا ضد كل الأحزاب والجمعيات والهيئات السياسية حتى نحقق الثورة . وإذا متنا  » خلاه  » .
التريكة  » الخلاهية  » هذه تسمي الهيئات السياسية والحقوقية المناضلة داخل الحقل السياسي المغربي : الدكاكين..
وحتى لا يكون الشعب المغربي تابعا لهذه الدكاكين ، عليه أن يضع يده في الغار لانتزاع الأفعى . إذا الشعب مات ، فإن الخلاهيون لن يخسروا شيئا . سيفتحون قناة الجزيرة ويتفرجون على الأخبار المثيرة ، ويحبكون بيانات وفيديوهات يدينون نظام الدكاكين ، ويدفعون من تبقى من مناضلي الداخل إلى مدِّ اليد لانتزاع الأفعى  » وإذا متنا ، خلاه  » .
نقول لهؤلاء  » الخلاهيون  » ، لقد تعودت رفاهيتكم والإشتغال  » بالروموت كونترول  » . نقول لهم : وحدها الثورة لا تُشَغَّل من بعيد . انزلوا وعوض أن تدفعوا الناس بلايفاتكم ، ليضعوا أيديهم وجها لوجه ، انزلوا وتكلموا في الداخل وستجدوننا معكم.. نقول لهم : دعونا نفكر في قتل الأفعى بطرق نحن سنبتكرها طال الزمن أم قصر . إن الذين يواجهون بصدورهم العارية وبكل أشكال المواجهة ، هم أدرى بالطرق الكفيلة بإخراج السفينة إلى بر الأمان . أما أنتم فعبروا عن نقصكم الرهيب ، من البرج العالي ، وانعتوا شبابنا وتنظيماتهم بالدكاكين . انتظروا أن تغلق هذه الدكاكين أبوابها . إن الشعب الذي يعاني في الداخل ويقاوم بصمود رهيب ينتظركم متى تقطعون الواد لتحررونا .
 » إذا متنا خلاه  » .
العائد
مرتيل في 22 أبريل 2019