اي ادارة نريد ؟؟ 02 هل نحن بحاجة الى الادارة ؟؟
عد ان أشرنا الى أسس ومبادئ الادارة في الاسلام في مقالنا التمهيدي في سلسلتنا ( أي ادارة نريد ؟؟؟) والذي عنوناه ب: العبرة مما سبق وصدق .سنطرح بعد الاسئلة وسنحاول الاجابة عليها ( ونرحب بكل اراء وملاحظات ومشاركات القراء وذلك لاغناء الموضوع واثمار النقاش ).
هل نحن في حاجة الى الادارة ؟
بقدر ما يبدو هذا السؤال بديهيا وسهلا،بقدر ما يبدو في واقعنا مجهدا ومؤلما ،ففي الوقت الذي ثتبت فيه الاحصائيات ان 88 في المائة،من اسباب فشل المشروعات يرجع الى سوء الادارة وضعفها.
وفي الوقت الذي أصبحت فيه الادارة القلب لاي أداء فردي أو جماعي ..نجد أن الغالبية العظمى من مؤسساتنا أبعد ما تكون عن معالمها وأسسها لانها تطبق نوعا اخر من الادارة وهو ما نطلق عليه في العلوم الادارية (( الادارة بالدراع او اطفاء الحريق)).
فكل منا يحتاج الى الادارة ،فهي الضمان الوحيد لانجاز الواجبات والحصول على النتائج الجيدة وفقا لعملية منظمة..والادارة هي الوسيلة لاتمام الواجبات ..كما انها تمس وتؤثر في حياة وممارسات كل انسان..فالادارة تجعل كل فرد منا على علم تام بقدراته،وتدله على الطريق الافضل لتحقيق غاياته،كما أنها تقلل من العقبات التي تعترض طريقة.
كما ان الادارة هي العامل الاساسي الذي يساهم في تحقيق هذف المؤسسة أو المنظمة بفعالية وكفاءة عن طريق تنسيق العوامل اللازمة لتحقيق الهذف : من اموال وأفراد ومواد والات ومعلومات في اطار من الوظائف الادارية الرئيسية وهي التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة حتى يتحقق الهدف المنشود بأحسن وسيلة ممكنة.
وعلى غير ما يعتقد البعض بأن مبادئ الادارة واحدة وتنطبق على نفس المؤسسات والاشخاص بنفس الصورة مهما كانت ظروفها وأحوالها..ذلك ان مبادئ الادارة ليست أدوات تعمل بصورة ميكانيكية ,ولكنها مبادئ نظرية تتأثر بما حولها من أنظمة أخرى وتؤثر فيها..
فنرى أن التخطيط –مثلا- يعتمد أساسا على بيانات سابقة وأخرى لاحقة ( تنبؤ)،والبيانات اللاحقة التي تعتمد على دراسات المستقبل وكذالك تأثير الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المحيطة بالمنظمة.
وهذا ما يجعل كافة المنظمات والمؤسسات في حاجة دائمة لها.
كما أنها تندرج تحت منطق الاخذ بالاسباب ،تجمع في طياتها خبرات وتجارب الممارسين،فتستطيع أن تجمع بين يديك هذه تاخبرات.
كما ان الانسان يعيش في منظمات مختلفة تكون النسيج الاساسي للمجتمع مثل : الاسرة – المدرسة – المجتمع – المسجد-العمل- الجمعية – النقابة – الحزب …وغيرها.
ولا يمكننا الاستمرار في جياتنا بدون وجود المنظمات ،ويبدو انه من البديهي القول أن مثل هذه المنظمات لاتعمل أو تدار ذاتيا بل أن هناك أشخاص مسئولون عن ذلك نسميهم الادارييون،ويقوم هؤلاء الاداريون بالتخطيط لمنظماتهم وتنظيم العمل بها والرقابة عليها،وتنشأ أهمية الادارة في أنها تيسر العمل داخل هذه المنظمات.
وعلى ذلك فانه ليس من المتصور وجود مؤسسة بدون ادارة أو وجود ادارة بدون مؤسسة ،حيث ان الادارة هي العضو المسئول عن تحقيق نتائج المؤسسة مثل القلب فهو العضو المسئول في الجسم عن امداد الجسم بالدم اللازم لبقائه على قيد الحياة..
محفوظ كيطوني
باحث في الادارة
3 Comments
لسنا بحاجة الى ادارة بما أن الموظف أو العامل أصبح قادرا على ادارة نفسه و مهامه و أعماله بأمره.
شكر خاص للأخ محفوظ كيطوني .لقد وجدت صدفة مقالك بهذا الموقع ،لكوني اعتدت قراءة مقالاتك بموقع المغرب الملكي ..واطلب منك ان تقرأ كتابي الصادر حديثا (( الادارة بالاهداف )) ،وسيكون ان شاء الله معينا لك في بحثك وفي سلسلتك هذه ،والتي كما قلت لك أن أسلوبك المتميز يجعل اي شخص يفهم نضريات الادارة ببساطة وبدون عناء ..
في بعض الكلمات: ما أكثر الإدارات، وما أقل القائمين على شؤونها!!!