الكاتب والناقد السينمائي سليمان الحقيوي : أي مشروع لا يراهن على الناشئة ليس له مستقبل
الكاتب والناقد السينمائي سليمان الحقيوي في حديث الخميس بالخزانة الوسائطية بخريبكة:
أي مشروع لا يراهن على الناشئة ليس له مستقبل
حميد المديني
بتاريخ / 24 / 01 /2018 ، استضاف برنامج حديث الخميس الذي تعده وتقدمه الإعلامية والشاعرة نوال شريف الكاتب الناقد السينمائي سليمان الحقيوي وتوقيع كتابه الجديد « الخطاب السينمائي » – قضايا في التلقي والتأويل- ، بالخزانة الوسائطية ( م ش ف ) خريبكة، بحضور مجموعة من الفعاليات الثقافية والسينمائية بالمدينة.
وأكد الناقد في جوابه على مجموعة من الأسئلة التي طرحتها مسيرة اللقاء أو الحاضرين أن التجربة السينمائية في المغرب لازالت فتية وبالتالي فان النقد الذي يتبعها يبقى كذلك،كما بين أنواع النقد الذي قد يكون صحافيا يوظف لغاية اشهارية أو إخبارية، أو أكاديميا يستحضر خلفية المنهجية المرتبطة بمختلف النظريات أو شفاهيا قد يساعد في تأطير الجمهور على تحليل الأفلام،وأضاف انه يجد نفسه في كل أنواع النقد هذه ومارسها جميعها.
وعن معنى أن يكون الكاتب ناقدا ، قال سليمان الحقيوي أن الناقد يجب أن يكون موضوعيا ،يواكب المنتوج الأدبي والسينمائي ، يقرب السينما من الجمهور ، يضع نظريات للسينما المحلية،ويعلم الجمهور كيف يشاهد الفيلم مشاهدة تحاور المادة المعروضة…، وأضاف أن هناك من يتخذ النقد كحرفة وبالتالي فان مدلول الكلمة ( النقد ) يفقد معناه.
الناقد تحدث عن أول لقاء له مع السينما واختيار الكتابة النقدية في المجال،ليكشف أن أخاه الأكبر الذي اصطحبه إلى دار العرض لأول مرة كان سببا في عشقه للسينما وبعدها كان همه هو جمع ثمن التذكرة،ليجد نفسه في النادي السينمائي إبان دراسته بالثانوي وبعد ذلك في خلية بحث في السمعي البصري بالجامعة ، وبالمعهد الفرنسي كان يكتب مجموعة من المسودات كامتداد للنقاش الذي يفتح بعد عرض احد الأفلام ، هذه المسودات لقيت استحسانا وكانت حافزا على اختيار النقد ، وبعد اشتغاله بالصحافة استطاع أن يضع تصورا خاصا به في تحليل الفيلم وتاريخ السينما والصورة والخطاب السينمائي .
وعن الخزانة الوسائطية ( م ش ف ) بخريبكة قال أن هذا المكان ابهره ولا يوجد مثله حتى في المدن الكبرى بالنظر إلى شكل البناية ومحتوياتها من الكتب، وبالتالي فان هذه المشاريع جد مفيدة وناجحة لأنها تهتم بالطفل بالدرجة الأولى وأي مشروع لا يراهن على الناشئة ليس له مستقبل ، وخلص الناقد إلى ضرورة تأطير الطفل على حب السينما، والى مشاهدة الفيلم جماعة في دور العرض،كما قال نور الدين الصايل، حتى نستمتع به بعد أن يتولد عنه نقاشا نستطيع بفضله محاورة شكل الشريط ومضمونه.
الناقد أيضا تناول الأزمة التي يعيشها الكتاب باعتبارها مسؤولية الجميع ، وقال أن معدل القراءة مخجل في المغرب ، وحتى الكتاب السينمائي ليس له قراء كثر، وبالتالي فان ترويجه يقتصر على بعض المهرجانات الجادة في اختيار الأفلام، وبرمجة الندوات الفكرية ،وتوقيع الإصدارات السينمائية، وخلق جسور التواصل بين الجمهور والفاعلين في الحقل السينمائي، كمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة ، كذلك ومع انفتاح الجامعة على السينما هناك بعض الطلبة الذين قد يقتنون كتبا نقدية تعنى بالمجال من اجل انجاز البحوث لكن ذلك مازال في بداياته .
وبالنسبة للطابو بالسينما المغربية يبقى حسب الناقد جزء منه متعلق بالمتلقي وباقي الأجزاء متعلقة إما بالتأويل أو الفهم ، أما حرية الإبداع فقد أكد أن يوما بعد يوم نخسر المعركة لفائدة طرف آخر وبالتالي يجب تظافر الجهود من اجل هذا الهجوم.
وسليمان الحقيوي هو كاتب وناقد سينمائي ترأس منتدى ثقافات للفكر والأدب والفنون بجامعة عبد المالك السعدي، وقد صدر له كتاب ( سحر الصورة السينمائية : خبايا صناعة الصورة) عن دار الراية للطباعة والنشر بالأردن ، وكتاب « الخطاب السينمائي » – قضايا في التلقي والتأويل-…
Aucun commentaire