Home»International»سر الحجارة

سر الحجارة

0
Shares
PinterestGoogle+

لن أتعرض للحجارة من الناحية الفيزيائية أو الكيميائية, فذلك من اختصاص أهل الفيزياء والكيمياء ولكن سأتعرض إلى خصائص أخرى عجيبة وغريبة وضعها الله في الحجارة.فهي إحدى مكونات كوكبنا الأرضي الأساسية, متفاوتة الصلابة والقسوة.لا تقل قسوتها عن الحديد {{قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم }}. ولا يفوقها في القسوة إلا قلب المشرك الكافر واليهودي الظالم.{{ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منها الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون }}[البقرة 74]. اعتمدها الإنسان في حياته اليومية ,فاستخدمها في بناء بيته ,واتخذ منها أثاثا,وأواني مطبخه ,ونحت منها تحفا لزينة منزله,وصنع منها آلة لطحن حبه,وحفر بئره,وسلاحا لقتل عدوه,وكتابا للتاريخ ,ما زالت تكتشف يوميا صفحاته المنحوتة في المقابر والكهوف بل سولت له نفسه فاتخذ منها أصناما عبدها من دون الله.وقد ورد في التاريخ أن العرب في عهد وثنيتهم كانوا يعبدون الحجر ومنه الحجر الأسود.ويقال أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما كان يطوف بالكعبة استلم الحجر الأسعد وقال:والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع, ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك لما قبلتك. ومع ذلك يبقى للحجر الأسعد في نفوس المسلمين, المؤمنين هيبة وقدسية, وإن كان ذلك لا يمت لعبادته أو التقرب به إلى الله بصلة. فلمسه أو الإشارة إليه ما هو إلا عبارة عن عقد بيعة مع الله يلتزم فيها العبد بطاعة الله المطلقة الغير مشروطة ,معترفا بربوبيته ,غير مشرك به أحدا في ذاته أو صفاته ولا في حكمه وشرعه ملبيا أمره في نواهيه وموجباته .
والطواف بالكعبة وهي بناء حجري جعله الله ركنا من أركان الحج التي لا تجبر بدم .
ويريد الله ولحكمة يعلمها أن يكون السعي – وهو من شعائر الحج {{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما…}} بين الصفا والمروة وهما عبارة عن حجارة.
ومقام إبراهيم هو الآخر حجارة {{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى…}}
ويقضي الله ولا راد لقضائه أن تكون شعيرة رجم الجمرات بالحجارة ولا تجوز بغيرها, فهي للشيطان خزي وصغار ومذلة, وللنفوس التي تشبعت بالشرور الشيطانية فنسيت ذكر الله, طردا وإخراجا من رحمة ربها.
هذا وقد جعل الله الترهيب والتخويف بعذاب الحجارة وسيلة لتربية الأبناء والأهل فقال:{{يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وألهيكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون…}}ل[التحريم 6] .بل جعل الله الحجارة وسيلة للتعذيب في الدنيا والآخرة .وقد يكون التعذيب من الإنسان ,ومن الله .فمن الإنسان فهو تلك الأعمال الشاقة المتمثلة في الغالب في قطع الحجر ونقله وحملها على الأكتاف .أما من الله فلا تكون. إلا إذا تمادى الإنسان في ظلمه وطغيانه ,وعند ذلك يصب عليه صوت عذاب كما فعل بأصحاب الفيل,وقائدهم أبرهة {{وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف ماكول}}.وكما عذب الحارث بن النعمان الذي كان يقول :[اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أوإيتنا بعذاب أليم .]فما أمهله الله عز وجل حتى رماه بحجر سقط علي هامته فخرج من دبره فقتله.وأنزل الله عز وجل قوله {{سال سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعا رج}}
وهي في الآخرة وقود يحرق به الظالمون لأنفسهم وللناس {{وقودها الناس والحجارة…}}.كما لا ننسى أن الله سبحانه وتعالى جعل عقوبة الزاني المحصن الرجم [وللعاهر الحجر].
والحجارة سلاح فعال عند الأقدمين والمتأخرين على السواء, وكثيرا ما يكون بسببه النصر.فهذا سيدنا داوود عليه السلام قتل جالوت بحجر رماه به كما يؤكد المفسرون ويسجل القرآن الكريم الحادثة في قوله تعالى {{فهزموهم بإذن الله ,وقتل داوود جالوت وآتاه الله الملك…}}.
وكان الأقدمون ينحتون من الجبال بيوتا وكهوفا ومخابئ تكون لهم حصنا منيعا من كل معتد .وفي العصور الوسطى كانت تحاط المدينة بأسوار فخمة عالية تحمي المدينة من كل غاز معتد ,وقد تتكسر عندها حملات الجيوش العاتية, الضارية.
أما في العصر المعاصر, فقد لعب الحجر في الحروب دورا لم يعرف العالم إلا في فلسطين.فمن منا لم يشاهد الطفل فارس العودة وهو يهاجم الدبابة الإسرائيلية بالحجارة وتتوقف هذه الأخيرة عن تقدمها. ومن منا من لم يشاد الجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح يطلق ساقيه للريح أمام طفل الحجارة. ومن منا لم يسمع أو يقرأ تصريح الطفل رامي الكحلة وهو يقول:[إنهم جبناء يختبئون خلف الحواجز الإسمنتية وهم مسلحون بالبنادق,وكل ما لدينا هو الحجارة وأضاف على أية حال قد قتل محمد الدرة ,وأنا أفضل الموت وأنا ألقي الحجارة .] فكان له ما تمنى أسكنه الله فسيح جنته.
وهذا نزار القباني يثمن الحجارة في يد الأطفال فيقول:
[أطفال الحجارة بهروا الدنيا
وما في أيديهم إلا الحجارة

علمونا كيف الحجارة تغدو
بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا
وتأتينا البشرى من خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم أن النصر يكون بالحجارة يوم ينادي الحجر والشجر فيقول يا مسلم هذا يهودي ورائي مختبئا فتعالى واقتله .ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .فهلا فكرنا في استغلال الحجارة ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *