قراءة في كتاب عن الرئيس بوتفليقة – 3 –
تذكير : الكتاب للصحافي الجزائري محمد بنشيكو القابع خلف قضبان سجن الحراش بالجزائر والذي لم يشمله العــفـو الـرئاسي الأخير//.
لقـد كان الرئـيس الحالي للجـزائر، ضـابطا عسكـريا متـخفيـا في مظـهـر مدنـي منـذ 1957 ، وهـذه الازدواجيــة لـم تكـن تـضـايقــه. تـســاءل يـومـا أمــام صــحــافي ألـمــانـي :" هل تفكـرون في كـوني مـدنـي أم عســكـري ؟ انــها مـواصـفـات نسبيــة.." وبعد قليــل يتـبـع تســاؤلـه باجـابة بالغـة الدلالة :" ما ذا يهـم في أن يكــون القـط رمــادي اللـون أو اسـودا ، فالأهـم – كما يبدو لـي – أن يقبـض علـى الفـئــران.." ان الفرق بيـن عسكــري ومـدنـي ، على الاجمال ، ليس الا مســألة لــون .
ان هـذه الازدواجيــة ، التي لم تتحقق لديه داخليــا ، قد انسحـبـت على فتـرتـه الرئــاسيـة 1999-2004، ويتضح ذلك مــن خــلال جمعــه بيـن المعــأيـيـر العسكــرية ، وبين موروثــاتـه المدنيــة المتمثــلة في روح الهيمنــة ، والكـراهيــة، وتصفـيــة الحسابات.
ان المغالطات القــائـمـة حـول شخصية بـوتفليــقة " المـدنــي " ، قد أوقعـت الملاحظيــن في خـطأ فادح في التحليل. لقـد أولوا اختـلافاتـه مع الجيــش ، واعتبـروها من قبيــل ما ينشــأ عــادة بيـن رئيــس مـدنـي مرتبـط باصــلاحات ديمقراطيـة ، وبين نظــام عسكــري يسخــر كل طاقاتــه لمعــاكستــه. والواقــع ان لاخــلاف بين الطرفيـن، فبـوتفلبقــة لا يــرغب في اصــلاحات ديمقراطيــة، وانــمـا يبحث – بطبيعتــه الانقلابيـة – لأقـرار
حكــم فــردي ، لتغيــيـر الدستــور ، وابعــاد منــاوئيــه عن طــريقــه. لقد صــرح لاذاعـة أوروبا 1 في شهـر نونبـر 1999: " يجب عـلـي استـرجــاع اختصــاصــاتي الدستوريـة ، التـي تـم تشـتـيـتـها منذ 1989، يجب ان اضطلــع بدوري الرئــاسـي ". ويصــرح علي بن بيتــور : " انـنـا نعيش تحـت نـظام شمــولـي ..يتأسـس على تقديـس الشخصيــة واحتـقــار الشعــب ، وخــرق الدستـور ومـؤسـسـاتـه .." وقد أحـصى علي عبد النور، رئـيس العصبــة الجـزائريـة للدفــاع عن حقــوق الانســان –أحصـى – عدد المــرات التـي تم فيها خرق الدستـور من طـرف الرئيس ، خلال 4 سنوات ، فكانت 62 مــرة . والوقــائع الدالة على عسكــريـة الرئيس عدبدة لا يتسع المقام لذكرها.
باطلالة على التــاريخ، يتبين ان السيد بوتفلــيقــة كان دائم الحضــور في المواقف التي كانت تستوجب رضوخ وتنازل القوى المدنية أمــام نظيــرتها العسكــريــة . لقــد كانت مهمتــه الكبــرى في هذا الباب خلال شهر دجنبر 1961، مبـاشرة بعد اعلان الاستقلال ، حينـما طـرح تســاؤل عن طبيعــة الحكــم ، هل سيكون عسكريا او مدنيا، وقد أدى هـذا التســاؤل الى انقسأم في الرؤيــة بين الجناح العسكري تحت زعامة بومدين والحكومة المؤقتة برئاسة يوسف بنخــدة، وقد اهتــدى العسكريون آنذاك الى الحل الأمثل والذي تم تبنيه الى يومنا هذا: رئيس حكومة مدني تابع للنفوذ العسكري.
تـرى من سيكون رئيس الدولة هـذا ؟ والذي سيقبل بالظهور الصوري المقنع على الواجهة ، ويتمتع بصدقية أمام الرأي العام؟ اتجهت الانظار نحو زعماء جبهة التحرير الخمسة المحتجزين بقصر أولني بالضواحي الباريزية ، انهم : أحمد بن بلة ورابح بيطاط ومحمد خيدر وحسين آيت احمد ومحمد بوضياف. ترى من منهم سيقبل ان يكون رئيس الجزائر المدني المتحالف مع الجيش ؟ في سيـاق الاجابة عن السؤال ، بعث بومدين القبطان عبد العزيز بوتفليقة الى باريس ،مع توجيه لدعوة محمد بوضياف للرئاسة لأنه كان يضمر رغبة في العمل الى جانبه.
لقد كانت مهمة بوتفليقة –كما قال فرحات عباس – تقتضي ان يجد بين السجناء الخمسة حليفا لقوى الجيش.
اقتراح الرئاسة على بوضياف أمر غير يسير لأن الرجل كان يتحسس بذور ديكتاتورية في الجزائر -كما يرى هيرفي بورجس –وكان مناهضا لفكرة الحزب الوحيد .. وبوتفليقة لم يكن يجهل هذا الأمر.. وكانت النتيجة التي انتهت اليها مقابلة بوتفليقة لبوضياف ، جفاء اشبه ما يكون بالطرد.( يتبع)
Aucun commentaire
اللافت هو اختيار مخرجة العمل أن تدور مجمل الأحداث المركزية له في شهر رمضان المبارك، واختيارها لا يمكن أن يبرر إلا بالنظر إلى نموذج القيم التي تقترحها على الشعب المغربي من خلال فيلمها. فأغلب الشخصيات لا تأبه بهذا الشهر، وأحيانا تكون لغة السخرية والتمرد على قيم الدين بارزة في شكل كوميدي: ف`غيثة` تتعلل دائما بكونها حائضا فلهذا تفطر، والأب يقول في يوم العيد: `لو أن رمضان زاد بيوم واحد لقتلت أحدا ما`. ولقد صورت المخرجة شهر رمضان بنحو بارد وكئيب تنعدم فيه كل الرحمات الربانية وكل العبادات، وحتى جو الإفطار حرصت على إظهاره بنحو بارد يغلب فيه طابع الفردية واللامبالاة. فموعد الإفطار يختار `لخروج بالغ الأهمية` لغيثة مع يوري اليهودي. فهي لا تأبه بهذا المنسك الإسلامي، وهي تختار أن تستثمر لحظة الهدوء الكبير وانشغال الكل بالأكل لتظفر بعشيقها وتطبع معه العلاقة التي طالما بحثت عنها بكل شغف. والمتأمل في الفيلم أيضا يلمس الحضور المتكرر للأذان الإسلامي لا كمعلمة دينية وحضارية ذات رسالة تربوية وتعبدية، ولكن كرمز بارد يكون دائما خلف الحدث، وأحيانا معبرا عن الغياب والهزيمة أمام النموذج الذي يجري فعلا على الأرض. فالمؤذن لا يأبه إليه أحد بينما المراقص الليلية تشهد حيوية كبيرة.
مفهوم التعليق بقتضي ان تربطه علاقة ما بالمعلق عليه ( المقال ) ولا ارى في ما ورد اعلاه اية صلة بالموضوع ،بل ولا حتى بالمجال الذي يمكن ان يدرج ضمنه. ويرجى- توخيا للفائدة – ان تحترم تعاليق السادة المشاركين هذا الركن الأساس.
لقد زورة الموقع ليوم على اساس ان اجد تعليقات الزوار فافوجات ان جميع التعليقات السابقة غير موجودة ،لماذا اوريد الجواب؟