العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة مخاطبا نزلاء اصلاحية وجدة : العمر اذا لم يعالجه الانسان بفعل خير ضاع منه VIDEO
بمناسبة حفل افطار احساني بالمؤسسة السجنية بوجدة مغرب يوم الخميس 13 رمضان 1438 ــ 8 يونيو 2017 ، وخلال كلمة قيمة باصلاحية وجدة ، كانت بمثابة مجموعة من الامثال والعبر ، قال العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة اننا نلتقي اليوم بهذا المكان لنصل اخوانا لنا في هذه المؤسسة الاصلاحية ، ولقد اصبحت هذه المناسبة عرفا لسنوات ، وهي مناسبة لها دلالة رمزية خاصة ، وتحمل رسالة قوية موجهة لهذه الشريحة المتمثلة في نلاء هذه المؤسسة بان المجتمع بجابنهم ، وان المجتمع لا ينساهم في هذه المناسبات
واضاف الدكتور مصطفى بنحمزة معتبرا ان نزلاء هذه المؤسسات السجنية هم اشخاص مثلنا جرت الاقدار ان حطت بهم الرحال بهذا المكان ، وذلك خلال لحظة ضعف لم تقرأ عواقبها فكانت نتيجتها ان ادخلت صاحبها السجن ، لقضاء عقوبة الفعل الذي ارتكبه ، مع العلم ان قضاء العقوبات هو من كفارات الذنوب ، وهذا شيء يعرفه المؤمن حق المعرفة ، وقد ورد ذلك في احاديث نبوية عدة …لهذا لا ينبغي التعامل مع النزيل بانه شخصا استثنائيا ، فعلى العكس من ذلك ، ان في هؤلاء النزلاء خيرا كثيرا ، والمنهج الاسلامي يعالج الناس بالرفق لا بالشدة والقسوة ، فحب الله وحب رسوله لا تقضي عليه لحظة غضب ، او خطأ ، او انفعال واندفاع …ففي مثل هذه الخلوة قد يراجع النزيل نفسه ، وقد يتوب الى الله من خطئه ، فيصحح نفسه…لهذا نجد العديد من النلاء استفادوا كثيرا من الزمن الذي قضوه بهذه المؤسسات ، ليس في الحاضر فقط وانما في الماضي ، لأنهم كانوا يدركون ان الزمن ثمين ، ولا ينبغي ان يهدر في انتظار لحظة الخروج من المؤسسة السجنية هكذا ، فالزمن اذا لم يعالجه الانسان بفعل خير ضاع منه ، ور يستطيع تداركه ، كذلك العمر …لا يعود …ولا يمكنان نعيش عمرنا مرتين ، فاذا كان الانسان معتقلا ، فان عقله ليس معتقلا ، وروحه ليست هي الاخرى معتقلة …
ففي هذه الاصلاحية ــ يقول العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة ــ فرص كثيرة لحفظ القرآن ولتعلم العلوم الشرعية ، فبعض السجناء بهذه المؤسسة حفظ القرآن بشكل كلي ، ومنهم من حفظ عددا كبيرا من الأحاديث النبوية ، ومنهم من تعلم واتقن تجويد القرآن ، ومنهم من تفقه في العلوم الشرعية والدينية ، وحينما يحفظ النزيل القرآن فمعناه انه صار من اصلح الصالحين، وبذلك يكون مرور هؤلاء من هذا المكان مهما في حياتهم ،
فكم هو جميل ان تخرج من المؤسسة السجنية وانت قد حفظت القرآن الكريم وقد دخلت المؤسسة السجنية وانت لا تحفظ منه حرفا ف » عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم » صدق الله العظيم
حضر هذا الحفل السيد محمد مهيدية والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة انكاد ، السيد الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بوجدة ، السيد الوكيل العام بها ، وعدد من رؤساء المصالح والادارات المدنية والعسكرية ، والبرلمانيين والمستشارين ، وممثلي جمعيات المجتمع المدني ، حيث تم تكريم العديد من النزلاء بمناسبة حفظهم للقرآن الكريم ، او تفوقهم في العديد من المجالات الفكرية والثقافية
Aucun commentaire