زيدان فرنسي وموسوي مغربي ولا ارهاب حتي يصبح ساركوزي رئيسا
توفيق رباحي
عن فرنسا والفرنسيين مرة اخري لا اخيرة. اذا كان احدكم مواظبا علي متابعة القنوات التلفزيونية الفرنسية، فهو حتما لاحظ اختفاء الارهاب ـ بالمفهوم الغربي ـ من الموضوعات التي تبثها هذه الايام.
استطيع ان اتحدث عن القنوات الزبونة التي تشتري البرامج من شركات انتاج خاصة تفننت في السنوات الماضية في تسويق تقارير وتحقيقات سياسية واجتماعية كان الارهاب عنوانها الرئيسي. تقارير توزعت اثارها بين اصابة المشاهدين ان بالتخمة او بالرعب.
واخص بالذكر كانال+ (5 ملايين زبون عن طريق الاشتراك)، واقصد البرامج والتقارير الخاصة غير الاحداث التي تفرض نفسها كموضوع خبري مثل خروج الزرقاوي او بن لادن للعلن.
سيستمر هذا الحظر غير المعلن الي غاية انتهاء الانتخابات الرئاسية ربيع العام المقبل، وطالما بقيت هناك قضايا تلهي الرأي العام الفرنسي مثل انفلونزا الطيور، الهجرة، عقد الوظيفة الاولي، وطبعا الانتخابات ذاتها كحدث سيتغداه ويتعشاه الفرنسيون الي ما بعد الاقتراع واعلان النتائج.
ربما فهم الماسكون بخيوط توجيه الرأي العام ان الارهاب شيء قبيح مضر بمعنويات الناس، من شأن التشديد عليه عشية اقتراع رئاسي ارهاب الناس وابقائهم سلبيين بعيدين عن المشاركة السياسية. هذا واحد من الاحتمالات.
وربما اقتنعوا بان المشاهدين شبعوا من الارهاب في السنوات الاخيرة، فشفقوا عليهم وقرروا تخفيف الجرعة.
مهما كان السبب، من الان الي انتهاء الـ12 شهرا المقبلة، كل سكون او حركة في بلد حرية ـ اخوة ـ مساواة سيكون وفقا لعقارب انتخابات احد مرشحيها نجما غير تقليدي اسمه نيكولا ساركوزي.
وساركوزي هو وزير الداخلية الممسك بملف الامن بتشعباته. بيد انه مهتم هذه الايام بصناعة نجمه وصورته الرئاسية اكثر من اهتمامه بالامن.
وبالنسبة للتلفزيونات الفرنسية، ساركوزي سلعة جيدة مطلوبة من الان الي الربيع المقبل. لكن الممسكين بزمام توجيه الرأي العام، فضلوا حصر حدود استعمال هذه السلعة، علي الطريقة الامريكية، في النجومية والشكل، بعيدا عن الامن كبعبع.
اخر الايجابيين !
ابقي مع الفرنسيين وتلفزيوناتهم العنصرية بامتياز. عنصرية منظمة ومهيكلة ومدروسة.
طيلة الاسابيع الماضية، وخلال تغطية محاكمة زكريا الموسوي في فرجينيا (الولايات المتحدة) بتهمة المشاركة في تدبير تفجيرات 11/09/2001، سمع منهم العالم حتي الملل والقرف تتواصل محاكمة زكريا الموسوي، الفرنسي من اصل مغربي .
تذكير رأي اصحابه انه ضروري كأنما ليتبرأوا من صاحبه ويقولوا انه ليس منهم.
لكن هؤلاء العنصريين لم يقولوا مرة واحدة زيدان الجزائري الاصل . ولم يقولوا مرة تيري هنري المارتينيكي الاصل . وكما قال احد الفرنسيين، لم يقولوا مرة واحدة نيكولا ساركوزي الهنغاري الاصل .
هم يتجنبون الاصول عندما يتعلق الامر بالمنتصرين. زيدان امضي ثلث عمره يصنع افراحهم، وكذلك فعل تيري هنري واخرون. اكثر من ذلك، ضمن لهم زيدان تأييد وتشجيع شرائح واسعة من الجزائريين (انا لست منهم وسأتمني الهزيمة للفريق الفرنسي حتي لو لعب فيه والدي).
من يدري، ربما سيتذكرون ان زيدان جزائري الاصل عندما يبلغ ارذل العمر ويقع في مطبة من مطبات الحياة، مثلما حصل للاعب التنس الكاميروني الاصل يانيك نوا عندما فاز بدورة رولان غاروس في منتصف الثمانينات، كان اللاعب الفرنسي المتألق، يانيك نوا . اما عندما نال منه الزمن وافل نجمه، فاعاده العنصريون الي اصله واصبحوا يقولون لاعب التنس السابق، الفرنسي من اصل كاميروني، يانيك نوا .
علي ديلام، اشهر رسام كاريكاتير جزائري اختصر المسألة في رسم اعقب اعلان اللاعب زيدان اعتزاله الكرة. في الرسم زيدان يعلن الاعتزال وفي الخلفية رجل يعلّق: انتهي الدور الايجابي للجزائريين بفرنسا
عن جريدة القدس العربي .
Aucun commentaire
اقذر كلبين في فرنسا
اعرض عن الجاهلين.
والله اضحكتني ياخيriado