Home»Régional»سلطانة أمام جمهور مسرح جـــرادة

سلطانة أمام جمهور مسرح جـــرادة

0
Shares
PinterestGoogle+

تخليدا لليوم الوطني للمسرح وبدعم من وزارة الثقافة وبتعاون مع عمالة إقليم جرادة ، قدمت جمعية الجدار الرابع للمسرح والفنون الجميلة بفاس ،مساء يوم السبت 24 مايو 2008 مسرحية سلطانة بقاعة المركز الثقافي بجرادة، حضرها جمهور غفير من أبناء المدينة العمالية ، واستمتعوا بمشاهدها ،وانتفعوا بقضاياها الإنسانية والاجتماعية المتنوعة، واستفادوا من ممثليها وطريقة أدائهم ، وعاشوا لحظات غير يسيرة على أنغام موسيقية تخللت مشاهد العرض ، وحركت مشاعر المشاهدين الذين تضامنوا مع سلطانة، لأنها لم تحك قصتها لهم فحسب ،بل حكت عن قصتهم وما يكابدونه من آلام وقهر وحرمان واختلال موازين العدالة ، كما استمتعوا بفضاء الركح الذي زينه ديكورقاعة التحقيق وما احتوت عليه من ملفات وكتب أو أثاث منزل سلطانة والإنارة المسلطة عليه… وقبل الحديث عن المسرحية لابد من الإشارة إلى أن جمعية الجدار الرابع للمسرح والفنون الجميلة تأسست سنة 1991، وأنجزت أعمالا مسرحية ساهم فيها العديد من فعاليات هذا الفن بمدينة فاس ، ومن بين هذه الأعمال حسب عبد الرحمان الإدريسي :

– الفم المفتوح : تأليف إدريس مقدار إخراج الإدريسي محمد من لايخافي

– فالدووليز :تأليف فيرنا دو أربال إخراج الإدريسي محمد من لايخافي .

– حكايات فلان الفلاني وفلتان :تأليف وإخراج محمد الكغاط .

– المرتجلة الجديدة :تأليف وإخراج محمد الكغاط .

عمي إدريس ( عمل الطفل ) :تأليف وإخراج عزيز الحسني .

-عمي الكبير ( عمل الطفل ) :تأليف بلمير أمبارك وإخراج الخمار المريني .

-بويديدة :تأليف كنزة البورقادي وإخراج محسن مهتدي .

حمان الخربيط :تأليف وإخراج حميد الرضواني .

-أولاد العربي :تأليف وإخراج الخمار المريني .

. مأساة بائع الدبس الفقير :تأليف سعد الله ونوس إخراج عادل بنكرينة .

كما ساهمت الجمعية في العديد من الملتقيات والمهرجانات المحلية والوطنية وتعمل جاهدة على تنشيط الحركة المسرحية , وتضم في عضويتها فنانين محترفين يعملون في الحقل الفني والمسرحي على الخصوص سواء بمدينة فاس وخارجها كما تقوم الجمعية ببعض الورشات التدريبية في المجال المسرحي وفي مختلف التخصصات .

سلطانة ) عنوان المسرحية المقدمة إلى الجمهورعلى مدار ساعة و15د،باللغة العامية، مؤلفها سعد الله عبد المجيد ،ومخرجها حميد الرضواني ، قام بأداء أدوارها الممثلون الأكفاء:

– الخمار المريني

– عبد الرحمان الإدريسي من لايخافي

– لاله هشوم لمراني

– عائشة الزيدوري

– الحسن إسماعيل علوي

وفي المحافظة العامة ،فوزية السامري ،أما التقنيات العامة والسينوغراف كل من عادل بنكرينة، و رشيد بن سليمان بالإضافة إلى آخرين

مسرحية سلطانة بنــَتْ مشاهدها استنادا إلى أحداث قصة اجتماعية

بطلتها سلطانة رمز المرأة الشريفة العفيفة الطاهرة المخلصة لمبادئها والمدافعة عن شرفها وسط مجتمع اختلت فيه الموازين والقيم، حيث بلغ الأمربها إلى المثول أمام قاضي التحقيق في قضية جنائية مرتبطة بالقتل. بذل المخرج صحبة الطاقم التقني مجهودات كبيرة في سرد أحداثها وانتقاء أهمها، وفي نفس الوقت تشخيص القصة وجعلها مرئية، وإعادة بعثها من جديد، بعد أن طواها النسيان،بلغة سلسلة عذبة تمتح من التراث وتتخذ من الأمثال الشعبية قنطرة للعبور إلى قلوب السامعين والمشاهدين. كما أن الأغاني المصاحبة للمشاهد أغان مختارة بعناية ودقة تخدم سياق المشهد. ورغم كل تلك الجهود المبذولة لازال أمام الفرقة بعض القصور في الجانب السينوغرافي ، خاصة في فترة الانتقال من مشهد إلى آخر ، حيث يسود الظلام على الخشبة ، ويفسح المجال أمام الموسيقى لاختراق فضاء القاعة، في انتظار إعداد الركح لمشهد آخر، ولنا اليقين أن الفرقة قادرة على تقليص الحيز الزمني ،الذي يستغرقه إعداد الخشبة إلى أبعد الحدود كالتخفيف من ديكور قاعة التحقيق مثلا….رغم النور الخافت الذي سطع خلف الستار،إلا أن شمس المواضيع التي عالجتها المسرحية، أنارت آفاق الجمهور المتعطش إلى مثل تلك القضايا التي يعيشها المواطن، كما عاشتها سلطانة خارج حدود الزمان والمكان ، إنها مسرحية احتفالية ، مزجت الخيال بالواقع وتغنت بالآلام والجراح ، وحكت عن لحظات البؤس والتشظي والغربة في المكان والزمان، وسط مجتمع غريب الأطوار ابتعد عن قيمه الأخلاقية وانساق وراء قيم غربية ، وافدة كانت السبب في المآسي التي يعيشها الخواص والعاديون على حد سواء .

وعن تصورها الإخراجي يقول حميد الرضواني :

( اعتمد الإخراج في مسرحية سلطانة على تكسير نمطية الحوار الثنائي وخلق الفرجة المنتظرة وذلك بإدخال وإشراك عنصرجديد يتجلى في الجوقة لإضفاء نكهة خاصة على النص والتمهيد لفرجة مرتقبة مع إدخال بعض الأنغام والمقاطع الموسيقية التي تتلاءم مع كل موقف لجعل المتلقي لا يحس بالانتقالات الزمنية والمكانية إما بالرجوع إلى حدث معين أو العودة إلى آخر دون إحساس الجمهور بذلك .

حاولنا من خلال القراءة الثانية لهذا النص أن نخرجه من جموديته إلى حركية منفتحة ،ومرتبطة بالممارسات الفنية ،والفكرية ،والجمالية المتعددة والمتنوعة , واستغلال الوسائل المتاحة ليصبح العرض في متناول المتلقي .

هذا ونظرا لكثافة الحوار وقصره أحيانا , يجعله مشحونا بحمولات ودلالات متعددة مما يعطي هنا الممثل الدور الأساسي في إبراز طاقاته ومواهبه في تشخيص دوره بكل تلقائية وفي تناغم تام مع الآخر .

إذن يمكن الإشارة أن التصور الإخراجي لمسرحية سلطانة حاول جاهدا تفكيك الدلالات اللغوية والرمزية المتسمة بالتركيب والتكيف والاندماج الاحتفالي وتفجير لغة النص وحواراته في تناسق تام مع مكونات العرض المسرحي للكشف عن المخزون الجمالي والفكري والفني في قالب فرجوي بديع ).

نشكر الممثلين، وكل من ساهم من قريب أو بعيد في إخراج المسرحية إلى حيز الوجود، تلك المسرحية التي انسجم الجمهور مع أحداثها وطريقة أدائها ونتمنى للفرقة مزيدا من العطاء الثقافي والفني خدمة للمسرح في هذا الوطن.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. oumayma
    22/03/2013 at 15:49

    bravoooooooo ana soltna jdida hhhhhhh

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *