ما قل ودل من فكر العلامة مصطفى بن حمزة: الخروج من الخلاف خير من الوقوع فيه -4-
أعده للنشر: أحمد الجبلي
من أجود وأروع اللطائف التي يلتفت إليها العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة مربيا وموجها ومعلما للأمة المغربية حتى تجتمع ولا تختلف، وحتى تُرشد خلافاتها، و تؤسس نقاشاتها على قواعد مهمة من شأنها أن تجعل المجتمع يسلم من شر الفرقة والاختلاف وما ينتج عنهما من أضرار. ولذلك نجده يوجه للعمل بقاعدة » الخروج من الخلاف خير من الوقوع فيه » ويؤصل لذلك بقوله:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى أن الكعبة لما بنيت لم تبنى على قواعد إبراهيم وكان يرجو أن يعيد بناءها من جديد ويدخل فيها الحِجر، ولكنه قال لعائشة: » لولا أن قومك حديث عهد بالإسلام لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم ». إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك ما كان يرجوه مراعاة لكون الناس لم يكونوا ليفهموا قصده فتركه لما ينتج عنه من خلاف.
وكان ابن مسعود ينتقد على عثمان بن عفان أنه يتم الصلاة في السفر، لكن لما صلى وراء عثمان رضي الله عنه أتم صلاته، فقيل له: لماذا تتم وأنت تخالف في ذلك؟ أجاب: الخلاف شر.
ومعنى هذا أن المسلمين مطالبون بالإبتعاد عن مواطن الخلاف والنزاع حتى يبتعدوا عن كل فتنة هم في غنى عنها.
Aucun commentaire