Home»Enseignement»حينما كان الكتاب المقرر في مادة الفلسفة يتضمن عبارة  » الدين أفيون الشعوب » لم يطالب أساتذة مادة التربية الإسلامية بمصادرته محمد شركي

حينما كان الكتاب المقرر في مادة الفلسفة يتضمن عبارة  » الدين أفيون الشعوب » لم يطالب أساتذة مادة التربية الإسلامية بمصادرته محمد شركي

0
Shares
PinterestGoogle+

 

حينما كان الكتاب المقرر في مادة الفلسفة يتضمن عبارة  » الدين أفيون الشعوب » لم يطالب أساتذة مادة التربية الإسلامية بمصادرته

محمد شركي

اضطررت للعودة إلى الحديث عن المشكل الحاصل بين جمعية مدرسي الفلسفة وكتاب مادة التربية الإسلامية الذي تضمن الفتوى  المنسوبة لابن الصلاح في أمر التعامل مع قضايا العقيدة  بالفلسفة والمنطق . ومع أن فتوى ابن الصلاح كانت تستهدف الفلسفة المناقضة للدين تحديدا ، فإن البعض يصر على أنه يستهدف مطلق الفلسفة ومطلق المنطق . ومن المفارقات أن التلاميذ المغاربة تداولوا في السابق  ولأكثر من عقدين كتابا مقررا تضمن عبارة كارل ماركس  » الدين أفيون الشعوب  » ولم يطالب يومئذ أساتذة مادة التربية الإسلامية التي كان يعهد تدريسها إلى أستاذة مادة اللغة العربية بمصادرة هذا الكتاب  كما يطالب اليوم أساتذة مادة الفلسفة بمصادرة كتاب مادة التربية الإسلامية المتضمن لفتوى ابن الصلاح. وإذا قال أحدهم إن كتاب الفلسفة  يومئذ كان يطلع المتعلمين على آراء كارل ماركس قيل له إن كتاب التربية الإسلامية اليوم إنما أراد إطلاع المتعلمين على آراء ابن الصلاح الذي كان يرى أن قضايا الدين لا  يخاض فيها بالفلسفة والمنطق خشية الانزلاق نحو الإلحاد كما كان الشأن بالنسبة للفلاسفة الدهريين أو  الزنادقة نسبة  إلى كلمة  » زندقي  » أو « زندكي »  الفارسية التي تعني الدهر وهم من منكري البعث، الشيء الذي ينقض ركنا من أركان الإيمان وهو الإيمان باليوم الآخر . وكم من متعلم  في السابق استهوته عبارة كارل ماركس  » الدين أفيون الشعوب  » فكان ضحية الإلحاد لسنوات بل منهم من لازال على  إلحاده يجاهر ويفاخر به ، الشيء الذي يؤكد تخوف ابن الصلاح من سوء تعاطي مادة الفلسفة ، وهو ما حمله على الافتاء بتحريمها لأنه عايش من زاغوا عن الدين بسبب سوء تعاطيهم لها . ويشهد قول الفيلسوف ابن رشد على ما كان ابن الصلاح يتخوف منه حين منع بعض الحكام في عصره تعاطي الفلسفة فقال قولته المشهورة :  » مثل من منع الفلسفة عن الناس كمثل من منع الماء عن قوم لأن قوما شربوا الماء فشرقوا فماتوا  » وهذه القولة فيها إشارة إلى أن سوء تعاطي الفلسفة وارد كما هو الشأن بالنسبة لسوء الشرب ، ذلك أن الشارق بشرب الماء لا يحسن الشرب، كما أن الضال والمارق من الدين  بتعاطي الفلسفة لا يحسن تعاطيها.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. amazigh
    27/12/2016 at 01:10

    سيدي المفتش أن تتضمن مادة الفلسفة نظريات المدرسة الماركسية وموقفها من الدين ، فذلك ليس أمرا جائزا فحسب بل مطلوبا بغرض اكساب المتعلمين النظرة الشمولية والوعي النقدي الذي يمكنهم من التعامل مع مواقف الحياة وما استجد بها وتجنيبهم طريق التطرف والقتل والتكفير والانغلاق , أما أن تقفوا موقف المستغرب وكأن النظام التعليمي خلال فترة الثمانينات كان يرمي الى دفع التلاميذ الى سلك سبل الكفر والزندقة فذلك برأيي يعبر عن قصور في استيعاب مبادئ أولية في الأسس التي قام عليها التفكير الفلسفي .
    مفتشنا الكبير وفقيهنا إذا كنتم ممن يناقضون ويعارضون توجهات الدولة ،وهذا ليس منقصة ، كان أحرى بكم أن تعبروا عن مواقفكم بشكل مسؤول كما يفعل المعارضون الذي يتواجدون في كل بلاد الارض ، في إطار التدبير الديمقراطي للاختلاف وفق مبادئ الاقناع والاقتناع ، اما أن تدافعوا عن اداراج عبارات تسيئ صراحة للفلسفة ومدرسيها وتخلق الفتن بالمؤسسات التعليمية فذاك والله لا يمكن فهمه الا من جهة انخراطكم في مشروع الدعشنة الممنهجة للمجتمع المغربي ، عافانا الله واياكم من تداعياته ووقى بلادنا شر فتن أشباه الفقهاء ومرتزقة المنابر مع احترامي مفتشي العزيز

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *