Home»Régional»هل الامتحانات ….فعلا تقويمية؟….

هل الامتحانات ….فعلا تقويمية؟….

0
Shares
PinterestGoogle+

أيم قلائل على دخول التلاميذ في سلسلة من الامتحانات والتي تعتبر أو من المفروض أن تعتبر عصارة لسنة من المثابرة وخلاصة لأيام عدة من الدراسة والمسايرة وتقويما لكم من البرامج .

– فهل يا ترى تعتبر هذه الامتحانات فعلا عملا تقويميا لمجهودات التلاميذ وتقييما لما بذله الأساتذة خلال سنة بكاملها؟
إنني لن أتناول الموضوع من باب الاختصاص لأنني لست مختصا فيها ,ولكنه يحق لي ولك وللجميع التساؤل عن هذا الوضع التعليمي في هذا الوقت من ختام السنة الدراسية وما حملته من سلبيات
وايجابيات.

إن الامتحان وسيلة من خلالها يستنبط الأستاذ حقيقة مستوى تلامذته ومدى تجاوبهم مع ما قدمه لهم من طعم داسم أو غير داسم ,لأن التعليم نوع من الغذاء الفكري والمعرفي,وكم من القدرات والمهارات ترسخت لدى التلميذ ,والتي سيعبر عنها في هذا الامتحان عبر مواقف وحلول لمشاكل .
عندما تطرح أسئلة الامتحان وتتحصل نسبة هامة على نقط متواضعة ,فما هي القراءة الأولية لذلك؟

– أيعني الأمر أن الطريقة التي قدمت بها تلك الدروس لم تكن واضحة ومبلغة بالشكل المطلوب؟

– أيعني أن الأستاذ لا يتحمل مسئولية ذلك لكون البرامج مبرمجة من الأعلى وتفوق أصلا مستوى التلاميذ؟

– أيعني أن التلاميذ رغم ما تلقوه من دروس وكفايات ,إلا أنهم عن الدراسة عازفون ؟

– أيعني أننا نعيش أزمة تعليمية حقيقية تتجلى في تراكمات أدت الى انخفاض مستوى التلاميذ بشكل جعل مسايرتهم للبرامج والمنهاج شبه مستحيلة؟

– كيف يعقل أن يتحصل التلاميذ في مؤسسة ما على نتائج تصل الى السبعين في المائة تقريبا فوق المعدل ,وأقل من 15 في المائة في مؤسسات أخرى؟

– أيرجع ذلك الى تضخيم نقط المراقبة المستمرة والتي تفوق 90 في المائة في بعض المؤسسات كمعدلات وتنزل على 10 في المائة كمعدلات في مؤسسات أخرى؟

– أيرجع ذلك الى إتباع بعض المؤسسات سياسة التساهل مع التلاميذ في الغش والنقل وتعامل مؤسسات أخرى بالحزم والمراقبة الشديدة؟
في جميع الأحوال ومن خلال هذه التساؤلات يظهر أن الامتحانات قد لا تفي بالغرض منها ,وأنها لم تعد تقويمية كما كانت من قبل,وأنها لا تعكس المستوى الحقيقي للتلاميذ…..
إذن ما العمل؟

ان الامتحانات لا توضع أصلا وفق النصوص التنظيمية ولا تفي بالأغراض التقويمية نظرا للاعتبارات التالية:

– من المفروض أن يكون الامتحان شاملا لكل الدروس التي تلقاها التلميذ خلال السنة الدراسية بكاملها حتى لا يترك مجالا للمقامرة أو المغامرة.

– وأن يكون الامتحان شاملا لأسئلة متنوعة منها ما هو سردي للإجابة على أسئلة عادية تتناسب مع التلاميذ المتوسطين وبنسبة 70 في المائة مما يمكن التلميذ الذي تابع دراسته بانتظام من الحصول على المعدل.وأن توضع نسبة من الأسئلة للتلاميذ المتفوقين دون أن تتجاوز 30 في المائة على أكبر تقدير.
– وأن تتدرج الأسئلة من السهل الى الصعب حتى لا تكون معجزة ومحبطة للتلاميذ .

– وأن يراعي واضعوها مستوى التلاميذ الحقيقي . فعندما تجد أن بعض تلاميذ الأولى إعدادي لا يميزون بين الحروف ,فكيف يا ترى اجتازوا امتحان السنة السادسة ؟ وهكذا…

– وأن يراعي واضعو الأسئلة المدة الزمنية حتى لا تكون بعض الامتحانات مستحيلة الإنهاء في الوقت المحدد لها.

– وأن تكون الأسئلة واضحة ولا تحتمل اجابتين,أو معقدة الى درجة الإطناب مما يجعل التلميذ يقضي الكثير من الوقت في فهم المقصود منها.

– وألا يكون الغرض من بعض الأسئلة هو تعجيز التلاميذ ,وإنما تقويم عملهم وتقييم عمل المدرس.

– وأن تكون الأسئلة موضوعية, متوازنة, دقيقة, واضحة, سهلة الفهم ,لا تحتمل التأويل.

– أن يراعي واضعوها الفروق الفردية والجماعية بين المدن والبوادي .

– أن تكون الأسئلة موضوعة بشكل تمنح التلاميذ نفس الفرص وليست موجهة لفئة معينة وفق أهواء واضعيها أو لنية ما لواضعيها.بل أن يكون الهدف منها بالدرجة الأولى تمكنين التلميذ من التعبير عن قدراته وفق ما تلقاه وما تعامل معه وكيف استنبطه وكيف عبر عنه.
– أن تكون الأسئلة موضوعة بشكل علمي تراعي السؤال الدقيق وتتطلب الجواب الدقيق.

إنها جملة من التساؤلات والإرهاصات ,في وقت يستعد تلامذتنا لامتحان في جو من الترقب والخوف,وفي وقت لم بتغير شكل الامتحان منذ عقود رغم تغير مستوى التلاميذ والبرامج عدة مرات,ورغم النتائج الهزيلة التي يتحصل عليها التلاميذ كل سنة لا زالت الامتحانات في قبتها العالية تلوح وتهدد وتصول وتجول ,بعيدا عن سوق غير سوقها.وفي وقت يتضاءل المستوى سنة بعد أخرى لتراكمات ليس المجال لذكرها وأصحاب الامتحانات يعملون في ملعب خاص بهم بدون جمهور.

أرجو أن يتوقف واضعوها يوما على الاختلالات التي تشوبها ويوجدون صيغ بديلة,كما أرجو من المراقبين أن يمنحوا التلاميذ نفس الفرص ,بدل من تلك المراقبة التي تشد هنا وتطلق العنان هناك,وأرجو من المصححين مراعاة مستوى التلاميذ والتعامل معهم بالبراءة دون تلك الأحكام المسبقة.وأرجو …وأرجو…وأرجو ألا يخيب رجائي ورجاؤكم.
والسلام.



MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. عبد العزيز قريش
    27/05/2008 at 13:02

    أستاذي الفاضل سيدي محمد المقدم سلام الله عليكم، أشكركم على مقالاتكم النيرة المعبرة عن جملة اختلالات في نظامنا التعليمي، التي يجب أن تتكاثف نحوها الجهود من أجل تصحيحها وتطويرها حتى نؤقي تعليمنا إلى جليل الخدمات لأمتنا الحبيبة. إن ما أوردته من أسئلة هي مشروعة ومبررة من واقع الامتحانات. لذا أقترح أن نخرج امتحناتنا من استهداف الدروس في حد ذاتها إلى قياس الكفايات من خلال هذه الدراسات، ويقيس الامتحان المعرفة والقيم والسلوك وأنماط التفكير. فلا يعقل أن نعمل بالكفايات ونحن مازلنا نستخدم امتحانات تقيس الجانب المعرفي فقط وبأسئلة مباشرة وفي أحسن أحوالها أسئلة مركبة. وهنا لابد للمدرسة أن تستفيد من التراكم الموجود في علم الاختبار أو علم التقويم وأن تقيم لنفسها بنوكا للامتحانات. أخي إن المقاربة بالكفايات تتطلب الخروج مما نحن فيه من اختبارات. مع التحية والتقدير ودمتم لنا ننهل منكم ماجهلنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  2. حناش
    27/05/2008 at 20:11

    مقالك جدير بالتقدير أيها الأخ الكريم كسائركتاباتك..و لكن ألا ترى بأنه جاء متأخرا بعض الشيء لأن المفروض أن تكون الامتحانات جاهزة..كما أن الأسئلة التي طرحتها كانت دقيقة ..و لكنها ليست كافية إذ لابد من طرح السؤال أيضا عن نوع الأسئلة و عددها و تعدد المواد ..مثلا ما فائدة أن يمتحن تلميذ الشعب العلمية في مادة الفلسفة؟ و لماذا تقدم الفرنسية في الجهوي و تبقى الإنجليزية حتى الوطني …و لماذا لا تكلف الأكاديمية لجانا خاصة بمراقبة المؤسسة التي تتهم بأناها لا تحرس و لا تراقب بنيابة في الشمال ..و…و..و شكرا.

  3. رجل تعليم
    28/05/2008 at 22:33

    فعلا جاء الموضوع متاخرا نوعا ما لان الامتحانات قد وضعت والموضوع الذي طرحه السيد لمقدم مهم جدا ويمكن اعتباره خارطة طريق لتهييء الامتحانات . لكني اغتنم الفرصة واتحدث عن عنصر اخر واخير في عمليات الامتحان وهو التصحيح الذي ينبغي ان يخضع لمعايير سليمة ودقيقة ويضع المصحح وهو يصحح ورقة التلميذ الله امام اعينه ويعطي للورقة حقها من الوقت والتاني والتدقيق لان اي خطا يقع المصحح فيه يعني ضياع حق التلميذ . وانجاز التصحيح على وجهه الاكمل ليس بعزيز على اساتذتنا الذين يمتاز جلهم بالموضوعية والمصداقية . واعان الله الجميع .

  4. أب (من العيون الشرقية)
    28/05/2008 at 22:33

    سمعنا أيها الأخ الكريم أن المصححين لا يحترمون حتى توجيهات الوزارة نفسها و يعبثون بمصير أبناء الشعب مع أن أغلبيتهم آباء ..فهل تضع أكاديميتكم جهازا قويا لمراقبة التصحيح ؟ و إذا ثبت أن أخل أحد المصححين بواجبه هل يعاقب؟ و ماذا يفعل المديرون عندما يرد المصحح الغلاف المليء بالأوراق بعض بضع ساعات كما أخبرني بذلك مدير لثانوية بالناظور؟ يا ناس اتقوا الله في أبنائنا…

  5. متتبع
    28/05/2008 at 22:33

    اشكر الاستاد على جميغ مقالاته الصريحة والمفيدة واطلب منه ان يكتب في موضوع طرق الغش وواساءل الردع وشكرا ا على نقبل الطلب

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *