تكريم العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة
تكريم الأستاذ العلامة مصطفى بن حمزة
في رحاب كلية الآداب جامعة عبد المالك السعدي تطوان
في إطار فعاليات الملتقى الفضي (الدورة 25) لأساتذة شعب الدراسات الإسلامية، وشعب العلوم الشرعية بالجامعات المغربية. الذي نظمته شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، وذلك بشراكة مع الهيئة العلمية العليا للتنسيق في الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية، يومي الجمعة والسبت 17 و 18 شوال 1437 هـ، الموافق 22 و23 يوليوز 2016م برحاب كلية الآداب والعلوم الانسانية بمرتيل التابعة لجامعة عبد المالك السعدي تطوان.تم تكريم فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور مصطفى بن حمزة، وذلك في حفل الافتتاح الذي تضمن كلمات التنويه والإشادة والاعتزاز بما قدمه فضيلته من خدمات وجهود علمية وتربوية خدمة للعلم وطلابه بالجامعة المغربية.
ولقد كان تكريما مستحقا جاء في وقته، ليتم الالتفات الى جانب من جوانب اشتغال المحتفى به، فكانت محطة التذكير بمسار البدايات في قيام فضيلته على تدبير شؤون شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة محمد الأول بوجدة، حيث تولى رئاستها منذ تأسيسها في نهاية السبعينيات الماضية.وحيث عرف أستاذا عالما من أهل الاختصاص في العلم الشرعي،متمكنا ومتميزا بالقوة العلمية والنبوغ الفكري، مما جعله يمتلك ناصية التعليم الجامعي، بالإضافة الى تدبير الشؤون التربوية بشعبة الدرسات الإسلامية المنوه بها . مما أهله للتمكين للمعارف والعلوم الإسلامية في الأوساط الجامعية والأكاديمية، وللعمل على تخريج أفواج الباحثين المتمرسين الذين أصبح لهم قدم صدق في ميدان البحث والدرس الجامعي.
و لقد كان ذلك بجهده وحرصه ومثابرته، الى جانب ثلة من زملائه أساتذة الوقت. وفي هذا المجال لا يمكن أن ينسى الناسي ما كان يقوم به فضيلته في سبيل سد الحاجة الى الأساتذة الجامعيين الغير المتوفرين آنئذ، فكان يدرس العلوم الإسلامية المختلفة في شعبة الدراسات الإسلامية التي كان يرأسها بمدينة وجدة، كما كان يدرس بعض هذه العلوم المقررة بالشعب الأخرى : مثل علوم الحديث و أصول الفقه بشعبة اللغة العربية وآدابها.
كما كان يشد الرحال الى مدينة الرباط ليدرس طلبة شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة محمد الخامس، نظرا لقلة الأطر الجامعية إن لم نقل انعدامها،فكان يحمل نفسه على تحمل مشاق التنقل والسفر الى هناك ،اسهاما منه في سد النقص وتدارك الخلل و تثبيت ركائز الشعبة في كلية الآداب العتيدة بالرباط.
وإنه لبمثل هذه الجهود والتضحيات وجدت آثار هذا التكوين الهادف والهادئ في نفوس الطلاب الذين يتذكرون ذلك جيدا. ولعل أبرز أثر يمكن أن يكون مثالا نيرا في هذا الصدد،ما كان يلمس في محاضرات فضيلة الأستاذ مصطفى بن حمزة من العمق العلمي ،و السعة الفكرية ،والدقة المنهجية ،الى القدرة الفائقة في الإحاطة و التدقيق ،وحسن الإفادة بالسهل الممتنع، وصحة التوجيه، وقوة التشويق الحاملة على متابعة المحاضرة كلها، مع الفصاحة والبيان وسلاسة الأسلوب.
ولقد عرفت عنه في هذا خصائص عز اجتماعها في شخص واحد في رحاب كلية الآداب، ولعل من ذلك المشاركة العلمية التي عرف بها ،حيث كان متمكنا من العلوم الشرعية كلها مبرزا فيها، وكان متمكنا من علوم اللغة العربية مجتهدا فيها، وهو ما يبرز جليا في محاضراته، وفي رسالته وأطروحته الجامعيتين. ولقد أجاد فضيلة الدكتور محمد بنشريفة إذ وصفه يوما بذي الشعبتين، لقوته العلمية وقدرته على تدريس علوم ومعارف شعبتي الدراسات الإسلامية و اللغة العربية وآدابها.
ولقد مكن الله على يديه لتكوين وتخريج أفواج من طلبة العلم في تلك الفترة و ما بعدها، فأصبحوا بدورهم أطرا علمية نافعة يفتخر بها الوطن، حيث مكنت لصورة القدوة الحسنة في السلوك والممارسة والأخلاق.
ولقد بقي فضيلته وفيا لهذا العطاء الممتد و الفعال، حتى بعد أن استوعبته الأنشطة والأعباء العلمية المختلف،وكذا الأنشطة ا لإحسانية المتعددة، التي اضطرته للتخلي عن تدبير الشؤون التربوية والإدارية للشعبة، غير أنه لزم التدريس بها، ولم يلتمس التفرغ أو الابتعاد، وإنما بقي يفيد الطلاب في السنة الأولى تعليما وإرشاد ، وفي السنة الرابعة تأطيرا وتوجيها، على ما كان يقترحه المنظمون لشؤون الشعبة حينذاك، لتتم الإفادة الكاملة من علم فضيلته ورؤيته عند دخول الطلبة وعند تخرجهم.
وحري بمن هو هذا شأنه في هذا الميدان، أن يكرم وأن تنطق الكلمات بالإشادة بخصاله ،وتنوه بغرسه وانجازه. ولقد قيلت هذه الكلمات في غيابه،لما حالت ظروف دون حضوره، فكان الموقف مفعما بالصدق و الإخلاص في القول والتعبير عن مشاعر الامتنان والتقدير، الذي يكنه لفضيلته جلة الأساتذة الباحثين في مختلف الجامعات والمراكز العلمية.
ولنا عودة الى الموضوع بحول الله وقوته.
تحرير:الأستاذ الحسان حالي
شعبة الدراسات الإسلامية – وجدة
Aucun commentaire