أعقلوا ألسنتكم وتوكلوا يرحمكم الله
سؤال نطرحه على من اتهم الموظفين العموميين بالأنانية و الانتهازية و الدفاع عن المصلحة الخاصة الفئوية، وعلى من اتهمهم كذلك أنهم لا يفكرون في مصير الأجيال القادمة.فمن أولى أن يفكر في مصلحة الأمة و الشعب؟ :
هل هم الموظفون المسحوقون من الدرجات الدنيا و المتوسطة الذين أحاطت بهم الكوارث ما ظهر منها وما بطن من طرف الحكومة الملتحية و التي تدور حول الثالوث المشئوم( زيادة في سنوات العمل +زيادة في اقتطاعات العاملين+ زيادة في اقتطاعات المحالين على التقاعد؟ رفع اليد عن صندوق الدعم الاجتماعي…الزيادات المتتالية في فواتير الاستهلاك المختلفة….)
أم هل من قضى قضاء مبرما و بلا رحمة على صندوق المقاصة و الدعم الاجتماعي؟
أم هل من تسامح مع المفسدين و السارقين و الناهبين للمال العام ومن أفرغوا الصناديق؟
أم هل من أغرق الوزراء و نواب البرلمان و الموظفين السامين بالامتيازات و المكاسب و الزيادات المهولة في الرواتب و التعويضات؟
أم هل من يقتني سيارات جديدة من نوع غال في أفقر جهة بالمغرب و التفكير في اقتناء هليكوبتر؟ أم من كل شغله اقتناء 40 سيارة جديدة لسعادة المستشارين ومن المال العام الذي هم مستأمنون عليه رغم أنهم يشغلون وظائف وزراء أيضا؟
أم هل من هم من الوزراء والبرلمانيين(و الذين يشغلون في نفس الوقت أساتذة جامعيون يحافظون على أجورهم كموظفين وأجورهم كبرلمانيين، و ومقاولون ومحامون وتجار كبار وملاك كبار الخ..)؟
أم هل من هم من الموظفين السامين أصحاب الرواتب السمينة الذين لم يفرطوا في سنتيم واحد لا من أجورهم و لا من معاشاتهم بل يبحثون دائما عن المزيد بمبرر أنه رزق ساقه الله إليهم؟
أم هل من يتقاضون رواتب الوزراء وفي نفس الوقت يشغلون رؤساء الجهات و منهم من يلح على رئيس الحكومة بالإسراع لإخراج المرسوم الذي يحدد أجورهم التي تتراوح بين راتب برلماني و راتب وزير؟
أم هم من يغادرون الوظيفة بتعويض 10 أشهر و تقاعد مريح جدا لم يحلم به أي واحد من الفئات التي تنعتونها أنها انتهازية؟
من أولى أن يفكر في 3 ملايين من الأجراء و الفقراء يا من لا تفكرون إلا في المناصب و الكراسي و ربح الحملات الانتخابية ولو على حساب الآخرين، وتهددون بفتنة تهدد السلم الاجتماعي إذا لم تفوزوا بولاية ثانية ؟
من يفكر في الفقراء، وعندما أتت الفيضانات و قتلت العدد الكبير من الناس في الجنوب، نقلت جثث الأموات على شاحنات رمي النفايات ؟
هذا قطرات واحدة من نهر فقط وما خفي كان أعظم…
عجبا أن ينعت الموظفون عندما أعلنوا رفضهم للظلم و استبداد وتحكم الحكومة ينعتون الآن بالانتهازيين و الفئويين و..و..، فعجبا وألف عجب كيف يفكر هؤلاء؟
هل من هؤلاء الكبار من أعالي القوم من تنازل إراديا مثلا عن جزء من حوالته، لفائدة الفئات المغلوبة بالفقر على أمرها(30 % تقتطع من معاشات الموظفين المتقاعدين، فهل تقتطع نفس النسبة للبرلمانيين و الوزراء و الموظفين السامين ،أم لهم العصمة و الحصانة حتى على أجورهم وأقوالهم وممتلكاتهم؟
كفى تغليطا للرأي العام وكفى استهتارا بنا و كفى استحمارا لعقولنا و كفى تهييجا للمجتمع ضد الموظفين الصغار و المتوسطين الذين أرهقتم القرارات اللاشعبية مثل باقي الفئات المتضررة،و التي أفرغت جيوبهم وقضت على كل أمل وطموحات أبنائهم في إيجاد عمل كريم يحفظ لهم اعتزازهم بالانتماء للوطن؟
فاعتقلوا لسانكم أو انسحبوا يرحمكم الله
2 Comments
مقال شامل جامع صادق . سحقا للخونة الانتهازيين الكاذبين
صدقت يا استاذ نورالدين جزاك الله خيرا في انتظار جديدكم